
قال 3 مسؤولين إيرانيين مطلعين لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الاثنين، إن ممثلين عن إيران والولايات المتحدة يعتزمون إجراء "محادثات غير مباشرة"، السبت المقبل، في سلطنة عمان، فيما أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى أن البلدين أطلقا "محادثات مباشرة" بشأن برنامج طهران النووي.
وذكر المسؤولون الإيرانيون المطلعون على خطط المحادثات مع الولايات المتحدة، أن الوفدين "سيجلسان في غرف منفصلة، وسيتبادل الدبلوماسيون الرسائل عبر وسطاء عمانيون".
وأعرب المسؤولون الإيرانيون عن "انفتاح طهران على إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، وهو ما يُمثل تغيراً في الموقف، حال سارت المفاوضات غير المباشرة بشكل جيد".
وأشار المسؤولون، إلى أن "فهم إيران للمحادثات يختلف نوعاً ما عما وصفه الرئيس ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي".
وقال ترمب، في وقت سابق الاثنين، إن الولايات المتحدة وإيران بدأتا محادثات مباشرة بشأن برنامج طهران النووي في إعلان مفاجئ بعد أن كان المسؤولون الإيرانيون يرفضون فيما يبدو الدعوات الأميركية لإجراء مثل هذه المفاوضات.
وأضاف ترمب في تصريحات بالبيت الأبيض إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت. وستستمر يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. وأعتقد أن الجميع متفق على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل".
وجدد الرئيس الأميركي تحذيراته لإيران من أنه إذا لم تنجح المحادثات معها، فإنها "ستكون في خطر كبير"، مشدداً على أنه لا يمكن لها أن تمتلك سلاحاً نووياً.
وتابع: "أعتقد أنه إذا لم تنجح المحادثات مع إيران، فإنها ستصبح في خطر كبير... لا يتعين أن تملك إيران سلاحاً نووياً، وإذا لم تنجح المحادثات، فأعتقد فعلاً أنه سيكون يوماً سيئاً جداً لإيران"
كما رفض الإفصاح عن مكان عقد لقاء، السبت المقبل، مع الجانب الإيراني.
وكانت إيران قد رفضت مطالب ترمب بأن تتفاوض مباشرة بخصوص برنامجها النووي وإلا تعرضت لقصف، لكنها تركت الباب مفتوحاً في البداية أمام إجراء محادثات غير مباشرة.
"عملية نفسية معقدة"
واعتبر موقع "نور نيوز" الإيراني، تصريحات ترمب عن إجراء محادثات مباشرة مع إيران بأنها "عملية نفسية معقدة تستهدف التأثير على الرأي العام المحلي والدولي".
وكان الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان دعا الولايات المتحدة إلى إثبات سعيها لخوض "مفاوضات حقيقية" مع بلاده، مشيراً إلى أن طهران تؤمن بالمفاوضات، لكنها لا تخوضها بأي ثمن كان، مؤكداً أنها لا تسعى للحرب والفوضى والقنبلة النووية، وإنما ترغب في الحوار.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن بيزشكيان قوله خلال لقائه مساء الأحد مع ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في البلاد: "نحن نتفاوض مع العالم أجمع، ولا نعادي أحداً، لكننا لن نرضخ للذل، ولا نخوض المفاوضات بأي ثمن كان".
وذكر الرئيس الإيراني، أن تأكيد طهران على أنها لن تستخدم قدراتها النووية لأغراض غير سلمية، ليس موقفه هو فقط، بل قائم على "فتوى شرعية" صادرة عن المرشد على خامنئي.
وفي وقت سابق الاثنين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن سلطنة عمان ستلعب دوراً محورياً في إحياء "المفاوضات غير المباشرة" مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي.
وأضاف بقائي في تصريحات صحافية، نقلتها وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، أن "مشاركة بعض الأطراف الفاعلة في دفع عجلة المفاوضات غير المباشرة كانت واضحة خلال المراحل السابقة. في بعض الفترات، لعب الاتحاد الأوروبي هذا الدور ضمن إطار سياسته الخارجية، لا سيما في سياق الاتفاق النووي".
وبشأن إمكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة ودور الوسطاء، قال بقائي: "لقد كانت هناك تجارب سابقة لمشاركة أطراف ثالثة في تيسير هذه المفاوضات، وإذا ما تم استئنافها، فإن سلطنة عمان تُعد المرشح الأبرز للاضطلاع بهذا الدور".
وفي فترة ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021)، جعل ترمب الولايات المتحدة تنسحب من اتفاق عام 2015 بين إيران وقوى عالمية فرض قيوداً صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات. كما عاود ترمب فرض عقوبات أميركية شاملة.
ومنذ ذلك الحين، تجاوزت إيران بكثير حدود ذلك الاتفاق بشأن تخصيب اليورانيوم. وتتهم القوى الغربية إيران بأن لديها قائمة أولويات سرية لتطوير قدرة على إنتاج أسلحة نووية بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقولون أنه أعلى من المطلوب لبرنامج مدني للطاقة الذرية.
وتقول طهران إن برنامجها النووي لا يستهدف إلا إنتاج الطاقة للأغراض المدنية.
وعلى غرار الرؤساء الأميركيين من قبله، يؤكد ترمب بشكل متكرر على ضرورة عدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، ويقول إنه يُفضّل التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني على المواجهة العسكرية.
وذكر ترمب في 7 مارس الماضي، أنه أرسل خطاباً إلى المرشد الإيراني علي خامنئي ليقترح إجراء محادثات، فيما قال مسؤولون إيرانيون إن إيران أرسلت ردها على الرسالة الأميركية، وتؤكد على أنها لن تُجبر على التفاوض.