
هاجمت السفارة الصينية في الرياض، الخميس، حرب التجارة والتعريفات الجمركية، التي تتبعها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تجاه الصين بشكل أساسي، إضافة إلى عدة دول أخرى.
واتهم الوزير المستشار في سفارة الصين لدى السعودية، ما جيان، تصرفات الولايات المتحدة الحمائية والأحادية، واصفاً إياها بـ"تنمر اقتصادي بامتياز"، وهي بهذه التصرفات تخالف القواعد الاقتصادية الأساسية ومبادئ السوق، مضيفاً أن واشنطن تغاضت عما تم التوصل إليه من "توازان للمصالح" في المفاوضات التجارية متعددة الأطراف.
وأكد جيان، في حديثه للصحافة السعودية، بمقر سفارة بلاده، أن الولايات المتحدة تجاهلت حقيقة أنها "قد ربحت كثيراً من التجارة الدولية منذ زمن طويل".
وتعي الصين أنها تشكل ثاني أكبر اقتصاد، وثاني أكبر سوق استهلاك للبضائع في العالم، وإذا ما أرادت بكين توظيف هذا التفوق الاقتصادي المهول في مواجهة الولايات المتحدة في حربها التجارية فربما تتمكن من إدخال أسلحة جديدة إلى اللعبة.
وفي هذا السياق أكد جيان، أن الحكومة الصينية ستفتح أبوابها للخارج و"تتوسع في الأسواق العالمية مهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية"، مشدداً على أن بلاده ستواصل الانفتاح على الخارج على "مستوى عالٍ".
شراكة مع العالم
كما أشار ما جيان إلى عزم الصين توسيع نطاق الانفتاح المؤسسي في مجالات القواعد واللوائح والإدارة والمعايير بخطوات متزنة، بالإضافة إلى تطبيق سياسات عالية المستوى لتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، وتهيئة بيئة تجارية من الدرجة الأولى تقوم على قواعد السوق والقوانين والمعايير الدولية، ما يجعل العالم شريكاً في فرص التنمية ويحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.
وبمعنى آخر يشير هذا التوجه إلى خيار منافسة الصين للولايات المتحدة في أسواقها العالمية وأن قاعدة "توازن المصالح" بين القوتين الاقتصاديتين معرضة للخطر، على الرغم من تعهد بكين بمواصلة الحفاظ على النظام العالمي المتعدد.
ويرى المسؤول الصيني أن ما قامت به الولايات المتحدة من خلال "اللعبة الصفرية" تحت ذريعة ما يسمى بالسعي وراء "المعاملة بالمثل" و"التكافؤ"، يهدف إلى "إسقاط النظام الاقتصادي والتجاري الدولي القائم" ويضع المصلحة الأميركية فوق المصالح العامة للمجتمع الدولي، ويخدم الهيمنة الأميركية على حساب المصالح المشروعة لدول العالم، معبراً عن ثقته بأن أغلبية دول العالم التي تؤمن بالعدالة ستختار الوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ، وتتخذ خياراً يخدم مصلحتها الوطنية، ورفض الهيمنة.
ومن جانب آخر جدد الوزير ما جيان، دعم بلاده للسعودية لتلعب دوراً أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية، معبراً عن تطلع بكين للعمل مع الرياض لمواصلة تقديم الدعم المتبادل وتعزيز الإنجازات المشتركة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والمتعددة الأطراف، والتصدي المشترك للنزاعات الأحادية وممارسات "التنمر" والدفاع عن المصالح الجماعية للدول النامية وتعزيز التنمية العالمية المشتركة.