"في غرفة واحدة"... واشنطن: اجتماع عُمان سيحدد مدى جدية طهران

إيران تلوح بـ"إجراءات رادعة" إذا استمرت التهديدات الخارجية

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال اجتماع مجلس الوزراء بالبيت الأبيض. 10 أبريل 2025 - Reuters
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال اجتماع مجلس الوزراء بالبيت الأبيض. 10 أبريل 2025 - Reuters
دبي -الشرق

أفادت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، بأن الولايات المتحدة "ستحدد ما إذا كان الإيرانيون جادين أم لا"، خلال اجتماعهم المرتقب، السبت المقبل، في سلطنة عمان، فيما قال مسؤول أميركي إن المحادثات ستعقد في "غرفة واحدة".

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الرئيس دونالد ترمب: "أشكرك (لترمب) على الاجتماع المهم السبت المقبل، لأول مرة منذ زمن بعيد ستكون هناك محادثات مباشرة بين (المبعوث الأميركي الخاص ستيف) ويتكوف ومسؤول إيراني كبير".

وأعرب عن أمله بأن تؤدي هذه المفاوضات إلى "سلام"، وقال: "نحن واضحون للغاية بشأن أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً، وأعتقد أن هذا ما دفعنا إلى عقد هذا الاجتماع".

وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية، في وقت سابق، بأن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيقود المحادثات مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان، وسط تضارب بشأن ما إذا ستكون محادثات مباشرة أو غير مباشرة.

"اجتماع في غرفة واحدة"

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في إفادة يومية، إن اجتماع السبت "سيحدد ما إذا كان الإيرانيون جادين أم لا، وهذا هو الهدف من اللقاء"، رافضةً الحديث عن تفاصيل اللقاء المرتقب.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت المحادثات ستقتصر على تلك المزمعة، السبت، أجابت بروس: "أعتقد أن ما سيحدث يوم السبت سيحدد ما إذا كان هناك المزيد"، مضيفة: "حالياً، هذا اجتماع مُرتب. إنه ليس جزءاً من خطة أو إطار عمل أوسع. إنه اجتماع لتحديد مدى جدية الإيرانيين".

واعتبرت أن "أي مسعى من إيران لطرد المفتشين الدوليين، والتهديد بنقل مخزوناتها إلى مواقع سرية، سيكون تصعيداً وسوء تقدير من الإيرانيين".

وكان ترمب أعلن، الاثنين الماضي، بشكل مفاجئ أن الولايات المتحدة وإيران على وشك بدء "محادثات مباشرة" بشأن برنامج طهران النووي، السبت. لكن هذا الإعلان أثار بعض الالتباس؛ لأن إيران كانت قد صرحت بأن المحادثات ستكون غير مباشرة، وأن العُمانيين سيكونون وسطاء.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي مطلع على الخطة قوله، إن "الوفدين سيجتمعان في غرفة واحدة خلال المحادثات".

"إجراءات رادعة"

وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من تهديد علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي، بـ"إجراءات رادعة مثل طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف التعاون معها"، في حال "استمرت التهديدات الخارجية، ووضع إيران تحت طائلة هجوم عسكري".

وأضاف شمخاني على منصة "إكس": "قد يكون نقل المواد المخصبة إلى مواقع آمنة وغير معلنة في إيران ضمن خططنا أيضاً".

من جهته، أشار النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف، الخميس، إلى أن "المحادثات غير المباشرة بين إيران وأميركا تمضي ضمن مسار منطقي".

وأضاف عارف خلال استقباله جمعاً من النخبة السياسية والثقافية والإعلامية، إن "إيران ترحب بالمحادثات"، لكنه دعا واشنطن إلى "الكف عن سياسة العقوبات والتهديد الخاطئة"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

جاء ذلك بعد أن هدد الرئيس الأميركي مجدداً طهران بشن عمل عسكري عليها إذا لم تتوصل لاتفاق يتعلق ببرنامجها النووي، وقال، إنه من سيقرر ما إذا كانت المحادثات قد وصلت إلى طريق مسدود، مما سيعرض إيران "لخطر كبير".

وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، عقب التوقيع عدة أوامر تنفيذية: "مع إيران، إذا تطلب الأمر تدخلاً عسكرياً فسنفعل ذلك، ومن الواضح أن إسرائيل تريد أن تكون مشاركة بقوة في ذلك، وأن تقود هذه العملية، لكن لا أحد يقودنا".

قلق إسرائيلي

وترى مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى في تصريحات لصحيفة "جيروزالم بوست"، الخميس، أنه "سيكون هناك خطر حقيقي في حال وافق ترمب على اتفاق نووي متواضع مع إيران".

وأعربت المصادر عن "قلقها العميق من تقييد الرئيس الأميركي الجيش الإسرائيلي من ضرب إيران واستغلال هذه الفرصة الفريدة".

وأشار مسؤولون إسرائيليون كبار، إلى وجود ما أسموه "نافذة خاصة" للقوات الجوية الإسرائيلية لـ"ضرب المنشآت النووية الإيرانية"، مضيفين: "دمرت المقاتلات الإسرائيلية خلال الهجوم على إيران الذي جرى في 26 أكتوبر الماضي، جميع أنظمة الدفاع الجري S-300".

ووفقاً لـ"جيروزالم بوست"، أعرب كبار المسؤولين الإسرائيليين خلال الأشهر الماضية عن أملهم بأن يمنح ترمب "الضوء الأخضر" للجيش الإسرائيلي لشن غارة جوية على منشآت إيران النووية.

وفي ظل تأرجح تصريحات ترمب بين التهديد بالعمل العسكري والرغبة بإبرام اتفاق مع إيران، تعتقد بعض المصادر الإسرائيلية، أن هناك "احتمالية للتوصل إلى اتفاق متواضع"، لكن لا تزال مصادر أخرى "متفائلة" بأن ترمب يُدرك أن "الاتفاق لن يحل المشكلة النووية الإيرانية"، وأن "الهجوم الإسرائيلي سيكون ضرورياً في النهاية"، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وانسحب ترمب خلال ولايته الرئاسية الأولى في الفترة 2017-2021 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي كان يهدف إلى كبح أنشطة طهران النووية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات. وأعاد ترمب فرض عقوبات أميركية شاملة.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه منذ ذلك الحين تجاوزت إيران بكثير حدود الاتفاق فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم.

تصنيفات

قصص قد تهمك