
حث الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأميركيين، الأربعاء، على الهدوء ومواصلة الاستثمار، مع بدء تطبيق رسومه الجمركية الشاملة، وسط ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية مع بداية التداولات، وتوقعات ببدء أميركا المفاوضات خلال الأيام المقبلة مع عدد من الدول من أجل الاتفاق على خفض أو إلغاء تلك الرسوم، مقابل تقديم تنازلات تجارية من شركاء واشنطن التجاريين.
وكتب ترمب في سلسلة منشورات على منصة "تروث سوشيال"، أن "هذا وقت رائع للشراء"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة أكبر وأفضل من أي وقت مضى".
وبالتزامن مع هذه التصريحات، بدأت أسواق الأسهم الأميركية في الارتفاع، إذ صعد مؤشر "S&P 500" بنسبة 0.49%، كما ارتفع مؤشر "ناسداك 100" الشهير بأسهم التكنولوجيا بنسبة 1.2%، وأضاف مؤشر "داو جونز الصناعي" 0.2% لرصيده.
ركود محتمل
وسلط ترمب على حسابه الضوء على تصريحات الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورجان" جيمي ديمون لقناة FOX NEWS، مشيراً إلى أن الأخير أشاد بفكرة الرسوم الجمركية والإجراءات الإصلاحية للتجارة.
لكن ترمب لم يُعلّق على توقع ديمون، في ذات المقابلة، بأن الركود الاقتصادي "نتيجة مُحتملة"، بعد فرض هذه الرسوم الجمركية على عشرات الدول.
وأعرب وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الأربعاء، عن إمكانية إدارة ترمب التوصل إلى اتفاقيات بشأن الرسوم الجمركية مع حلفاء الولايات المتحدة، بينما يستعد لقيادة المفاوضات مع أكثر من 70 دولة خلال الأسابيع المقبلة.
وقال بيسنت، في مؤتمر لجمعية المصرفيين الأميركيين بواشنطن، إنه سيقود مفاوضات الرسوم الجمركية، مضيفاً: "على الرغم من التقلبات التي تشهدها الأسواق المالية، فإن الشركات التي تواصلت معها بشكل عام والرؤساء التنفيذيين الذين جاءوا إلى وزارة الخزانة، يقولون لي إن الاقتصاد قوي للغاية".
ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات مع اليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا والهند في الأيام المقبلة، فيما يُلوح ترمب باحتمال خفض أو إلغاء تلك الرسوم مقابل تقديم تنازلات تجارية من شركاء واشنطن التجاريين، بحسب "بلومبرغ".
لكن دولاً أخرى مثل الصين ردت على رسوم ترمب الجمركية بفرض "رسوم انتقامية" على الصادرات الأميركية. وتعهدت بكين مجدداً، الأربعاء، بـ"القتال حتى النهاية" في حرب تجارية متصاعدة مع الولايات المتحدة، معلنة أنها سترفع الرسوم من 34% إلى 84% اعتباراً من الخميس، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها "مؤسفة".
كما فرضت بكين أيضاً قيوداً على 18 شركة أميركية، معظمها في الصناعات الدفاعية، لتضاف إلى قرابة 60 شركة أميركية عاقبتها الصين سابقاً.
وحثت الحكومة الصينية مواطنيها بـ"تقييم المخاطر" قبل ركوب طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة، وقالت: "في ضوء تدهور العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة والمخاوف الأمنية في أميركا، تنصح وزارة الثقافة والسياحة المواطنين الصينيين بتقييم مخاطر السفر إلى الولايات المتحدة بعناية والمضي قدماً بحذر".
وجاءت هذه الإجراءات بعد ساعات من فرض ترمب رسوماً جمركية تبلغ 104% على الواردات الصينية، وسط غياب أي بوادر حل للأزمة بين أكبر اقتصادين في العالم.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي، أنه سيفرض رسوماً بنسبة 25% على مجموعة من الواردات الأميركية في جولة أولى من الإجراءات المضادة. ويواجه التكتل، المكون من 27 دولة، رسوماً جمركية أميركية بنسبة 20% على معظم المنتجات، ورسوماً أعلى على السيارات والصلب.
كما دخلت الإجراءات المضادة التي فرضتها كندا، الحليف الوثيق للولايات المتحدة والشريك التجاري الرئيسي، حيز التنفيذ، الأربعاء.
وقد تحدث ترمب مع قادة اليابان وكوريا الجنوبية، ومن المقرر أن يجتمع وفد من فيتنام مع مسؤولين أميركيين، الأربعاء، لبحث ملف الرسوم الجمركية.