ترمب يهدد الصين بفرض رسوم إضافية 50% إذا لم تتراجع عن رسومها المضادة

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصل إلى الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن، الولايات المتحدة. 6 أبريل، 2025 - Reuters
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصل إلى الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن، الولايات المتحدة. 6 أبريل، 2025 - Reuters
دبي-الشرق

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين بنسبة 50%، اعتباراً من 9 أبريل الجاري، كما تعهد بإنهاء جميع المحادثات مع بكين "بشأن اجتماعاتها المطلوبة معنا"، في حال لم تتراجع الصين عن رسومها المضادة التي فرضتها على واشنطن بنسبة 34%.

وقال ترمب عبر منصة "تروث سوشيال"، إن "الصين فرضت رسوماً جمركية انتقامية بنسبة 34%، تضاف إلى رسومها القياسية، ورسومها غير النقدية، ودعمها غير القانوني للشركات، وتلاعبها بالعملة على نطاق واسع وطويل المدى".

وأضاف: "ذلك يأتي على الرغم من تحذيري من أن أي دولة سترد على الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية إضافية، تتجاوز إساءة استخدامها الحالية للرسوم الجمركية على أمتنا، ستُقابل فوراً برسوم جمركية جديدة أعلى بكثير، تتجاوز تلك التي فُرضت في البداية".

ولفت إلى أن "المفاوضات مع الدول الأخرى التي طلبت اجتماعات ستبدأ فوراً".

وفرض ترمب، الأسبوع الماضي، رسوماً جمركية إضافية بنسبة 34% على السلع الصينية كجزء من التعريفات الجمركية المفروضة على معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين، ليصل إجمالي الرسوم المفروضة على الصين هذا العام إلى 54%.

وأدى هذا إلى رد انتقامي واسع النطاق من الصين، الجمعة، شمل فرض رسوم إضافية بنسبة 34% على جميع السلع الأميركية، وقيوداً على تصدير بعض المعادن النادرة، مما أدى إلى تصعيد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

كما قال مصدران مطلعان لوكالة "رويترز"، الجمعة، إن صفقة فصل أصول تطبيق "تيك توك" الصيني في الولايات المتحدة توقفت، بعدما أشارت الصين إلى أنها لن توافق عليها. كما ذكر مصدر لوكالة "أسوشييتد برس"، أن شركة "بايت دانس" الصينية التي تملك التطبيق، قالت للبيت الأبيض إن "بكين لن توافق على الصفقة، حتى يكون هناك مفاوضات بشأن التجارة، والرسوم الجمركية".

الصين: رسوم ترمب "تنمر"

من جهته، اعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الاثنين، أن "التهديدات والضغوط ليست الطريقة السليمة" للتعامل مع بلاده، بعد أن وصف رسوم ترمب بأنها "تنمر".

وأضاف المتحدث لين جيان في مؤتمر صحافي دوري، أن الرسوم الجمركية "نموذج للتحرك أحادي الجانب وسياسات الحماية، والتنمر الاقتصادي"، مشيراً إلى أن الرسوم الجمركية الأميركية "التي فرضت باسم المعاملة بالمثل لا تخدم إلا مصلحة واشنطن على حساب مصالح الدول الأخرى".

وأحال المتحدث الرد على سؤال يتعلق بما إذا كانت الصين ستدخل في مفاوضات مع الولايات المتحدة لجهات أخرى.

وقال: "إساءة استغلال الولايات المتحدة للرسوم الجمركية يصل إلى حد حرمان الدول، وبالأخص دول جنوب العالم، من حقها في التنمية"، لافتاً إلى "اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في كل بلد ومعاناة الدول الأقل تقدماً من أثر سلبي أكبر".

وأضاف أن "على جميع الدول دعم التشاور والتعددية الحقيقية"، كما حث لين "الدول على التشارك في معارضة كل أشكال الأحادية، وسياسات الحماية الاقتصادية، وفي حماية النظام الدولي، والنظام التجاري متعدد الأطراف، وفقاً لقيم الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية"

"سلاح الرسوم"

وفي منشور على فيسبوك، شددت وزارة الخارجية الصينية، السبت، على أن "الآن هو الوقت المناسب لتتوقف الولايات المتحدة عن فعل الأمور الخاطئة، وحل الخلافات مع شركائها التجاريين من خلال مشاورات متكافئة".

