
قالت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز، الأربعاء، إن الحرب التجارية التي بدأها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على عشرات الدول، قبل أن يجمدها 90 يوماً، زادت من "ضرورة" تحسين العلاقات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وسط ترقب لقمة مهمة في 19 مايو المقبل.
وتسعى ريفز لتطبيق أجندات اقتصادية طموحة خلال محادثات "إعادة ضبط العلاقات" بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، على الرغم من أن الحكومة التي يقودها "حزب العمال" تستبعد أي خطوة للانضمام مجدداً إلى الاتحاد الجمركي للتكتل الأوروبي.
وأعربت الوزيرة في مقابلة مع "فاينانشال تايمز"، عن إمكانية "استغلال الفوضى" التي أحدثها ترمب، عبر تقديم نفسها على أنها "وجهة مستقرة للاستثمار"، مشيرةً إلى رغبة بلادها في "تطوير العلاقات التجارة مع شركائها في أوروبا".
وأضافت: "منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بات من الصعب على الشركات البريطانية، وخاصةً الشركات الصغيرة، التصدير إلى أوروبا، كما يشعر الكثيرون منهم بأنهم محرومون من الأسواق الأوروبية".
واعتبرت أن القمة المرتقبة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في 19 مايو المقبل ستكون فرصة لـ"إنعاش علاقاتنا، وتسهيل التجارة على الشركات"، لافتةً إلى أن الظروف الحالية "جعلت دول العالم على استعداد أكبر لمراجعة الحواجز الجمركية وغير الجمركية التي تعيق التجارة".
وترى أن "التطورات الحالية سواءً الغزو الروسي لأوكرانيا أو التحديات التي تواجه التجارة العالمية، تعني أن هناك ضرورة أكبر لتحسين علاقاتنا التجارية مع أوروبا".
إزالة الحواجز التجارية مع الاتحاد الأوروبي
ووفقاً "فاينانشال تايمز"، اقترحت ريفز على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتباع "نهج طموح" لإزالة الحواجز التجارية مع الاتحاد الأوروبي، وأن تتماشى اللوائح البريطانية في عدة مجالات صناعية مثل المواد الكيميائية، مع القوانين الأوروبية من أجل تعزيز الوصول إلى الأسواق.
وحذر مسؤولو الاتحاد الأوروبي من "انتقاء بريطانيا لأجزاء من السوق الموحدة"، وأن أهداف لندن الرسمية "لم تتغير"، والتي تشمل "تعزيز التعاون الدفاعي"، و"إزالة الحواجز أمام تجارة الأغذية"، و"الاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية".
وأكدت ريفز التي التقت عدة رؤساء تنفيذيين لشركات مالية، أن "لا أحد يريد رؤية حرب تجارية، إذ إنها ليست في مصلحة أحد".
وأضافت أنها ستسعى لـ"التفاوض على اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة عندما تزور واشنطن في وقت لاحق من الشهر الجاري لحضور اجتماع وزراء مالية صندوق النقد الدولي".
وشددت على أنه "لا يوجد شيء مستبعد" بشأن رد بلاده على الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، والتي أثارت ردود فعل من عدة دول مثل الصين، لكنها أوضحت أن لندن "تتعامل مع الرسوم الجمركية بعقلانية".
وترى أن "الاضطرابات الاقتصادية العالمية" الحالية جعلت بريطانيا "وجهةً جاذبة للاستثمار الدولي"، مبينةً أن "النمو هو المهمة الأولى للحكومة، وتأمين هذا الاستثمار".
ورفضت ريفز التعليق على ما إذا كانت الحكومة ستحتاج إلى رد فعل أو اتخاذ إجراءات اقتصادية لدعم الاقتصاد البريطاني "المتعثر".
ورداً على سؤال بشأن إمكانية زيادة الضرائب أو خفض الإنفاق، قالت الوزيرة: "الاستقرار الاقتصادي والمالي هو الدعامة الأساسية لاقتصاد قوي ومتنامٍ، ولهذا السبب نحن، كحكومة، ملتزمون بهذه القواعد المالية".