واشنطن تهدد بوقف صادرات إيران النفطية.. وطهران تدعو للتخلي عن "الترهيب"

وزير الطاقة الأميركي: يمكننا تضييق الخناق على طهران بنسبة 100%

time reading iconدقائق القراءة - 6
ناقلة نفط تحمل العلم الليبيري تنقل النفط الخام من ناقلة نفط إيرانية قبالة سواحل اليونان، 26 مايو 2022. - REUTERS
ناقلة نفط تحمل العلم الليبيري تنقل النفط الخام من ناقلة نفط إيرانية قبالة سواحل اليونان، 26 مايو 2022. - REUTERS
دبي/أبوظبي -الشرقرويترز

قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، الجمعة، إن بلاده يمكنها زيادة التضييق على إيران، ووقف صادراتها النفطية في إطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للضغط عليها بشأن برنامجها النووي، فيما أعرب مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية في إيران مجيد تخت روانجي، عن وجود "إمكانية جيدة للتوصل إلى اتفاق" في الاجتماع المقرر بين البلدين، السبت، بسلطنة عمان، لكن في حال "تخلى الجانب الأميركي عن التهديد والترهيب".

وأشار رايت، في حديثه لوكالة "رويترز" خلال زيارة لأبوظبي، إلى اعتقاده بأن "حلفاء الولايات المتحدة في الخليج قلقون للغاية إزاء امتلاك إيران للطاقة النووية، ويشاركون الولايات المتحدة عزمها على أن هذه النتيجة ليست في مصلحة أحد".

وتتبع الولايات المتحدة نهجاً أكثر صرامة تجاه إيران؛ بسبب نشاطها النووي منذ عودة الرئيس دونالد ترمب للبيت الأبيض في يناير الماضي. وكانت واشنطن انسحبت في ولايته الأولى من الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015، وفرضت قيوداً على صادراتها النفطية.

ووفقاً لبيانات قطاع النفط، انتعشت صادرات النفط الإيرانية في عهد الرئيس السابق جو بايدن، ولم تشهد أي انخفاض حتى الآن في عام 2025. وتشتري الصين، التي تعارض العقوبات أحادية الجانب، الجزء الأكبر من شحنات إيران.

"كل شيء مطروح على الطاولة"

ورداً على سؤال بشأن مسار سياسية "أقصى الضغوط" الأميركية على طهران، أجاب رايت: "في الواقع ممكن جداً. لقد فعل الرئيس ترمب ذلك بالفعل في ولايته الأولى. يمكننا تتبع السفن المغادرة من إيران. نعرف إلى أين تذهب. يمكننا إيقاف صادرات النفط الإيرانية".

وأضاف رداً على سؤال عن إمكانية أن تعترض الولايات المتحدة السفن الإيرانية في البحر: "لن أتحدث عن المنهجية المحددة لكيفية تحقيق ذلك، ولكن يمكننا تضييق الخناق على إيران بنسبة 100%".

وعما إذا كان العمل العسكري ضد إيران سيؤدي لتغيير النظام الحاكم، رفض رايت الخوض في تفاصيل، لكنه قال إن "كل شيء مطروح على الطاولة".

وتابع: "على المدى القصير، وبسبب قوة إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة وعلاقاتنا مع حلفائنا، سنشدد العقوبات وسنحد من قدرة إيران على تصدير النفط. نبدأ بالاقتصاد، ونبدأ بالمفاوضات، ونأمل أن يكون ذلك كافياً. ولكن في نهاية المطاف، لن تكون هناك إيران مسلحة نووياً".

ويعقد مسؤولون أميركيون وإيرانيون محادثات في سلطنة عمان السبت، بشأن برنامج طهران النووي، بعدما حدد ترمب مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، وسط تهديدات متكررة باستخدام "القوة العسكرية" في حال لم توافق طهران على إنهاء برنامجها النووي.

"إمكانية جيدة للتوصل إلى اتفاق"

وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية في إيران مجيد تخت روانجي، الجمعة: "إذا لم يطرح الجانب الأميركي مطالب وقضايا غير ذات صلة، وإذا تخلى عن التهديد والترهيب فهناك إمكانية جيدة للتوصل إلى اتفاق"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

وتحدث روانجي الذي يزور صربيا لعقد الجولة الثالثة من المشاورات السياسية والمشاركة في اجتماع معهد بلجراد للسياسة والاقتصاد الدولي، عن نهج الحكومة الإيرانية تجاه القضية النووية، وقال: "تماشياً مع سياسة المشاركة، فإن إيران مستعدة لمناقشة البرنامج النووي السلمي، وقد ناقشته مع الصين وروسيا و3 دول أوروبية خلال الأشهر القليلة الماضية"، في إشارة إلى بريطانيا وألمانيا وفرنسا، المعروفة باسم الثلاثي الأوروبي (E3).

وأكد أن بلاده "تؤمن بالحوار والتفاعل المبني على الاحترام المتبادل، وترفض أي شكل من أشكال الترهيب أو الإكراه".

تفاصيل الاجتماع

وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع قول مصادر إيرانية، الجمعة، إن طهران حددت "خطوطها الحمراء"، قبل بدء المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان السبت، والتي سيقودها وزير خارجيتها عباس عراقجي، ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط وستيف ويتكوف، حسب ما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء.

وأوضحت المصادر أن إيران طلبت ضرورة امتناع الوفد الأميركي عن استخدام لغة التهديد، وتجنب تقديم أي أطر أو مطالب "جشعة" بشأن البرنامج النووي، فضلاً عن الامتناع عن طرح أي نقاش بشأن الصناعات الدفاعية الإيرانية.

ولفتت المصادر، إلى أن إيران "لن تقبل بأي حال من الأحوال لغة التهديد أو تجاوز الخطوط الحمراء، والتي تشكل النقاط المذكورة جزءاً منها، خلال المفاوضات"، مؤكدة أن إيران مستعدة دائماً لبناء الثقة حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، وبالتالي فإن "الكرة الآن في ملعب الأميركيين".

وقالت "تسنيم"، إن الوفدين الإيراني والأميركي سيصلان إلى مسقط، قبل ظهر السبت، وسيبدآن المفاوضات بشكل غير مباشر بعد عقد لقاء مع وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي.

وذكرت أنه بحسب توقيت وصول الوفدين إلى عُمان، فمن المتوقع أن تبدأ المفاوضات بعد ظهر السبت، على أن يقوم وزير الخارجية العُماني بنقل الرسائل بين الطرفين.

تصنيفات

قصص قد تهمك