الأسهم الأميركية تفتح على انخفاض حاد وسط مخاوف من جمارك ترمب.. والإدارة تصر على الرسوم

أصرت الإدارة الأميركية الخميس، على الجمارك الواسعة التي أعلنها الرئيس دونالد ترمب، وسط خسائر كبيرة لأسواق المال في أوروبا وآسيا، فيما فتحت الأسواق الأميركية على خسائر كبيرة، لا تقل عن تريليوني دولار.

وتراجع مؤشر "داو جونز" بنحو 2.8%، فيما انخفض مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 3.4%، وهبط "ناسداك 100" 4.1%، وتراجع سهم أبل بنسة 8.5% ما محا 255 مليار من القيمة السوقية للشركة، وانخفض مؤشر بلومبرغ لأسهم شركات التكنولوجيا السبع الكبرى بنسبة 5.5%.

وهبط مؤشر "بلومبرغ" للأسعار الفورية للدولار بأكثر من 2%.

"ترمب لن يسمح باستغلال أميركا مجدداً" 

وقال نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، إن "الرسوم الجمركية الجديدة كانت ضرورية من أجل تصحيح الخلل في الميزان التجاري مع الدول الأخرى"، معتبراً أن "الكثير من الأشخاص حققوا ثروات طائلة نتيجة انتقال الشركات الأميركية إلى الخارج، لكن العمال الأميركيين لم يجنوا أي شيء.. حتى الشركات الأميركية لم تصبح أكثر ثراءً من خلال النمو المتزايد للمنافسين الأجانب الذين يصنّعون في الخارج".

وأضاف فانس: "لقد واجهت الولايات المتحدة رسوماً جمركية سخيفة، بالإضافة إلى العديد من الممارسات غير الجمركية مثل التلاعب بالعملة.. وقد كان لذلك أثر مدمر على الشوارع الرئيسية في الولايات المتحدة".

وتابع نائب الرئيس الأميركي: "أميركا تحملت كل الممارسات التجارية والاقتصادية السخيفة من الحلفاء والأعداء على حدّ سواء.. ولأول مرة منذ ربما 40 عاماً، لدينا رئيس يقول كفى، ويعلن أن هذا الأمر لن يستمر، وأنه لن يسمح بعد الآن باستغلال أميركا".

وأشار إلى أن قرارات ترمب "ستجلب فوائد هائلة للعمال الأميركيين.."، لافتاً إلى أن "هناك العديد من الشركات المحلية والأجنبية أعلنت عن نيتها لبناء أو توسيع مصانعها داخل الولايات المتحدة. وهذا يعني المزيد من فرص العمل الجيدة للطبقة الوسطى".

"إعادة ترتيب التجارة العالمية"

وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك الخميس، إنه يتوقع أن تبدأ معظم الدول في إعادة النظر بجدية في سياساتها التجارية تجاه الولايات المتحدة، بعد فرض الرئيس دونالد ترمب تعريفات جمركية واسعة على عشرات الدول الأربعاء، فيما جدد البيت الأبيض قوله إن هذه "حالة طوارئ وطنية"، وإن "الدول الأجنبية، لن تغشنا بعد الآن".

وأضاف لوتنيك في مقابلة مع CNBC، إن واشنطن تجري محادثات مع جميع الدول التجارية الكبرى، وشدد على ضرورة أن تباع المنتجات الأميركية في هذه الدول، وقال إن على الدول تغيير قواعدها للسماح بدخول المنتجات الزراعية الأميركية.

وتابع: "توقفوا عن القول إننا لا يمكننا أن نبيع الذرة الأميركية في الهند، أو لحم البقر في أي مكان. توقفوا عن معاملتنا بطريق سيئة، الاتحاد الأوروبي لا يقبل بيع منتجات الدواجن الأميركية، ويكره لحم البقر الأميركي".

وأضاف لوتنيك أنه لا يعتقد أنه ستكون هناك استثناءات من التعريفات الجمركية، معتبراً أنه لن يكون من الجيد، أن ترد الدول التي فرضت عليها الجمارك، بإجراءات انتقامية.

وأعرب لوتنيك عن اعتقاد بأنه التعريفات الجمركية التي أعلنها ترمب، ستبدأ "إعادة ترتيب" التجارة العالمية، مما "سيجبر الدول الأخرى على فتح أبوابها أمام المزيد من السلع الأميركية".

"القاعدة الذهبية للعصر الذهبي لأميركا"

ورداً على سؤال في مقابلة مع شبكة CNN، بشأن هبوط الأسهم الأميركية جراء إعلان ترمب عن الجمارك الواسعة، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: رسالتي لوول ستريت هي ثقوا في الرئيس ترمب".

