
عمقت مؤشرات الأسهم الأميركية خسائرها خلال تعاملات الخميس، بعد أكبر موجة شراء منذ سنوات، مع عودة تركيز المتعاملين على المخاوف الاقتصادية المرتبطة بالرسوم الجمركية، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يأمل بالتوصل إلى اتفاق مع بكين لإنهاء الحرب التجارية المتصاعدة، وذلك بعدما أعلن البيت الأبيض أن الرسوم على الصين تبلغ 145%.
وأضاف ترمب خلال اجتماع وزاري، أنه إذا لم تتوصل إدارته إلى صفقات تجارية بعد 90 يوماً، فإنه سيعاود فرض الرسوم الجمركية ذاتها التي قام بتعليقها، مشيراً إلى أنه لا يدرس تقديم أي استثناءات من التعريفات الجمركية حالياً.
وأوضح ترمب أنه يرغب في التوصل إلى اتفاق مع الصين بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
ودوره قال وزير الخزانة سكوت بيسنت، خلال الاجتماع، إن إبرام الاتفاقيات مع الدول سيعزز الثقة في السياسة التجارية.
وفي وقت سابق، قال مسؤول في البيت الأبيض، إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على الصين "تبلغ حالياً 145%"، فيما أكدت بكين أنها "ليست مهتمة بالدخول في معارك"، لكنها "لا تخشى" التهديدات الأميركية بفرض مزيد من الرسوم، وسط تراجع أسواق الأسهم الأميركية مع عودة التركيز على المخاطر الاقتصادية.
وأضاف المسؤول في تصريحات أوردتها "بلومبرغ"، أن الأمر التنفيذي الذي وقعه ترمب مؤخراً يرفع الرسوم الجمركية على بكين من 84% إلى 125%، لافتاً إلى رسوم سابقة بنسبة 20% فرضها ترمب على الصين، تتعلق بمكافحة إنتاج مكونات تدخل في تصنيع مخدر "الفنتانيل".
وكان ترمب أعلن، الأربعاء، أنه سيعلق مؤقتاً الرسوم الجمركية المرتفعة التي كان قد فرضها على عشرات الدول، بينما يزيد الضغوط على الصين.
وذكر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت، أن الولايات المتحدة تدرس حالياً عروضاً من 15 دولة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية، موضحاً أن بلاده "على وشك إبرام اتفاقيات مع بعضها".
وأضاف هاسيت للصحافيين في البيت الأبيض: "أبلغنا الممثل التجاري الأميركي أن قرابة 15 دولة قدمت عروضاً واضحة، ونحن ندرسها من أجل أن نقرر ما إذا كانت كافية لعرضها على الرئيس ترمب".
وأشار إلى أن المسؤولين عن سياسة الولايات المتحدة التجارية "سيجتمعون في البيت الأبيض في وقت لاحق الخميس"، متوقعاً مشاهدة "تحركات كبيرة من أجل إبرام اتفاقيات تجارية خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة".
وأضاف: "هذه عملية سريعة جداً حالياً، لم تبدأ اليوم أو بالأمس، بل بدأت قبل ذلك بوقت طويل".
تراجع الأسواق
وعمقت مؤشرات الأسهم الأميركية خسائرها خلال تعاملات الخميس، بعد أكبر موجة شراء منذ سنوات، وسط تراجع الشهية للمخاطر مع عودة تركيز المتعاملين على المخاوف الاقتصادية المرتبطة برسوم ترمب الجمركية، والاستعداد لفترة أطول من الحرب التجارية.
تخلى مؤشر "إس آند بي 500" عن أكثر من ثلث المكاسب التي سجلها أمس، ليتراجع بنسبة 4.6%، كما هبط مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 5.3%، وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 3.8% وسط مخاوف من أن الرسوم الجمركية ستلحق أضراراً بالاقتصاد.
تتراجع مؤشرات الأسهم الأميركية اليوم رغم البيانات الإيجابية التي تشير إلى تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، وسط تنامي المخاوف من أن السياسات التجارية الشديدة التي يتخذها ترمب قد تؤدي إلى ارتفاع أكثر استدامة في التضخم، في وقت أشار فيه مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى تفضيلهم اتباع سياسة الانتظار ومراقبة تأثير السياسات الحكومية المتغيرة على الاقتصاد قبل النظر في تعديل أسعار الفائدة.
"لا نخشى رسوم أميركا"
وقالت وزارة الخارجية الصينية، الخميس، رداً على أسئلة عن الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة عليها، إن "بكين ليست مهتمة بالدخول في معارك، لكنها لا تخشى مواصلة الولايات المتحدة تهديداتها بفرض مزيد من الرسوم".
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان في مؤتمر صحافي: "حجة الولايات المتحدة لا تحظى بدعم شعبي، وسيكون مآلها الفشل"، مشدداً على أن الصين "لن تكتفي بالجلوس على مقعد المتفرج، وتتخلى عن حقوق ومصالح الشعب الصيني المشروعة".
كما أعربت وزارة التجارة الصينية، عن انفتاح بكين على الحوار مع واشنطن، لكنها شددت على ضرورة أن يجري على "أسس من الاحترام المتبادل والمساواة".
وقال متحدث باسم الوزارة في إفادة صحافية رداً على سؤال عما إذا كانت الدولتان قد بدأتا مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية، إن "ممارسة الضغط، وإطلاق التهديدات والابتزاز، ليست طريقة التعامل السليمة مع الصين".
ومضى قائلاً إن الصين "ستكمل حتى النهاية" إذا أصرت الولايات المتحدة على هذا النهج.
وتأتي هذه الخطوات بعد إعلان الصين، التي تعد ثاني أكبر سوق سينمائي في العالم، فرض قيود على عمليات استيراد أفلام "هوليوود"، وذلك رداً على الإجراءات التصعيدية لترمب.
كما فرضت وزارة التجارة الصينية، الأربعاء، قيوداً على أكثر من 12 شركة أميركية في قطاع الدفاع مرتبطة بوزارة الدفاع "البنتاجون".
وأظهرت بيانات وزارة التجارة أن "بكين أضافت 12 شركة أميركية إلى قائمة الرقابة التي تحظر تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج، وست شركات أخرى إلى قائمة الكيانات غير الجديرة بالثقة التي تسمح لبكين باتخاذ إجراءات عقابية ضد الكيانات الأجنبية".
وأعلنت الصين أيضاً رفع الرسوم الجمركية على البضائع الأميركية 50%، بالإضافة إلى الزيادة البالغة 34% التي أعلنت عنها سابقاً، والمقرر تنفيذها الخميس، ليصل بذلك إجمالي الرسوم الجمركية الإضافية على الواردات الأميركية إلى 84%.