بيزشكيان يدعو واشنطن لـ"مفاوضات حقيقية": لا نسعى للحرب والفوضى والقنبلة النووية

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان خلال مخاطبته لقاءً مع ممثلي الأحزاب والمجتمع المدني في البلاد. 06 أبريل 2025 - إرنا
الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان خلال مخاطبته لقاءً مع ممثلي الأحزاب والمجتمع المدني في البلاد. 06 أبريل 2025 - إرنا
دبي-الشرق

دعا الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، الاثنين، الولايات المتحدة إلى إثبات سعيها لخوض "مفاوضات حقيقية" مع بلاده، مشيراً إلى أن طهران تؤمن بالمفاوضات، لكنها لا تخوضها بأي ثمن كان، مؤكداً أنها لا تسعى للحرب والفوضى والقنبلة النووية، وإنما ترغب في الحوار.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن بيزشكيان قوله خلال لقائه مساء الأحد مع ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في البلاد: "نحن نتفاوض مع العالم أجمع، ولا نعادي أحداً، لكننا لن نرضخ للذل، ولا نخوض المفاوضات بأي ثمن كان".

وذكر الرئيس الإيراني أن تأكيد طهران على أنها لن تستخدم قدراتها النووية لأغراض غير سلمية، ليس موقفه هو فقط، بل قائم على "فتوى شرعية" صادرة عن المرشد على خامنئي.

وخلال ولايته الأولى، انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي فرض قيوداً صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات. وتؤكد إيران حاجتها للطاقة النووية لأغراض سلمية، وتنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

وفي وقت سابق، صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بأن إيران لم تُجرِ حتى الآن أي مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، وأن طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن، ولكن من خلال وسطاء. 

وقال عراقجي، السبت الماضي، خلال لقاء مع السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية في طهران: "من حيث المبدأ، فإن المفاوضات المباشرة مع طرف يهدد باستمرار باستخدام القوة ما يعد مخالفاً لميثاق الأمم المتحدة، ويُعبّر مسؤولوه عن مواقف متناقضة.. ستكون دون معنى"، لكنه أضاف: "لكننا ما زلنا ملتزمين بالدبلوماسية ومستعدين لاختبار مسار المفاوضات غير المباشرة"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".

وصعّدت الولايات المتحدة ضغطها العسكري على إيران. ويعمل البنتاجون على توسيع الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، لكن واشنطن أوضحت أن هذه التحركات ليست استعدادات لضربة وشيكة على إيران، بل هي دعم للحملة الأميركية ضد أحد حلفاء طهران في المنطقة، في إشارة إلى الحوثيين في اليمن.

"سلطنة عمان وسيط محتمل"

وفي وقت سابق الاثنين أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن سلطنة عمان ستلعب دوراً محورياً في إحياء "المفاوضات غير المباشرة" مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي.

وأضاف بقائي في تصريحات صحافية، نقلتها وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية أن "مشاركة بعض الأطراف الفاعلة في دفع عجلة المفاوضات غير المباشرة كانت واضحة خلال المراحل السابقة. في بعض الفترات، لعب الاتحاد الأوروبي هذا الدور ضمن إطار سياسته الخارجية، لا سيما في سياق الاتفاق النووي".

وبشأن إمكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة ودور الوسطاء، قال بقائي: "لقد كانت هناك تجارب سابقة لمشاركة أطراف ثالثة في تيسير هذه المفاوضات، وإذا ما تم استئنافها، فإن سلطنة عمان تُعد المرشح الأبرز للاضطلاع بهذا الدور".

وتوصلت إيران إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في عام 2015، وافقت بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية، لكن ترمب انسحب من الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى.

وبعد انسحاب ترمب في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، انتهكت إيران تلك القيود، وتجاوزتها بكثير في إطار تطوير برنامجها النووي.

وتنفي طهران دوماً رغبتها في صنع سلاح نووي، ومع ذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تُسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير" إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من درجة 90% اللازمة لصنع أسلحة نووية.

تصنيفات

قصص قد تهمك