"بدون اتفاق الحرب مرجحة".. كواليس نقاشات فريق ترمب بشأن إيران والخلاف مع نتنياهو

نائب الرئيس ووزير الدفاع يميلان للدبلوماسية.. وماركو روبيو ومايك والتز يدفعان باتجاه ضربة عسكرية

time reading iconدقائق القراءة - 5
مستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزراء الدفاع بيت هيجسيث والخزانة سكوت بيسنت والخارجية ماركو روبيو، ونائب الرئيس جي دي فانس، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز خلال اجتماع في البيت الأبيض، 24 فبراير 2025. - REUTERS
مستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزراء الدفاع بيت هيجسيث والخزانة سكوت بيسنت والخارجية ماركو روبيو، ونائب الرئيس جي دي فانس، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز خلال اجتماع في البيت الأبيض، 24 فبراير 2025. - REUTERS
دبي -الشرق

قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن هناك انقساماً داخل فريق الأمن القومي بالبيت الأبيض، بشأن أفضل وسيلة لتحقيق هدف الرئيس دونالد ترمب بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وذكر الموقع أن النقاش حول هذه المسألة ليس نظرياً، إذ أن ترمب أرسل مفاوضين لمحاولة التوصل إلى اتفاق، كما أرسل قاذفات B-2 وحاملات طائرات كـ"خطة بديلة".

وقال الموقع إن المسؤولين منقسمين حول المسار الأكثر نجاحاً، لكنهم متفقون على أنه بدون اتفاق، فإن "الحرب مرجحة".

وقال مسؤول أميركي مطلع على المناقشات الداخلية، لـ"أكسيوس"، إن "سياسة الإدارة تجاه إيران ليست واضحة تماماً، لأننا لا نزال نحاول نحدد ملامحها. الأمر معقد للغاية لأنه موضوع مشحون سياسياً".

وعقد ترمب اجتماعاً في غرفة العمليات بالبيت الأبيض الاثنين، مع كبار مستشاريه لمناقشة المفاوضات مع إيران، بحضور مسؤولين من كلا المعسكرين المختلفين في الرؤية.

وقال المسؤول الأميركي الذي تحدث لـ"أكسيوس"، إن "هناك وجهات نظر مختلفة، لكن الناس لا يصرخون في وجوه بعضهم البعض".

وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لـ"أكسيوس": أن "الرئيس فخور بوجود فريق يعكس تعدد الآراء. إنه يستمع للجميع ويتخذ القرار الذي يعتقد أنه يصب في مصلحة الشعب الأميركي".

معسكر الدبلوماسية

وقال "أكسيوس"، إن المعسكر الذي يقوده بشكل غير رسمي نائب الرئيس جي دي فانس، يرى أن الحل الدبلوماسي مفضل وممكن، ويجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لتقديم تنازلات لتحقيقه.

ووفقاً لمسؤول أميركي، فإن فانس "منخرط بعمق في صياغة سياسة الإدارة تجاه إيران".

ويضم هذا المعسكر أيضاً المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي مثل الولايات المتحدة في الجولة الأولى من محادثات إيران السبت، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، كما يحظى بدعم خارجي من شخصيات مؤثرة مثل الإعلامي تاكر كارلسون.

ويخشى هذا المعسكر من أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية قد يعرض الجنود الأميركيين في المنطقة للخطر إذا ردّت إيران. كما يرى أن اندلاع نزاع جديد في المنطقة قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد الأميركي.

معسكر الحرب.. تشكك بإيران ولا تنازلات

ويضم هذا المعسكر مستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو، وهما يشككان بشدة في نوايا إيران ولا يثقان بفرص التوصل إلى اتفاق يقيّد برنامجها النووي بشكل جوهري، بحسب مسؤولين أميركيين.

ويؤيدهم في ذلك أعضاء في مجلس الشيوخ مقرّبون من ترمب، مثل السيناتور ليندسي جراهام وتوم كوتون.

ويرى هذا المعسكر أن إيران "أضعف من أي وقت مضى"، وبالتالي لا ينبغي تقديم أي تنازلات بل يجب الإصرار على تفكيك برنامجها النووي بالكامل، أو تنفيذ ضربة عسكرية مباشرة، أو دعم ضربة إسرائيلية في حال امتنعت الولايات المتحدة.

ومن أبرز الداعمين لهذا التوجه مارك دوبوفيتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، الذي قال لـ"أكسيوس"، إن "الرئيس وصف اتفاق (الرئيس السابق باراك) أوباما لعام 2015 بأنه معيب بشكل قاتل. السؤال الآن هو: هل لا يزال يعتقد ذلك؟"، محذراً من القبول بـ"نسخة معدّلة من اتفاق أوباما".

محادثات عراقجي ويتكوف

وكانت المحادثة التي دامت 45 دقيقة بين المبعوث الأميركي ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عمان السبت الماضي، أرفع تواصل مباشر بين البلدين منذ عهد إدارة أوباما.

وقال "أكسيوس"، إن اللقاء كان متوتراً، خاصة وأن ترمب هو من انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015، كما أنه من أمر باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس.

نتنياهو يعارض الدبلوماسية

وذكر "أكسيوس"، أن أحد أبرز المعارضين للدبلوماسية مع إيران هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كانت زيارته الأخيرة إلى البيت الأبيض متوترة، خاصة عند مناقشة الملف الإيراني.

وقال مسؤول أميركي: "الرئيس استمتع بإحراج نتنياهو بخصوص إيران. ما حدث في العلن تكرّر خلف الأبواب المغلقة"، وكان المسؤول يشير هنا إلى الاجتماع العلني بينهما أمام الصحافة، حيث بدا نتنياهو غير مرتاحاً.

وأضاف: "ترمب ونتنياهو لديهما رؤى مختلفة تماماً بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران". ويرى بعض من في معسكر "الدبلوماسية" أن إصرار نتنياهو على تفكيك إيران الكامل لبرنامجها النووي "غير واقعي".

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، برايان هيوز، قال لـ"أكسيوس": إن ترمب كان واضحاً، لا يمكن لإيران أن تحصل على سلاح نووي، وجميع الخيارات مطروحة. 

وأضاف: "منح الرئيس الإذن بإجراء مناقشات مباشرة وغير مباشرة مع إيران لإيصال هذه الرسالة، لكنه أوضح أيضاً أن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر إلى الأبد".

وأضاف: "فريق الأمن القومي بالكامل في إدارة ترمب ملتزم بموقف الرئيس بشأن إيران لضمان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، والأمن داخل الولايات المتحدة".

تصنيفات

قصص قد تهمك