تحذيرات وشروط.. لماذا وافق خامنئي على المحادثات مع الولايات المتحدة؟

"نيويورك تايمز": رؤساء الدولة والبرلمان والقضاء في إيران حثوا خامنئي على قبول التفاوض

time reading iconدقائق القراءة - 6
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال اجتماع مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وحكومته في طهران. 27 أغسطس 2024 - REUTERS
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال اجتماع مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وحكومته في طهران. 27 أغسطس 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

ضغط مسؤولون إيرانيون كبار من بينهم الرئيس مسعود بيزشكيان على المرشد علي خامنئي من أجل القبول بإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة لبحث برنامج طهران النووي، وسط تحذيرات من أن استمرار الأزمة الاقتصادية والتهديدات العسكرية قد يؤديان إلى "انهيار النظام" المستمر منذ 4 عقود، بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين إيرانيين.

وأشار مسؤولان إيرانيان كبيران للصحيفة، إلى أن بيزشكيان ورئيسي السُلطة القضائية والبرلمان، عقدوا اجتماعاً "طارئاً وسرياً" مع خامنئي، الشهر الماضي، لمناقشة الرد على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي طلب فيها إجراء مفاوضات نووية.

وكان خامنئي رفض مراراً بشكل علني الانخراط في أي محادثات مع واشنطن، واصفاً هذا القرار بأنه "غير حكيم" و"أحمق"، لكن كبار المسؤولين حثوه على إعادة النظر في موقفه، ووفقاً للمسؤولين اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما.

وبحسب الصحيفة، فإن الرسالة التي تم توجيهها لخامنئي خلال الاجتماع كانت "صريحة"، إذ تضمنت "ضرورة السماح لطهران بالتفاوض مع واشنطن، حتى بشكل مباشر إذا لزم الأمر، لأنه إذا لم يحدث ذلك، فقد تتم الإطاحة بالنظام".

مخاوف من الاحتجاجات

وحذر المسؤولون الإيرانيون من خطورة التهديدات بالحرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وأبلغوا خامنئي أنه في حال رفضت طهران المحادثات، أو فشلت المفاوضات، فإن الضربات العسكرية على الموقعين النوويين الرئيسيين في طهران، نطنز وفوردو "ستكون حتمية"، بحسب "نيويورك تايمز".

ولفت المسؤولون، إلى أن إيران ستُجبر حينها على الرد، مما قد يؤدي لحرب أوسع نطاقاً، وسط مخاوف من أن يلحق هذا السيناريو المزيد من الضرر بالاقتصاد، ويُشعل الاحتجاجات الداخلية، كما اعتبروا أن "القتال على جبهتين يمثل تهديداً وجودياً للنظام". 

وذكر المسؤولان، أنه في نهاية الاجتماع، الذي استمر لعدة ساعات، "تراجع خامنئي عن موقفه"، ووافق على السماح بإجراء "محادثات غير مباشرة" أولاً، عبر وسيط، ومن ثم الدخول في "مفاوضات مباشرة" بين الجانبين في حال سارت الأمور بشكل جيد.

وفي 28 مارس الماضي، أرسلت إيران رداً رسمياً على رسالة ترمب أكدت فيه استعدادها للتفاوض، فيما من المقرر أن تُعقد الجولة الأولى من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان، السبت.

ووفقاً لـ"نيويورك تايمز"، إذا سارت الأمور بشكل إيجابي، فقد يتم الانتقال إلى محادثات مباشرة، وهو ما يعتبر تنازلاً كبيراً من جانب طهران، التي كانت ترفض اللقاء المباشر مع الأميركيين.

وبينما لا تزال إيران تصر على أن المفاوضات ستكون غير مباشرة، أي أن كل طرف سيجلس في غرفة منفصلة، وسيقوم الدبلوماسيون العمانيون بنقل الرسائل بينهما، قالت الولايات المتحدة، إن "الجانبين يخططان للاجتماع بشكل مباشر".

ويرى حسين موسويان، الدبلوماسي الإيراني السابق الذي كان عضواً في فريق التفاوض الإيراني في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، أن "تغير موقف خامنئي يُظهر مبدأه الأساسي الراسخ بأن الحفاظ على النظام هو الأهم'". 

وذكرت الصحيفة الأميركية، أن المخاوف الاقتصادية كانت جزءاً من النقاش، وذلك عندما حث المسؤولون الإيرانيون الكبار خامنئي على السماح بإجراء المفاوضات مع واشنطن. 

وقال القائد السابق للحرس الثوري الإيراني والرئيس الحالي للبرلمان محمد باقر قاليباف، خلال الاجتماع، إن "اندلاع حرب في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار اقتصادي قد يدفع الأمور للخروج عن السيطرة بسرعة"، فيما اعتبر بيزشكيان، أن "إدارة البلاد وسط هذه الأزمات أمر غير قابل للاستمرار"، بحسب ما نقله المسؤولان الإيرانيان.

ومن المقرر أن يمثل إيران خلال اجتماع عمان وزير الخارجية عباس عراقجي، بينما سيمثل الولايات المتحدة المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وذكر المسؤولون الإيرانيون، أنه على الرغم من أن الهدف المبدئي لهذه الاجتماعات هو الاتفاق على إطار عمل وجدول زمني للمفاوضات، فإنه في حال سارت الأمور بشكل جيد، سيكون من الممكن عقد اجتماع مباشر بين عراقجي وويتكوف، السبت.

شروط خامنئي

وأشار 3 مسؤولين إيرانيين، إلى أن خامنئي وضع بعض الشروط والمعايير للمحادثات، إذ أعطى الضوء الأخضر لمناقشة البرنامج النووي، بما في ذلك آليات مراقبة صارمة للبرنامج، وخفض كبير في معدل تخصيب اليورانيوم، لكنه شدد على أن برنامج إيران الصاروخي يعد جزءاً أساسياً من الدفاع الوطني، ولا يمكن التفاوض بشأنه. 

ويرى موسويان، أن "إيران لن توافق أبداً على مطالب واشنطن وإسرائيل بتفكيك برنامجها النووي بشكل كامل"، معتبراً أن "هذا المطلب سيكون عاملاً حاسماً". 

وأعرب المسؤولون، عن انفتاح طهران على مناقشة سياساتها الإقليمية ودعمها للجماعات المسلحة، كما أنها ستُبدي استعدادها لاستخدام نفوذها لتهدئة التوترات الإقليمية، بما في ذلك مع الحوثيين في اليمن. 

ووفقاً لـ4 مسؤولين إيرانيين، عيّن خامنئي عدداً من كبار مستشاريه والمقربين منه لإدارة المفاوضات مع واشنطن، بالتنسيق الوثيق مع وزارة الخارجية الإيرانية، وشملت هذه التعيينات كمال خرازي في ملف السياسة الخارجية، وعلي لاريجاني لوضع الاستراتيجية، ومحمد فروزنده للشؤون العسكرية. 

وكان بيزشكيان قال في خطاب علني، الأربعاء، إن خامنئي أصبح منفتحاً على السماح للشركات والاستثمارات الأميركية بدخول السوق الإيرانية التي لم تُستغَل بشكل كافٍ.

تصنيفات

قصص قد تهمك