وفي البيان المنفصل الذي نشرته وكالة "شينخوا"، حثت حكومة بكين واشنطن على "التوقف عن استخدام الرسوم الجمركية سلاحاً لإعاقة اقتصاد الصين وتجارتها، وعدم تقويض حقوق التنمية المشروعة للشعب الصيني".

وذكرت الحكومة، أن "الصين اتخذت، وستواصل اتخاذ، إجراءات حازمة لحماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية"، معتبرةً أن واشنطن "تقوض بشكل خطير النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد، وكذلك استقرار النظام الاقتصادي العالمي".

وأصدرت العديد من غرف التجارة الصينية في قطاعات متنوعة، من المعادن والمنسوجات إلى الإلكترونيات، بيانات تندد بالرسوم الجمركية. ودعت "قطاع استيراد وتصدير المنتجات الغذائية والزراعية في الصين إلى الاتحاد، وتعزيز التعاون لاستكشاف الأسواق المحلية والأجنبية بشكل مشترك".

وأشار خبراء اقتصاديون، إلى أن بكين لا تزال لديها القدرة على تشديد تطبيق القيود على تصدير بعض المعادن النادرة، وفتح تحقيقات جديدة بحق شركات لها وجود داخل الصين، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز".

 غير أن العناصر النادرة الخفيفة، التي تدخل أيضاً في تصنيع مجموعة واسعة من المنتجات التكنولوجية المتقدمة، من بينها الأجهزة الطبية والمركبات الكهربائية والهواتف الذكية، قد تكون هدفاً محتملاً لبكين مستقبلاً.

وأعرب مسؤولون صينيون لوسائل إعلام رسمية، الاثنين، عن استعدادهم لخفض تكاليف الاقتراض، وتقليص متطلبات الاحتياطي النقدي لدى المقرضين، فيما أكدوا وجود "مجالاً واسعاً" لزيادة العجز المالي للدولة، واستخدام تدابير استثنائية لتحفيز الاستهلاك. 

"الصين المستفيد الوحيد"

والتقى نائب وزير التجارة الصيني لينج جي، ممثلين عن 20 شركة ممولة من الولايات المتحدة منها شركتي "تسلا" التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، و"جنرال إلكتريك للرعاية الصحية"، بحسب شبكة CNN.

ويرى لينج، في بيان، أن "الصين مكان مثالي وآمن وواعد للاستثمار"، داعياً الشركات الأميركية لـ"أن تكون عقلانية، وأن تتخذ إجراءات عملية للحفاظ على استقرار الإنتاج، وسلاسل التوريد العالمية".

وأجرت بكين، الشهر الماضي، محادثات اقتصادية مع اليابان وكوريا الجنوبية، اللتين فُرضت عليهما، الأسبوع الماضي، رسوماً جمركية قدرها 24% و25% على التوالي، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي الذي فُرضت عليه رسوم جمركية بنسبة 20%.

واجتمع وزراء تجارة الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج، الاثنين، لبحث مسألة الرد الأوروبي على الرسوم الأميركية، بالإضافة إلى مناقشة العلاقات مع الصين، وسط تأكيدات أوروبية بأن "الأولوية هي لبدء المفاوضات، وتجنب حرب تجارية شاملة"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

وانتقدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الشهر الماضي، الحرب التجارية التي يشنها ترمب على حلفاء بلاده، معتبرةً أن الصين "المستفيد الوحيد منها".

وأضافت كالاس في تصريحات على هامش اجتماع دول مجموعة السبع في كندا: "من يضحك على الجانب أو ينظر جانباً هي الصين. ستستفيد حقاً من حرب الولايات المتحدة التجارية مع أوروبا".

تصنيفات

قصص قد تهمك