
أعربت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، مورجان أورتاجوس، الجمعة، عن دعم إدارة الرئيس دونالد ترمب "الكامل" لإسرائيل للرد على أي "خرق" لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع لبنان، مشيرة إلى أن على الحكومة اللبنانية تحمل مسؤولية نزع سلاح جماعة "حزب الله"، فيما اعتبرت أن "لبنان لم يقم بما يلزم لنزع سلاح الجماعة".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ ضربات في لبنان، الجمعة، حمّلت المبعوثة الأميركية، في لقاء مع "الشرق"، الحكومة اللبنانية مسؤولية "نزع سلاح حزب الله"، وذلك بناءً على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية بين بيروت وتل أبيب، ودخل حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي.
وتطرقت أورتاجوس إلى خطاب الرئيس اللبناني جوزاف عون أمام البرلمان، والذي تضمن تعهد بالحفاظ على سيادة البلد ووحدته، وتأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح.
وشنت إسرائيل، الجمعة، أول غارة جوية كبيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ شهور رداً على إطلاق صواريخ من لبنان في أصعب اختبار لاتفاق وقف إطلاق نار هش تم التوصل إليه في نوفمبر.
وشددت المسؤولة الأميركية على ضرورة "ألا تقود المليشيات والجماعات الإرهابية لبنان، مثل حزب الله أو الجماعات الفلسطينية مثل حماس"، معتبرةً أن تلك "الجماعات المسلحة انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار عبر إطلاق صواريخ على إسرائيل".
وأضافت: "لولا حقيقة أنه تم اعتراض تلك الصواريخ عن طريق نظام القبة الحديدية، لكان هناك مدنيون قد قتلوا في إسرائيل ما قد يثير حرباً أوسع نطاقاً".
ولفتت إلى أن "أي هجوم يحدث اليوم بسبب أن الجماعات الإرهابية أطلقت صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، وهذا انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار".
وأشارت إلى أن ذلك دفع إسرائيل لـ"ضرورة الرد على أي هجوم تتعرض له"، موضحة أن "إسرائيل ليست بحاجة إلى إذن من الولايات المتحدة للرد على هجوم تنفذه الجماعات الإرهابية".
كما أكدت المسؤولة الأميركية على دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب "الكامل" لإسرائيل لرد على أي "خرق" لاتفاق وقف إطلاق النار.
بشأن ما إذا كانت تعتبر هجمات الإسرائيليين المتكررة داخل لبنان "تنتهك" الاتفاق أما لا، قالت أورتاجوس: "بالتأكيد لا، ما تفعله إسرائيل هو أنها ترد عندما لا يتم نزع سلاح حزب الله أو كلما كان هناك عناصر من حزب الله لم يتم اعتقالهم أو التعامل معهم من قبل الجيش اللبناني".
وذكرت أن "الجيش اللبناني الذي يتم تمويله وتدريبه من قبل الولايات المتحدة، عليه تحمل المسؤولية.. المسؤوليات التي تقع على عاتق القوات المسلحة اللبنانية هي نزع سلاح حزب الله".
وأضافت: "الآن عندما يتم تمرير المعلومات عبر الآلية المعتمدة، ولا يستجيب الجيش اللبناني لها في الوقت المناسب، وبسبب اتفاق وقف إطلاق النار، فإن لإسرائيل الحق في مهاجمة تلك الأهداف، وذلك عندما لا يقوم الجيش اللبناني بذلك".
واستهدفت الغارة الإسرائيلية الأخيرة مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، وقالت إسرائيل إن المنشأة مخزن للطائرات المسيرة التي تستخدمها الجماعة.
وتزايدت هشاشة وقف إطلاق النار فيما يبدو في الأسابيع القليلة الماضية. فقد أرجأت إسرائيل سحباً، كانت قد وعدته به، للقوات في يناير، وقالت في الأسبوع الماضي إنها اعترضت صواريخ أطلقت في 22 مارس، مما دفعها إلى قصف أهداف في جنوب لبنان. ونفت جماعة "حزب الله" أي ضلوع في إطلاق الصواريخ.
دعم الجيش اللبناني
وذكرت أورتاجوس لـ"الشرق"، أن بلادها "تحاول المساعدة في بناء الجيش اللبناني، حتى يتمكن من القيام بمزيد من العمل، فالجيش بذل جهوداً كبيراً في مجال نزع سلاح حزب الله خلال الأشهر الستة والأربعة الأشهر الماضية، وربما خلال السنوات العشر الماضية".
لكنها شددت على أنه "لا يمكن أن تكون هناك جماعة إرهابية داخل لبنان تحاول السيطرة على الدولة"، مضيفةً: "نعلم أن هذا يحدث منذ سنوات عديدة، فإيران استخدمت وكلائها في محاولة لتدمير لبنان وهذا ما يحدث".
وأشارت إلى أن "إيران ترسل الأموال والمعدات، وتُدرب الجماعات الإرهابية داخل لبنان لمحاولة تدمير البلاد، ولقد حاولوا فعل ذلك لسنوات".
وأكدت أن "الولايات المتحدة ستواصل شراكتها مع الحكومة الشرعية في لبنان، لضمان أن يكون لبنان حراً ومزدهراً وآمناً لجميع اللبنانيين"، لافتةً إلى أن "الشعب اللبناني يحتاج لأن يتحرر من طغيان إيران، ومن طغيان جماعات حزب الله التي تحاول جرهم إلى حرب".
