
قال مسؤول أميركي إن إدارة الرئيس دونالد ترمب جمدت تمويلاً بأكثر من مليار دولار لجامعة "كورنيل"، و790 مليون دولار لجامعة نورث وسترن، بينما تتحقق مما تعتبره انتهاكاً للحقوق المدنية بالجامعتين من خلال السماح باحتجاجات مناهضة للحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن التجميد يتضمن في الأغلب منحاً وعقوداً مع وزارات الصحة والتعليم والزراعة والدفاع.
وهددت إدارة ترمب بوقف التمويل الاتحادي للجامعات، بسبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، بالإضافة إلى قضايا أخرى مثل برامج التنوع والمساواة والشمول.
وأرسلت الإدارة خطاباً، في مارس، إلى 60 جامعة منها كورنيل ونورث وسترن، مفاده أنها قد تتخذ إجراءات إذا خلصت مراجعة إلى أن الجامعات فشلت في وقف ما وصفته بـ"معاداة السامية".
وذكرت جامعة كورنيل أنها لم تتلقَ إشعاراً رسمياً من الحكومة بقيمة أو إجمالي مبلغ التمويل المجمد، إلا أنها تلقت أوامر بوقف العمل من وزارة الدفاع (البنتاجون) تتعلق بأبحاث في مجالات الدفاع والصحة والأمن الإلكتروني، مشيرة إلى أنها تسعى للحصول على مزيد من المعلومات من الحكومة.
فيما ذكرت جامعة نورث وسترن أنها على علم بالتقارير الإعلامية بشأن تجميد التمويل؛ لكنها لم تتلق أي إخطار رسمي من الحكومة، وأنها تتعاون مع التحقيق.
وقال المتحدث باسم الجامعة: "تقود الأموال الاتحادية التي تتلقاها نورث وسترن أبحاثاً مبتكرة ومنقذة للحياة، مثل التطوير الأخير لأصغر جهاز منظم لضربات القلب الذي أجراه باحثو الجامعة، والبحث الذي يعزز مكافحة مرض ألزهايمر.. هذا النوع من الأبحاث معرض للخطر الآن".
إجراءات ضد عشرات الجامعات
وكانت وزارة التعليم قد أرسلت رسالة إلى 60 جامعة، محذرة من أنها قد تتخذ إجراءات قانونية ضدها. ولم تصدر الأجهزة الفيدرالية الأخرى أي تعليق حتى الآن. وتعيد إدارة ترمب النظر أيضاً في عقود ومنح فيدرالية بتسعة مليارات دولار منحت لجامعة هارفارد.
وفي مارس، ألغت تمويلاً فيدرالياً بقيمة 400 مليون دولار لجامعة كولومبيا التي كانت بؤرة الاحتجاجات الجامعية المناهضة للحرب.
واحتجزت سلطات الهجرة والجمارك في الأسابيع القليلة الماضية بعض الطلاب الأجانب الذين شاركوا في الاحتجاجات، وتعمل على ترحيلهم.
ويسعى ترمب لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين في الحرم الجامعي ضد الهجوم العسكري المدمر على غزة، الذي تشنه إسرائيل حليفة الولايات المتحدة، والذي تسبب في أزمة إنسانية في القطاع.
ويتهم ترمب المحتجين بأنهم "معادون للسامية"، ووصفهم بأنهم متعاطفون مع حركة "حماس"، ويشكلون تهديداً للسياسة الخارجية.
ويقول المتظاهرون، ومن بينهم جماعات يهودية، إن إدارة ترمب تخلط بشكل خاطئ بين انتقاداتهم لأفعال إسرائيل في غزة والدعوة إلى حقوق الفلسطينيين، وبين معاداة السامية ودعم حركة "حماس".
كما أثار مدافعون عن حقوق الإنسان مخاوف بشأن "رهاب الإسلام والتحيز ضد العرب". ولم تعلن إدارة ترمب عن أي خطوات في المقابل.