دبلوماسية أسترالية: الصين تشهد خسارة فادحة في النفوذ

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الصيني شي جينبينغ يلقي خطاباً أمام البرلمان الأسترالي في كانبيرا - 17 نوفمبر 2014 - REUTERS
الرئيس الصيني شي جينبينغ يلقي خطاباً أمام البرلمان الأسترالي في كانبيرا - 17 نوفمبر 2014 - REUTERS
كانبيرا -وكالات

اعتبرت فرنسيس أدامسون، وكيلة وزارة الخارجية والتجارة الأسترالية، أن الصين بدّلت بشكل عميق طريقة تعاملها مع العالم، خلال عهد الرئيس شي جينبينغ، مشيرة إلى أنها "تعاني من انعدام الأمان"، وتعتقد بوجود تهديدات ليست حقيقية.

أدامسون التي كانت سفيرة سابقة في بكين، بين عامَي 2011 و2015، قالت في خطاب ألقته في كانبيرا: "تراجعت عقارب الساعة من حيث الأولوية الممنوحة للأيديولوجيا، وسحق أصوات المجتمع المدني، وإقامة حواجز جديدة أمام الاتصالات الخارجية والتدفق الحرّ للمعلومات"، بحسب ما أوردت وكالة "بلومبرغ".

ونبّهت إلى أن الصين تشهد "خسارة فادحة في النفوذ" في أستراليا ودول كثيرة، مضيفة أن انعدام الأمان والسلطة يمكن أن يشكّلا مزيجاً متقلباً، خصوصاً إذا تم التعامل مع الوضع بشكل سيئ، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

 وتابعت: "قلة تدرك أن انعدام الأمان يؤرق هذه القوة العظمى، وبمقدار ما هي مدفوعة بالطموح، فإن عقليتها دفاعية إلى حد كبير، مما يجعلها تعتقد بوجود تهديدات خارجية، حتى عندما تدفع بمصالحها على حساب مصالح الآخرين".

"عقلية حصار"

أدامسون التي ستتقاعد هذا العام اعتبرت أن تحركات الصين لطرد صحافيين غربيين تمثل "عقلية حصار" ستؤدي إلى فهم أقل بشأن البلد. وقالت: "إن عدم الرغبة في قبول التدقيق والمناقشة الحقيقية للخلافات لا يخدم مصالح أحد".

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن تعليقات أدامسون تأتي بعدما أظهر مسح أن ثقة الأستراليين بالصين تراجعت إلى مستوى قياسي، إذ يرى فيها عدد متزايد منهم تهديداً أمنياً أكثر من كونها شريكاً اقتصادياً.

وأظهر استطلاع سنوي، أعدّه "معهد لوي"، أن أكثر من 60% من الأستراليين يعتبرون الصين تهديداً أمنياً، مقابل 18% أعربوا عن الرأي ذاته في عام 2018.

ونقلت وكالة "رويترز" عن ناتاشا قسّام، مديرة برنامج الرأي العام والسياسة الخارجية في المعهد، قولها: "الآراء بشأن الصين لا يمكن فصلها إلى حد ما عن القمع في هونغ كونغ، واحتجاز الإيغور، واختفاء مواطنين أستراليين في الصين".

أبرز شريك تجاري لأستراليا

وتوترت العلاقات بين البلدين منذ عام 2018، عندما منعت أستراليا شركة "هواوي" الصينية من بناء شبكتها للجيل الخامس من الإنترنت، وتقوّضت أكثر بعدما قاد رئيس الوزراء سكوت موريسون دعوات إلى فتح تحقيق مستقل في منشأ فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية وتفشى في العالم. وردّت بكين متخذة تدابير تجارية عقابية مسّت سلعاً أسترالية، وفق "بلومبرغ".

وأشارت "رويترز" إلى أن الصين هي أبرز شريك تجاري لأستراليا التي صدّرت للدولة الآسيوية سلعاً قيمتها 149 مليار دولار أسترالي (112.45 مليار دولار أميركي)، بين مارس 2020 ومارس 2021.

واعتبرت الوكالة أن نتائج الاستطلاع تشير إلى أن الحكومة الأسترالية المحافظة تحظى بتأييد شعبي لنهجها الحازم إزاء بكين، على الرغم من تداعيات تجارية.