
أعاد إعلان البيت الأبيض دخول الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الصين بنسبة 104% بدءاً من منتصف ليل الثلاثاء إلى الأربعاء (بالتوقيت المحلي)، أسواق الأسهم الأميركية إلى المنطقة الحمراء، بعدما سجلت في بداية تداولات الثلاثاء، أقوى ارتفاع لها منذ نوفمبر 2022.
ويأتي التحرك الأميركي بعد عدم إلغاء بكين رسومها الجمركية المضادة على البضائع الأميركية بحلول الموعد النهائي الذي حدده ترمب ظهر الثلاثاء.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في الإفادة اليومية، إن "الدول التي اختارت الرد على الرسوم الأميركية، ومواصلة إساءة معاملتها للعمال الأميركيين مثل الصين ترتكب خطأً فادحاً".
وأشارت إلى أنه عندما تعاقب الصين الولايات المتحدة "فسيردّ الرئيس ترمب بلكمة أقوى، ولهذا السبب، ستُفرض رسوم جمركية بنسبة 104% على الصين منتصف الليل (بالتوقيت المحلي)".
وأضافت أن "الصينيين يريدون إبرام اتفاق، لكنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك"، معربةً عن اعتقاد ترمب بأن "الصين تريد إبرام صفقة مع الولايات المتحدة، وأنه في حال تواصلت الصين، فسيكون ترمب كريماً للغاية، لكنه سيفعل ما فيه مصلحة الشعب الأميركي".
وأشارت ليفيت إلى أن "نحو 70 دولة تتواصل مع الولايات المتحدة سعياً لبدء مفاوضات بشأن الحد من تأثير سياسة الرئيس دونالد ترمب للرسوم الجمركية".
وأضافت أن واشنطن ستبرم اتفاقيات من هذا القبيل إذا كانت ستعود بالنفع على العمال الأميركيين وتعالج العجز التجاري المزمن، فيما وجه ترمب فريقه للعمل على "اتفاقيات مصممة خصيصاً" لكل دولة تتواصل معها.
من جهته، قال الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير لأعضاء مجلس الشيوخ، إن "الصين لم تبد رغبة في العمل نحو المعاملة بالمثل في التجارة".
وأعرب عن "أسفه لاختيار الصين منذ سنوات عديدة فيما يبدو مسارها الخاص في الوصول إلى الأسواق. اختارت إعلان الرد، بينما لم تفعل دول أخرى ذلك. أشارت دول أخرى إلى رغبتها في إيجاد مسار نحو المعاملة بالمثل. لم تصرح الصين بذلك، وسنرى إلى أين تتجه الأمور".
الصين: تنمر اقتصادي
وتعهدت الصين بعدم الرضوخ لما وصفته بـ"ابتزاز" الولايات المتحدة، وهو ما يظهر أن الحرب التجارية العالمية التي أشعلتها الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترمب، غير قابلة للانحسار في الوقت الحالي، حتى مع استقرار أسواق الأسهم المضطربة، الثلاثاء.
وقال رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج خلال اتصال هاتفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على جميع شركائها التجاريين بمن فيهم الصين والاتحاد الأوروبي، "تحت ذرائع مختلفة، هو مثال واضح على أن هذه الإجراءات أحادية وحمائية، وتنمر اقتصادي".
وشدد تشيانج، على أن "الإجراءات الحازمة التي اتخذتها الصين لا تهدف فقط إلى حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، بل أيضاً إلى الدفاع عن قواعد التجارة الدولية والإنصاف والعدالة الدوليين"، بحسب ما نقلته وكالة "شينخوا" الصينية.
ويرى أن "الإجراءات الحمائية لا تؤدي إلى أي نتيجة، وأن الانفتاح والتعاون وحدهما هما الطريق الصحيح للبشرية"، معرباً عن استعداد الصين للعمل مع الجانب الأوروبي لتعزيز وتطوير العلاقات بين الجانبين.
من جهتها، شددت فون دير لاين في بيان، على "مسؤولية أوروبا والصين، باعتبارهما من أكبر أسواق العالم، في دعم نظام تجاري قوي وإصلاحي وحر وعادل وقائم على تكافؤ الفرص".
ودعت إلى "حل تفاوضي للوضع الحالي"، مؤكدةً "ضرورة تجنب المزيد من التصعيد". كما أشارت لـ"الحاجة المُلحة إلى حلول هيكلية لإعادة التوازن في العلاقات التجارية الثنائية، وضمان وصول أفضل للشركات والمنتجات والخدمات الأوروبية إلى السوق الصينية".
انعكاس على أسواق الأسهم الأميركية
ومع التصعيد الجديد في الحرب التجارية، تخلت مؤشرات الأسهم الأميركية عن مكاسبها التي سجلتها في بدء تداولات، الثلاثاء، بعدما كانت متجهة لتحقيق أقوى صعود يومي منذ نوفمبر 2022، ليتحول مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" للخسارة، كما تراجعت أسعار النفط، وقلص الذهب مكاسبه في المعاملات الفورية.
ووسط التقلبات الحادة التي ضربت وول ستريت، لا يزال مؤشر "إس آند بي 500" منخفضاً بأكثر من 10% منذ أن أعلن الرئيس عن فرض ضرائب على أغلب دول العالم في يوم التحرير.
وهبط سعر اليوان الصيني في الخارج إلى أدنى مستوياته على الإطلاق عند 7.3779 أمام الدولار، مع تخفيف بنك الشعب الصيني قبضته الصارمة على العملة، وسط تصعيد كبير في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.