وأضافت: "تذكروا في اليوم التالي لهجوم السابع من أكتوبر 2023، بدأ حزب الله وبدعم من إيران بمهاجمة إسرائيل. لم يكن حزب الله بحاجة إلى جر لبنان إلى الحرب مع إسرائيل بعد 7 أكتوبر".
واعتبرت أن "حزب الله وإيران مسؤولان عن الموت والدمار الذين جلباه إلى لبنان"، مشيرةً إلى أنه "عندما ترد إسرائيل على جماعة إرهابية تطلق الصواريخ عليهم، مرة أخرى، سواء كانت حماس أو الجماعات الفلسطينية أو حزب الله، فإن إسرائيل لا تنتهك وقف إطلاق النار، فهي لديها الحق في الرد، والولايات المتحدة تدعمهم في ذلك".
وأعربت عن أملها بأن تواصل الولايات المتحدة "الشراكة القوية مع اللبنانيين والجيش اللبناني"، لافتةً إلى أن الحكومة اللبنانية وقعّت على الاتفاق الذي يضمن نزع سلاح حزب الله".
وضربت أورتاجوس مثالاً لما يدور في لبنان قائلةً: "الأمر بسيط للغاية، هنا في الولايات المتحدة، إذا كانت لدينا مجموعة إرهابية تطلق صواريخ على كندا، فمن المحتمل أن ترغب كندا في الرد، وإذا كانت المكسيك تطلق صواريخ على ولاية تكساس، فسترد الولايات المتحدة، هذا بسيط للغاية، امنع الجماعات الإرهابية من إطلاق الصواريخ على جيرانك، ويمكننا جميعاً العيش بسلام".
وعن سبب فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على حزب الله، أوضحت نائبة المبعوث، أن "العقوبات الجديدة هي ضد ممولي حزب الله. عندما تنظرون إلى الأشياء الأولى التي أعلنها الرئيس ترمب، هو أننا نتجه لتنفيذ حملة الضغط الاقتصادي الأقصى ضد إيران".
وذكرت أن جزءاً من هذه الحملة يتمثل في "ملاحقة حزب الله والأشخاص الذين يحاولون تمويل الجماعة"، معتبرةً أن هذه الخطوة "مجرد بداية لكثير من الإجراءات".
وتطرقت عن فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة مرتبطة بإيران تستهدف كيانات تتضمن لأول مرة مصفاة نفط خاصة في الصين. وتمثل الخطوة الجولة الرابعة من العقوبات الأميركية على مبيعات النفط الإيرانية منذ أن أعلن ترمب في فبراير الماضي استئناف سياسة "أقصى الضغوط" على طهران بهدف وقف صادراتها من الخام تماماً. ويريد الرئيس الأميركي منع طهران من امتلاك سلاح نووي وتمويل جماعات مسلحة.
وشددت أورتاجوس على أن الولايات المتحدة "لن تتسامح مع قيام حزب الله بتهريب الأموال إلى البلاد، سواء كان ذلك عبر المطارات، أو من خلال مهربي النفط الذين أدرجناهم اليوم" ضمن قائمة العقوبات.
وبشأن المطلوب من الحكومة اللبنانية لوقف الغارات الإسرائيلية، قالت نائبة المبعوث، إن "الولايات المتحدة لديها تعاون وصداقة مفتوحة مع الحكومة اللبنانية، ولدينا علاقة عظيمة، ونتحدث طوال الوقت، ونتحدث كل يوم تقريباً".
وأردفت: "بالمناسبة، تحدثت اليوم مع معظم شركائنا الخليجيين.. وما قلته للعديد من المسؤولين في الحكومة اللبنانية هو أنه يقع على عاتقكم مسؤولية التأكد من أن الصواريخ من بلدكم لا تتجه إلى إسرائيل، والولايات المتحدة موجودة للشراكة معكم ومساعدتكم ودعمكم"، لكنها اعتبرت أن "هذا لا يعني أيضاً أنه لمجرد أننا نساعد ونتشارك مع الجيش اللبناني، أننا لن نسمح لإسرائيل بالرد".
وشددت على "وجوب" أن يرد الإسرائيليين كلما "أطلقت الصواريخ باتجاههم"، لكن "القوات المسلحة اللبنانية تحتاج أيضاً إلى الدعم".
وبشأن ما إذا كانت المطالب الأميركية من الجيش اللبناني كثيرة مقارنة بعدم جاهزيته لتلبيتها، أكدت أورتاجوس على ضرورة تنفيذ بنود الاتفاقية المبرمة مع إسرائيل، والتي تشمل "نزع سلاح حزب الله".
وأضافت: "نعم، أتفق معك تماماً بأن على الولايات المتحدة دعم الجيش اللبناني، وستستمر في ذلك طالما أنهم يلبون المعايير"، موضحةً أنها عملت مع وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وفريق ترمب لـ"دعم الجيش اللبناني مالياً، والتأكد من الحصول على دعم مالي إضافي".
وأكدت على "الالتزام والتعاون الأميركي الكامل" مع الجيش اللبناني سواء عبر "الدعم المالي والتدريب والمساعدات"، لكنها أضافت: "أن تكون صديقاً حقيقياً يعني أن تشير إلى التقصير، فرؤية الصواريخ تطلق دلالة على أن الجيش لا يفعل كل ما في وسعه لنزع سلاح حزب الله، وسنساعدهم في تحقيق ذلك".