
زار الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، مدينة العريش، شمال شرقي مصر، قرب حدود غزة، لتأكيد تضامن باريس مع الجهود المصرية في استقبال ورعاية المصابين الفلسطينيين جرّاء العدوان الإسرائيلي، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
وذكرت الرئاسة أن الرئيسين تفقدا مستشفى العريش للقاء عدد من الجرحى الفلسطينيين، لا سيما من النساء والأطفال، ومركز الخدمات اللوجستية التابع للهلال الأحمر المصري المخصص لتجميع المساعدات الإنسانية، المقدمة من مصر وكافة الدول، الموجهة إلى قطاع غزة.
واستعرض نائب رئيس الوزراء المصري وزير الصحة خالد عبد الغفار أمام الرئيسين جهود القاهرة في "استقبال نحو 107 ألف فلسطيني، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم"، مشيراً إلى أن من بينهم 8 آلاف مصاب بجروح مختلفة، بحسب بيان الرئاسة المصرية.
وأوضح عبد الغفار أن "إجمالي تكلفة الخدمات الطبية التي قدمتها مصر بلغت نحو 578 مليون دولار"، وتوقع "وصول التكلفة إلى مليار دولار، مع تحمل الدولة نفقات الإعاشة والاستضافة والإقامة، وأخذاً في الاعتبار أن حجم المساعدات العينية التي تلقتها مصر من الدول لا يتجاوز 10% من إجمالي التكلفة التي تحملتها منذ بدء الأزمة"، وفق البيان.
وذكر وزير الصحة المصري أنه تم إجراء أكثر من 5160 عملية جراحية، لافتاً إلى تواجد مصابين فلسطينيين في 176 مستشفى موزعين على 24 محافظة، مع توفير الإقامة والإعاشة لكافة المرافقين لهم.
ضرورة وقف إطلاق النار
وأضافت الرئاسة أن الرئيسين المصري والفرنسي أكدا خلال الزيارة على "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأهمية العمل على الإسراع في نفاذ المساعدات الإنسانية وضمان حماية المدنيين وعمال الإغاثة"، مشددين على رفضهما القاطع لأي محاولات تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وتزامنت الزيارة مع تنظيم وقفة احتجاجية في العريش شارك فيها آلاف المصريين، لرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وفي وقت سابق الاثنين، أكد السيسي وماكرون، خلال مؤتمر صحافي، رفض تهجير الفلسطينيين من غزة، أو ضم إسرائيل لقطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، كما أعربا عن دعمهما للخطة العربية بشأن قطاع غزة، بينما وقع الطرفان اتفاقاً لترفيع العلاقات إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية".
ووصل ماكرون إلى مصر، مساء الأحد، في زيارة تستغرق 3 أيام لبحث العلاقات الثنائية وتوقيع عدد من الاتفاقيات فضلاً عن مناقشة الأوضاع في قطاع غزة.
وانضم ملك الأردن عبد الله الثاني إلى السيسي وماكرون في قمة ثلاثية في القاهرة، الاثنين، قبل أن يجروا اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ناقشوا خلاله سبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل في قطاع غزة، مؤكدين له "ضرورة استئناف الوصول الكامل لتقديم المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين على الفور"، بحسب الرئاسة المصرية.
وأضافت أن "القادة الثلاثة شددوا على أهمية تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق أفق سياسي حقيقي وتعبئة الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن والسلام للجميع، وتنفيذ حل الدولتين"، مشيرةً إلى أن "القادة الثلاثة وترمب اتفقوا على البقاء على اتصال وثيق".