
يجتمع وزراء خارجية بولندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وأوكرانيا، الاثنين، في العاصمة الإسبانية مدريد، في إطار دول "تحالف الراغبين"، بحثاً عن إرساء موقف دفاعي أوروبي مشترك وبحث الحرب في كييف.
بحسب صحيفة "إل موندو" الإسبانية، سيكون هذا هو الاجتماع الثالث لدول المجموعة المعروفة إعلامياً باسم "تحالف الراغبين"، والتي قررت تعزيز وحدة الحلفاء الأوروبيين بعد وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السلطة، بهدف إرساء موقف دفاعي أوروبي مشترك في مواجهة التهديد الذي يشكله الرئيس الروسي.
السلام وقوة أوروبا
ويأتي الاجتماع بعد يومين من تصريحات لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، قالت خلالها إن أوروبا كانت وستظل دائماً مشروعاً للسلام، لكنها شددت على أن الحفاظ على السلام يتطلب القوة، مشيرة إلى الدروس المستفادة من التطورات الأخيرة المتعلقة بالحرب في أوكرانيا وخطط الاتحاد الأوروبي لإعادة التسلح.
وقالت فون دير لاين: "كلنا نريد السلام، ولا أحد يتمنى ذلك أكثر من الشعب الأوكراني.. لقد تعلمنا درساً مريراً مفاده أن من الضروري أن نكون أقوياء لحماية السلام والحفاظ عليه".
وأشارت إلى أهمية الاستثمار في التأهب للطوارئ، قائلة إن "الوقاية خير من العلاج"، واعتبرت أن استراتيجية التأهب تتبع نهجاً شاملاً لحماية المواطنين، حيث لا تقتصر على المخاطر العسكرية فقط، بل تشمل أيضاً تحديات مثل الجوائح العالمية والكوارث الطبيعية.
ووصفت هذه الجهود بأنها تشبه حقيبة إسعافات أولية، إذ من الأفضل توفرها وعدم الحاجة إليها، مضيفة: "الأمر يتعلق ببناء المرونة".
وفيما يتعلق بتحالف الراغبين، ذكرت فون دير لاين أن 3 نتائج رئيسية تحققت: تقديم دعم قوي لأوكرانيا على المدى القصير من خلال الالتزامات العسكرية لعدد من الدول، والإبقاء على العقوبات المفروضة على روسيا حتى تحقيق اتفاق سلام عادل ودائم، وتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية.
وقالت: "كان هدف بوتين احتلال كييف في 3 أيام وأوكرانيا في 3 أسابيع، لكنه فشل.. وبعد مرور 3 سنوات، أصبحت أوكرانيا مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي وهي أكثر تماسكاً من أي وقت مضى.. كان هدفه أيضاً إضعاف حلف الناتو، لكن الناتو اليوم يضم عضوين جديدَين: فنلندا والسويد.. وصمود أوكرانيا ودعمها الدولي المستمر يثبتان أن المعتدي لن يحقق أهدافه".
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أن الولايات المتحدة تُعتبر شريكاً وحليفاً للاتحاد الأوروبي، رغم التصعيد الذي حدث على خلفية فرض ترمب للرسوم الجمركية.
تحالف الراغبين
وعُقد أول اتصال افتراضي بين دول المجموعة المعنية بدعم أوكرانيا وتعزيز الأمن الأوروبي (تحالف الراغبين)، في نوفمبر، بمشاركة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك؛ والإيطالي أنطونيو تاجاني والبولندي رادوساو سيكورسكي؛ إضافة إلى وزير الخارجي البريطاني ديفيد لامي ونظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس.
وعقب الاتصال الأول، أصدر أعضاء المجموعة بياناً تناول "الهجوم الروسي الممنهج على البنية الأمنية الأوروبية"، كما أيدوا مطالب المفوضية الأوروبية الجديدة، مؤكدين على أن على الدول الأوروبية أن تلعب دوراً أكثر أهمية في ضمان أمن القارة بالتعاون مع الشركاء عبر الأطلسي.
واجتمع أعضاء المجموعة رسمياً لأول مرة في برلين، خلال ديسمبر، بحضور أوكرانيا كدولة مدعوة، إذ أصدروا بياناً تعهدوا فيه "دعم إصلاح أوكرانيا وإنعاشها وإعادة إعمارها، بالتنسيق مع الشركاء الدوليين"، واجتمعوا مجدداً في 5 فبراير في باريس، بحضور مبعوث ترمب لأوكرانيا كيث كيلوج.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، على مواقع التواصل الاجتماعي، إن هذه الاجتماعات تهدف إلى "مناقشة الأمن الأوروبي ودورنا في العالم"، مؤكداً على أن الاجتماعات اختتمت بعزم على "تعزيز الأمن الأوروبي، وضمان رفاهية مواطنينا، والدفاع عن قيمنا. نواصل دعم أوكرانيا. لا سلام عادل في أوكرانيا بدون الأوروبيين".
يأتي الاجتماع في وقت جعل الرئيس الأميركي من إنهاء الحرب في أوكرانيا أحد أهم وعوده خلال حملته الانتخابية، وانخرطت إدارته في محادثات مع المسؤولين الروس والأوكرانيين في السعودية مؤخراً، من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب وعدد من القضايا الأخرى.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن البيت الأبيض اتفاقاً مع روسيا وأوكرانيا لوقف إطلاق نار جزئي ومحدود، من شأنه أن يسمح بعودة الملاحة الآمنة في البحر الأسود، ويوقف الهجمات على منشآت الطاقة لكلا البلدين.