ترمب يجبر مئات الطلاب الأجانب على مغادرة أميركا بعد إلغاء تأشيراتهم

time reading iconدقائق القراءة - 6
متظاهرون يحتجون ضد اعتقال الطالب المؤيد لفلسطين محمود خليل في جامعة كولومبيا بكاليفورنيا في الولايات المتحدة. 11 مارس 2025 - Reuters
متظاهرون يحتجون ضد اعتقال الطالب المؤيد لفلسطين محمود خليل في جامعة كولومبيا بكاليفورنيا في الولايات المتحدة. 11 مارس 2025 - Reuters
دبي-الشرق

ألغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مئات التأشيرات الخاصة بالطلاب الأجانب في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، مما دفع العديد منهم إلى مغادرة البلاد خلال أيام، وفق صحيفة USA Today.  

وأفادت جامعات أميركية بأن بعض الطلاب اضطروا لمغادرة البلاد على الفور، وأن العديد منهم فعلوا ذلك بعدما اكتشفوا أن تأشيراتهم قد أُلغيت، إما عبر النظام الفيدرالي لمعلومات التبادل الطلابي والزائرين، أو من خلال رسالة نصية أو بريد إلكتروني مفاجئ. 

وقالت USA Today إن عدة جامعات تواصلت معها رفضت الإفصاح عن تفاصيل القرارات، بسبب اعتبارات الخصوصية الخاصة بالطلاب.

1.5 مليون طالب أجنبي

وقال خبراء في شؤون الهجرة إنهم لم يروا قط الحكومة الفيدرالية تجري مثل هذه التغييرات الجذرية على عملية استضافة الطلاب الأجانب، التي عادةً ما تكون غير بارزة. 

وطعن المشروع الوطني للهجرة في إلغاءات التأشيرات، التي طالت طلاباً في ولايات من بينها كاليفورنيا، وكولورادو، وكنتاكي، وأوهايو، وميشيجان، وماساتشوستس، وفلوريدا، وولايات أخرى. 

ويشكل عدد الطلاب الذين أُلغيت تأشيراتهم نسبة صغيرة من إجمالي عدد الطلاب الأجانب، الذي يقدر بنحو 1.5 مليون طالب في الولايات المتحدة، لكن القرار أحدث صدمة كبيرة داخل الأوساط الجامعية. 

ونقلت USA Today عن مسؤولين في جامعات قولهم إن بعض حالات الإلغاء كانت مرتبطة بأمور بسيطة، مثل خلافات مع زملاء السكن أو مخالفات مرورية خارج الحرم الجامعي، فيما ارتبطت حالات أخرى بمشاركة الطلاب في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين. 

وقال المحامي المختص بشؤون الهجرة في ولاية واشنطن، لين ساوندرز، للصحيفة: "لقد عملت في هذا المجال لمدة 25 عاماً، ولم يسبق أن رأيت 300 طالب يفقدون تأشيراتهم". 

وأضاف: "أن يتم إلغاء نحو 300 تأشيرة فجأة، فهذا أمر سياسي تماماً.. حين تقرأ أن تأشيرات المئات قد أُلغيت، فأنت تعلم تماماً ما الذي يجري". 

موجة من الإلغاءات

واستعاد ترمب منصبه في البيت الأبيض بعد حملة انتخابية تركزت على فرض قيود جديدة صارمة على الهجرة. ويتهم بعض المحافظين دولاً، لا سيما الصين، بإرسال طلاب إلى الجامعات الأميركية بهدف سرقة الملكية الفكرية. 

وأوضحت USA Today أن الطلاب الأجانب عادةً لا يكونون مؤهلين للحصول على مساعدات مالية، بل يدفعون الرسوم الدراسية كاملة، ما يسهم في دعم التكاليف الدراسية للطلاب الآخرين. 

