
تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب شن ضربات جوية بطائرات مسيرة على عصابات المخدرات في المكسيك، وذلك في إطار مكافحة هذه العصابات التي تنشط عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، بحسب ما نقلته شبكة NBC News عن 6 مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين في الجيش وأجهزة إنفاذ القانون والاستخبارات.
وأفادت المصادر، بأن المناقشات بين البيت الأبيض والبنتاجون ومسؤولي الاستخبارات، والتي لا تزال في مراحلها الأولى، شملت احتمال شنّ ضربات ضد هذه العصابات وشبكاتهم اللوجستية في المكسيك، وذلك بالتعاون مع الحكومة المكسيكية. ومع ذلك، لم تتخذ إدارة الرئيس دونالد ترمب قراراً نهائياً، ولم تتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن استهداف هذه العصابات، وفقاً للمصادر.
وأشارت المصادر، إلى أن شن هجمات بشكل أحادي، دون موافقة المكسيك، لم يتم استبعاده، وقد يكون الخيار الأخير، لكن NBC News، قالت إنه لم يتضح بعد ما إذا كان المسؤولون الأميركيون طرحوا على الحكومة المكسيكية إمكانية شن تلك الضربات.
مراقبة جوية فوق المكسيك
وأفادت المصادر الستة، بأن الجيش الأميركي ووكالة المخابرات المركزية تكثّف بشكل كبير رحلات المراقبة الجوية فوق المكسيك لجمع المعلومات الاستخبارية، تمهيداً لما يرجّح أن يكون حملة كبرى ضد عصابات المخدرات، التي وصفها البيت الأبيض بأنها "تهديد للأمن القومي".
وصرحت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، بأن هذه الرحلات تُنفّذ بموافقة المكسيك.
وقال مسؤول سابق مطلع على خطط الإدارة الأميركية عن رحلات المراقبة الجوية، إنهم "يحددون المواقع والأهداف"، فيما رجحت المصادر، بأن تشمل قائمة الأهداف المحتملة عناصر من العصابات، ومركبات، ومستودعات، وأجزاء أخرى من شبكة العصابات.
وصرح مسؤولون حاليون وسابقون، بأن إدارة ترمب قد بدأت بالفعل في تحويل مواردها العسكرية والاستخباراتية وموارد إنفاذ القانون نحو مكافحة العصابات.
المكسيك ترفض
ورداً على التقرير، أكدت الرئيسة المكسيكية، أن بلادها "سترفض رفضاً قاطعاً أي وجود عسكري أميركي أحادي الجانب في المكسيك"، معتبرةً أن "مثل هذا العمل العسكري لن يحل أي مشكلة".
وأضافت، في تصريحات أوردتها "رويترز"، أن الولايات المتحدة والمكسيك تجريان "حواراً جيداً ومستمراً بخصوص القضايا الأمنية"، وأنها لا تعتقد أن الولايات المتحدة ستسعى إلى مثل هذا العمل الأحادي الجانب.
وأعربت المصادر الستة، عن أمل الإدارة الأميركية في تنسيق أي إجراء ضد العصابات مع الجيش وأجهزة إنفاذ القانون المكسيكية، مضيفين أن معظم مسؤولي الإدارة يعتبرون العمل العسكري الأحادي ملاذاً أخيراً قد يُسبب قطيعة مع المكسيك، ويُهدد التعاون الحيوي في مجال الهجرة.
وكان رونالد جونسون، مرشح ترمب لمنصب السفير لدى المكسيك، رفض استبعاد القيام بعمل عسكري أميركي أحادي الجانب داخل المكسيك.
وذكرت الشبكة الأميركية، أن وزير الدفاع بيت هيجسيث حذر المسؤولين المكسيكيين سراً من احتمال اتخاذ الولايات المتحدة إجراءً أحادياً.
وذكر جونسون، أن "جميع الأوراق مطروحة" عندما يتعلق الأمر بالتصدي للعصابات.