وأضافت: "هذا رئيس يصر على معادلته الاقتصادية من فترته الأولى، والتي أدت لرفع الأجور وخفض التضخم وازدهار في مجال الطاقة، وهذا هو ما ينوي ترمب فعله".

وتابعت: "هذه هي القاعدة الذهبية للعصر الذهبي لأميركا، ولن  تغشنا الدول الأجنبية بعد الآن، وكما قال الرئيس ترمب، هذه بالفعل حالة طوارئ وطنية لدينا 1.2 تريليون دولار عجز تجاري، وأغلقنا 90 ألف مصنع، وخسرنا 5 ملايين وظيفة في قطاع التصنيع في العقود الأخيرة".

"عائدات هائلة للرسوم"

وعن التوقعات بارتفاع الأسعار نتيجة الرسوم الجمركية، قالت ليفيت إن هذه التقديرات "لا تتحدث عن حجم العائدات الهائلة التي ستجلبها هذه الرسوم الجمركية إلى الولايات المتحدة، تريليونات، وتريليونات الدولارات من الاستثمارات، والتي تؤدي إلى المزيد من الوظائف في المجتمعات الأميركية، وإلى ارتفاع الدخل".

وبسؤالها عن مدى الألم الذي قد يشعر به الأميركيون على المدى القصير، قبل أن يشعروا بعائدات الرسوم الجمركية: قالت: الرئيس يركز كل يوم على خفض تكلفة المعيشة في هذا البلد، وفي الوقت نفسه يقوم بتطبيق هذه الرسوم الجمركية الفعالة للغاية".

وبسؤالها عن احتمال أن يتراجع الرئيس عن تنفيذ هذه الرسوم الجمركية قبل دخولها حيز التنفيذ نهاية هذا الأسبوع، قالت "أوضح الرئيس أن هذا ليس تفاوضاً. هذه حالة طوارئ وطنية. هو دائماً مستعد لرفع سماعة الهاتف والرد على المكالمات، لكنه قدم الأربعاء، الحجة الكاملة حول سبب قيامنا بذلك".

وقالت: "هذه الدول حول العالم كان لديها 70 عاماً للقيام بما هو صائب تجاه الشعب الأميركي، لكنها اختارت ألا تفعل ذلك. لقد استغلت العمال الأميركيين وسرقت وظائفنا ونقلتها إلى الخارج. الرئيس يضع حداً لذلك الآن".

ضربة مزدوجة لأسعار النفط

وسجلت أسعار النفط الخام أكبر تراجع لها منذ عام 2023، بعد أن تلقت ضربة مزدوجة تمثلت في تعريفات ترمب التجارية، وقرار تحالف "أوبك+" زيادة الإنتاج بوتيرة أسرع مما أُعلن سابقاً.

وتراجع سعر عقود خام غرب تكساس الوسيط (تسليم مايو) بنسبة وصلت إلى 7.3%، فيما هبط سعر عقود خام برنت القياس العالمي (تسليم يونيو) باتجاه 70 دولاراً للبرميل.

وكانت بداية اليوم قاتمة بالنسبة لأسواق النفط الخام، إذ أثارت موجة التعريفات التي أعلنها ترمب شكوكاً جديدة حول آفاق الاقتصاد العالمي. ورغم أن الإجراءات تجنّبت التأثير المباشر على سوق النفط -إذ لم تشمل قيوداً على تدفّق النفط من كندا والمكسيك- إلا أن أسعار الوقود انخفضت بشدة نتيجة المخاوف من ضعف في الطلب.

"جمارك يوم التحرير"

وفرض ترمب رسوماً جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات ورسوماً أعلى على بعض أكبر الشركاء التجاريين للبلاد في خطوة تذكي الحرب التجارية التي بدأها مع عودته إلى البيت الأبيض، فيما وصفه بـ"يوم التحرير في أميركا".

واستهدفت الرسوم عشرات الدول منها الصين والهند، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وقال ترمب إن "اليوم هو يوم ولادة الصناعة الأميركية من جديد"، زاعماً أن "هناك دولاً سرقت ثروات بلادنا منذ سنوات".

وفرض ترمب رسوماً جمركية قدرها 34% على الصين، و20% على الاتحاد الأوروبي، و46% على فيتنام، 32% على تايوان، كما فرض رسوماً قدرها 24% على اليابان، و10% على بريطانيا، و25% على كوريا الجنوبية.