وبحسب الحكومة الفيدرالية، تضم ولاية كاليفورنيا أكبر عدد من الطلاب الأجانب، وتُعد تخصصات علوم الحاسوب واللغات وإدارة الأعمال من بين أكثر التخصصات شيوعاً بينهم. كما يشكل الطلاب القادمون من الهند والصين النسبة الأكبر من مجموع الطلاب الأجانب، إذ يمثلون نحو نصف العدد الإجمالي، وفقاً لمسؤولين فيدراليين. 

وأشارت الصحيفة إلى عدم وجود حصر مركزي لأعداد الطلاب الذين أُلغيت تأشيراتهم أو الدول التي ينتمون إليها. وقالت إن العديد من الطلاب الأجانب الذين شاركوا في الاحتجاجات الجامعية قدموا للولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط. 

وقال المحامي ساوندرز إنه اعتاد رؤية حالات قليلة سنوياً لطرد طلاب بسبب مخالفات مثل القيادة تحت تأثير الكحول، لكن في كثير من الحالات، كان يُسمح للطلاب بإكمال دراستهم. 

وقالت USA Today إن هذه الموجة من الإلغاءات دفعت بعض الطلاب إلى المغادرة الفورية، بمن فيهم أولئك الذين كانوا على وشك التخرج. ففي جامعة ميشيجان، يحاول مسؤولون مساعدة طالب أجنبي على استكمال مشروع تخرجه من برنامج الماجستير في الهندسة المعمارية، رغم اضطراره للعودة إلى بلده. 

وتبدو حالات الإلغاء هذه مختلفة عن تلك التي شهدت احتجاز طالب الدراسات العليا في جامعة كولومبيا، محمود خليل، وطالبة جامعة توفتس، روميسا أوزتورك، إذ لم يُحتجز الطلاب، بل طُلب منهم مغادرة البلاد طوعاً خلال 7 أيام. وقد أثارت هذه الإجراءات احتجاجات متفرقة، من بينها تظاهرة في جامعة أريزونا. 

"لا مبرر رسمي"

وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو صرح، الشهر الماضي، بأنه ألغى ما لا يقل عن 300 تأشيرة لطلاب وصفهم بـ"المجانين"، بسبب دعمهم أو مشاركتهم في أنشطة مؤيدة للفلسطينيين، رغم أن هذه الأنشطة تُعد محمية بموجب التعديل الأول للدستور الأميركي. 

وقال روبيو في مؤتمر صحافي: "قد يكون العدد تجاوز 300 الآن.. نقوم بذلك كل يوم.. في كل مرة أجد أحد هؤلاء المجانين، ألغي تأشيرته". 

وقال مسؤولون بجامعة كولورادو للصحيفة إن 6 طلاب فقدوا تأشيراتهم، وأن مسؤولين بالجامعة رافقوا بعضهم إلى المطار للعودة إلى أوطانهم، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان للطلاب حق الاعتراض على قرارات الإلغاء. 

وقالت نائبة مدير جامعة ولاية كولورادو للشؤون الدولية، كاثلين فيرفاكس، في بيان: "حتى الآن، لم يُقدم أي مبرر رسمي لإلغاء التأشيرات للطلاب المتأثرين أو لجامعة ولاية كولورادو". وأضافت: "نعمل بشكل استباقي مع الطلاب لمساعدتهم على التواصل مع الموارد القانونية المناسبة وفهم خياراتهم، هذا الدعم يقدم بناءً على قرارات الطلاب الشخصية". 

وفي جامعة ماساتشوستس-أمهيرست، قال رئيس الجامعة خافيير رييس إن 5 طلاب دوليين فقدوا تأشيراتهم، وحث بقية الطلاب على التحقق من حالة تأشيراتهم. 

من جهته، اعتبر الأستاذ في جامعة نيويورك، روبرت كوهين، المتخصص في دراسة الحركات الاحتجاجية، أن استهداف الطلاب بسبب مشاركتهم في تجمعات أو كتابتهم لرسائل مؤيدة للفلسطينيين، ما هو إلا محاولة "مكشوفة" من ترمب لقمع الأصوات المعارضة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك