
أعلنت الإدارة الأميركية بدء مراقبة وفحص صفحات المهاجرين وطالبي التأشيرات على منصات التواصل الاجتماعي، بحثاً عما وصفته بـ"النشاط المعادي للسامية"، مما أدى إلى إدانات سريعة من مدافعين عن الحقوق، بعضهم يهود، أثاروا مخاوف تتعلق بحرية التعبير والمراقبة ضد منتقدي حرب إسرائيل على غزة.
وقالت إدارة خدمات الهجرة والجنسية الأميركية، التابعة لوزارة الأمن الداخلي في بيان: "ستبدأ اليوم دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأميركية في اعتبار نشاط الأجانب المعادي للسامية على منصات التواصل الاجتماعي، والتحرشات الجسدية بالأفراد اليهود، كأسباب لرفض طلبات الحصول على مزايا الهجرة".
وأضاف البيان، أن هذه الخطوة "ستؤثر على الفور على الذين يتقدمون بطلبات للحصول على وضع الإقامة الدائمة القانونية، وعلى الطلاب الأجانب والمنتسبين إلى مؤسسات تعليمية مرتبطة بنشاط معاد للسامية".
وتعمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات التي عارضت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على غرار ترحيل طلاب أجانب شاركوا في هذه الاحتجاجات داخل الجامعات الأميركية.
وتصف إدارة ترمب غالباً الأصوات المؤيدة للفلسطينيين بأنها "معادية للسامية" و"متعاطفة مع جماعات مثل حماس وحزب الله والحوثيين"، الذين تصنفهم واشنطن "إرهابية".
ممارسات الرقابة
وتحاول الإدارة الأميركية ترحيل بعض الطلاب الأجانب، وألغت تأشيرات كثيرة، وحذرت الجامعات من خفض التمويل الاتحادي؛ بسبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
ويقول محتجون، بعضهم من جماعات يهودية، إن إدارة ترمب تخلط بين انتقادهم لحرب إسرائيل على غزة ودعمهم لحقوق الفلسطينيين، وبين معاداة السامية ودعم التطرف.
وندد مدافعون عن حقوق الإنسان وخبراء في حقوق الإنسان بإدارة ترمب، بما في ذلك إعلان، الأربعاء، الذي يقولون إنه "يهدد حرية التعبير، وأقرب إلى المراقبة واستهداف المهاجرين".
وقالت مؤسسة حرية التعبير والحقوق الفردية "فاير"، إن إدارة ترمب "تضفي الطابع الرسمي على ممارسات الرقابة".
وأضافت: "من خلال مراقبة حاملي التأشيرات والبطاقات الخضراء واستهدافهم لا لشيء سوى تعبيرهم عن رأيهم المكفول بالدستور، تستبدل الإدارة الخوف والصمت بالتزام أميركا بالخطاب الحر والمفتوح".
وقال "مشروع نيكسوس"، الذي يتصدى لـ"معاداة السامية"، إن "إدارة ترمب تلاحق المهاجرين باسم التصدي لمعاداة السامية، وتتعامل مع معاداة السامية على أنها مشكلة مستوردة".
وعبر مدافعون عن حقوق الإنسان أيضاً عن مخاوف تتعلق بـ"الإسلاموفوبيا"، و"التحيز ضد العرب"، أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة.