
قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية هيورهي تيخي، الأربعاء، إن كييف لا تزال على اتصال مع بكين بشأن مواطنين صينيين اثنين تم أسرهما في شرق أوكرانيا خلال قتالهما في صفوف الجيش الروسي.
وذكر تيخي في إفادة صحافية أن كييف "استدعت دبلوماسياً صينياً الأسبوع الماضي، لمناقشة المسألة التي قد تضر بالعلاقات الثنائية".
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، قال إن الصين "تُراجع حالياً الشؤون القنصلية بشأن المواطنيْن اللذين أُسرا من قِبل أوكرانيا أثناء قتالهم لصالح روسيا".
وأضاف لين جان خلال مؤتمر صحافي، عندما سُئل عن مواطنين شاركا في القتال إلى جانب الجيش الروسي في منطقة دونيتسك وأسرهما الجيش الأوكراني، وتحديداً، عن طلبهما المساعدة لإطلاق سراحهما من الأسر: "موقف الحكومة الصينية واضح لا لبس فيه. لقد أصدرنا مراراً تحذيرات أمنية، مطالبين المواطنين الصينيين بالابتعاد قدر الإمكان عن مناطق النزاع المسلح وتجنب المشاركة في النزاعات بأي شكل من الأشكال، وخاصةً المشاركة في العمليات العسكرية من أي طرف"، بحسب ما أوردته وكالة newsukraine.rbc.
وتابع: "لطالما التزمنا بتعزيز السلام والمفاوضات، ونُصرّ على إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار. وندعو الأطراف المعنية إلى فهم موقف الصين الموضوعي والعادل فهماً صحيحاً، والامتناع عن التلاعب السياسي والضجيج".
وقبل أسبوع أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القوات المسلحة الأوكرانية أسرت مواطنين صينيين كانا يُقاتلان إلى جانب روسيا، ولاحقاً، أفاد زيلينسكي بأن بلاده على علم بمشاركة أكثر من 150 مواطناً صينياً في الحرب إلى جانب روسيا.
صينيون يقاتلون في أوكرانيا
وكان مسؤولان أميركيان على صلة بالاستخبارات الأميركية، قالا إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي ضد أوكرانيا هم "مرتزقة لا يبدو أن لهم صلة مباشرة بالحكومة الصينية".
وأضاف المسؤولان في تصريحات لـ"رويترز"، بأن ضباطاً عسكريين صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف خطوط روسيا بموافقة بكين لاستخلاص دروس تكتيكية من الحرب، وأشار إلى أن المقاتلين الصينيين يبدو أنهما تلقيا تدريباً محدوداً، وليس لهم أي تأثير يُذكر على العمليات العسكرية الروسية.
بدوره، أكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال صموئيل بابارو، أن الجيش الأوكراني أسر رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا، بعد أن صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن بلاده لديها معلومات عن 155 صينياً يقاتلون هناك.
ووصفت الصين، التي أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع روسيا وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022، تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة" وقالت إنها "ليست طرفاً في الحرب".
لكن ضباطاً عسكريين صينيين، بموافقة الحكومة، يقومون بجولات قريبة من خطوط المواجهة الروسية لاستخلاص الدروس والتكتيكات من الحرب.
ولطالما زودت الصين موسكو بدعم مادي لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا وخاصةً في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج،وهي مكونات ضرورية لصيانة أسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات، كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة فتاكة لاستخدامها في ساحة المعركة.
ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما فيها الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، في حين نشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقد قُتل أو جُرح الآلاف منهم في المعارك.