
قال مصدر مطّلع إنه إذا كانت اللقاءات الأولية بين الوفدين الأميركي والإيراني في عمان السبت، إيجابية، فقد تُعقد محادثات مباشرة بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في وقت لاحق اليوم، أو الأحد، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".
وقال مسؤول لـ"أكسيوس"، إن ترمب على استعداد لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق مع طهران، يكبح برنامجها النووي.
ووصل عراقجي وويتكوف إلى سلطنة عمان السبت، على رأس وفدين من البلدين، لعقد محادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعدما حدد ترمب مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران، وسط تهديدات متكررة باستخدام "القوة العسكرية" في حال لم توافق على إنهاء برنامجها النووي.
وذكر مصدر عماني لـ"رويترز" أن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة "تهدف إلى تهدئة التوترات الإقليمية وتبادل السجناء والتوصل إلى اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني".
"محادثات غير مباشرة"
وعلى الرغم من إعلان البيت الأبيض الجمعة، أن المحادثات ستكون مباشرة، فإنها بدأت بشكل غير مباشر.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن المحادثات "غير مباشرة"، وتتم بوساطة وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، وذكر أن المحادثات تُعقد في موقع تم اختياره مسبقاً من قبل الجانب العُماني المُضيف، حيث يجلس ممثلو إيران والولايات المتحدة، في غرفتين منفصلتين، ويتم تبادل وجهات النظر والمواقف بين الطرفين عبر وزير الخارجية العُماني.
ولدى وصوله إلى مسقط، أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن اعتقاده بأن "هناك فرصة للتوصل إلى تفاهم أولي بشأن المزيد من المفاوضات إذا خاضت أميركا المحادثات على أساس التكافؤ"، وذكر أن نية إيران هي "التوصل إلى اتفاق عادل ومشرّف انطلاقاً من موقفٍ متكافئ".
وأشار إلى أن "اللقاء الحالي سيساعد على توضيح الكثير من النقاط المبدئية والأساسية"، مضيفاً: "إذا توفرت الإرادة الكافية لدى الجانبين، يمكننا أيضاً التوافق على جدول زمني، لكن من المبكر الحديث عن ذلك الآن".
وأشاد عراقجي بـ"موقف سلطنة عمان المسؤول حيال القضايا والتطورات الإقليمية"، واعتبر استضافة مسقط للمفاوضات غير المباشرة "دليلاً على هذا النهج الإيجابي".
أهداف واشنطن وطهران من المحادثات
وقال البيت الأبيض الجمعة، إن هدف الرئيس دونالد ترمب هو "منع إيران من امتلاك سلاح نووي للأبد"، مشيراً إلى أن واشنطن تريد أن تعلم طهران أن "جميع الخيارات مطروحة" لمنعها من تطوير أسلحة نووية.
وخلال مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الجمعة، قال مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف إن مطلب الولايات المتحدة من إيران هو إنهاء برنامجها النووي، لافتاً إلى أن واشنطن قد تقدم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق مع طهران.
وقال ويتكوف لـ"وول ستريت جورنال"، إن "الخط الأحمر" لإدارة ترمب تجاه إيران هو امتلاك سلاح نووي، مشيراً إلى أن "أي اتفاق مع طهران سيتطلب إجراءات عملية تحقق شاملة لضمان عدم سعي طهران لامتلاك قنبلة نووية".
فيما قالت مصادر إيرانية لوكالة "تسنيم" الجمعة، إن طهران حددت "خطوطها الحمراء"، قبل بدء المفاوضات وهي ضرورة امتناع الوفد الأميركي عن استخدام لغة التهديد، وتجنب تقديم أي أطر أو مطالب "جشعة" بشأن البرنامج النووي، فضلاً عن الامتناع عن طرح أي نقاش بشأن الصناعات الدفاعية الإيرانية.
ولفتت المصادر، إلى أن إيران "لن تقبل بأي حال من الأحوال لغة التهديد أو تجاوز الخطوط الحمراء، والتي تشكل النقاط المذكورة جزءاً منها، خلال المفاوضات"، مؤكدة أن إيران مستعدة دائماً لبناء الثقة حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، وبالتالي فإن "الكرة الآن في ملعب الأميركيين".
وأوضحت أنه "إذا كان الأميركيين صادقين في قولهم إنهم قلقين فقط بشأن امتلاك إيران للقنبلة النووية، فلن تواجه المفاوضات طريقاً صعباً، لكن حال طرحهم مطالب جشعة، فعليهم تحمل المسؤولية الدولية عن إعاقة المفاوضات".