
أعلنت النائب الأول للرئيس الأوكراني ووزيرة الاقتصاد، يوليا سفبيريدنكو، أن أوكرانيا والولايات المتحدة وقعتا، الخميس، على مذكرة إعلان نوايا كخطوة أولية نحو إبرام اتفاق بشأن استغلال المعادن في أوكرانيا، فيما استضافت باريس محادثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وقالت سفبيريدنكو، عبر منصة "إكس: "يسعدنا أن نعلن عن التوقيع مع شركائنا الأميركيين على مذكرة النوايا التي تمهد الطريق أمام اتفاق شراكة اقتصادية، وإنشاء صندوق الاستثمار لإعادة إعمار أوكرانيا".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للصحافيين في كييف، الخميس: "هذا إعلان نوايا.. ولدينا نوايا إيجابية وبناءة"، مضيفاً أن الجانب الأميركي هو الذي اقترح توقيع مثل هذه المذكرة قبل الاتفاق الشامل الذي سيتطلب تصديقاً من البرلمان الأوكراني.
ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إبرام اتفاق يسمح للولايات المتحدة بامتيازات تتعلق باستغلال الموارد الطبيعية والمعادن المهمة في أوكرانيا وصور ذلك على أنه رد لمساعدات عسكرية قدمتها واشنطن لكييف في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
من جهته، قال ترمب، الخميس، إن أوكرانيا والولايات المتحدة قد توقعان اتفاق المعادن والتعاون الاقتصادي الذي يتفاوضان بشأنه الأسبوع المقبل.
وأضاف ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، في إشارة فيما يبدو إلى الاتفاق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا: "لدينا اتفاق المعادن، وأعتقد أنه سيتم توقيعه، الخميس" المقبل.
وفي المقابل، ذكر وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الذي كان جالساً إلى جانب ترمب في المكتب البيضاوي: "ما زلنا نعمل على التفاصيل"، وإن التوقيع قد يتم بحلول الجمعة المقبل.
وتابع: "هو إلى حد كبير ما اتفقنا عليه سابقاً.. حين كان الرئيس (الأوكراني) هنا، توصلنا لمذكرة تفاهم. وانتقلنا مباشرة إلى الاتفاق الكبير، وأعتقد أنه اتفاق من 80 صفحة وهذا ما سنوقعه".
اجتماع باريس
وجاء الاتفاق بالتزامن مع عقد محادثات في باريس بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف وأوكرانيا والقوى الأوروبية الثلاث الكبرى.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر منصة "إكس"، إن النقاش كان "إيجابياً وبناءً بشأن كيفية تحقيق وقف إطلاق النار والسلام الشامل والدائم".
وأضاف: "أيدنا اقتراح الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا بأسرع وقت ممكن. وهذا يُظهر التزاماً أوروبياً قوياً، واستعداداً للعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة"، معلناً استمرار المحادثات في لندن الأسبوع المقبل.
من جهته، قال مكتب الرئيس الأوكراني، إن وفدين من أوكرانيا والولايات المتحدة أجريا محادثات "بناءة وإيجابية" في باريس إلى جانب مناقشات مع مسؤولين أوروبيين.
وجاء في بيان على موقع الرئاسة، أن "الجانبين أجريا نقاشاً بناءً وإيجابياً حول سبل إعلان وقف إطلاق النار الكامل، ومواصلة عملية تحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام"، مشدداً على تمسك الوفد الأوكراني بالتزامه بجهود السلام إلى جانب شركائه الأميركيين والأوروبيين، و"أكد على أهمية وقف إطلاق النار الكامل".
ووصف مسؤولون فرنسيون المحادثات بـ"الممتازة"، مشيرين إلى أنها أظهرت عودة الأوروبيين إلى طاولة المفاوضات بشأن مستقبل أوكرانيا.
واستقبل ماكرون في قصر الإليزيه بباريس روبيو وويتكوف لإجراء محادثات بينما يسعى مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون لدعم موقف كييف من الحرب في أوكرانيا.
وتبرز هذه الدبلوماسية رفيعة المستوى قلق أوروبا المتزايد من تقارب الإدارة الأميركية من موسكو، بعد إخفاق جهود ترمب حتى الآن في التوصل لوقف لإطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ نحو 3 سنوات.
ويقول ترمب منذ فترة طويلة، إنه يستهدف إنهاء الحرب الأوكرانية، وعبّر عن إحباطه من كل من موسكو وكييف لعدم سعيهما لتحقيق هذه الغاية.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بعد المحادثات، أن "الجديد هو أن الولايات المتحدة وأوكرانيا والأوروبيين جلسوا إلى طاولة واحدة".
وقال أحد كبار مستشاري ماكرون، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إن المحادثات كانت "ممتازة وإيجابية وبناءة"، وأظهرت "تقارباً حقيقياً" حول هدف ترمب لإنهاء الحرب.
ونشر مبعوث ترمب الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوج الذي كان في باريس أيضاً، صورة له على منصة "إكس" مع قادة الوفد الأوكراني، وكتب: "اجتماعات مثمرة جداً في قصر الإليزيه ضمن جهود إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية".
ووافقت أوكرانيا على مقترح وقف إطلاق نار من ترمب، الشهر الماضي، ورفضته روسيا. واتفق الجانبان فقط على الحد من الهجمات على أهداف الطاقة، وفي البحر، فيما يتبادل الجانبان الاتهامات بشأن مخالفة ذلك.
وقال مكتب ماكرون، إن الرئيس الفرنسي تحدث إلى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هاتفياً، الخميس، قبل المحادثات مع روبيو وويتكوف.
وفي وقت لاحق، استقبل ماكرون ويتكوف ثم روبيو قبل غداء مشترك.
ضمانات أمنية
وقبل ذلك، اجتمع إيمانويل بون، مستشار السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي، ونظيراه البريطاني والألماني مع أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
وقال يرماك إنهم ناقشوا وقف إطلاق النار والضمانات الأمنية. وغرد يرماك على منصة "إكس"، قائلاً: "تبادلنا وجهات النظر بخصوص الخطوات التالية نحو تحقيق سلام عادل ودائم يتضمن تنفيذ وقف إطلاق نار كامل، ومشاركة فرقة عسكرية متعددة الجنسيات، وتطوير هيكل أمني فعال لأوكرانيا".
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي في أوكرانيا، إن روسيا قلصت عدد ضرباتها على منشآت الطاقة الأوكرانية، لكنها تهاجم البنية التحتية المدنية.
وأردف: انتهاكات روسيا لوقف إطلاق النار في مجال الطاقة ستكون محل نقاش في باريس، لكن أوكرانيا ليست مستعدة لمناقشة المسائل المتعلقة بالأراضي قبل تنفيذ وقف إطلاق النار.
كما كرر الاتهامات بأن ويتكوف "ينشر الروايات الروسية" الخاصة بالحرب. وحضر يرماك اجتماعاً مع روبيو وويتكوف والمبعوثين الأوروبيين، الخميس.
ووصف الكرملين اجتماعات باريس بأنها فرصة لويتكوف، الذي التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمدة نحو 5 ساعات الأسبوع الماضي، لإبلاغ الأوروبيين بوضع المحادثات التي تسعى إلى تسوية سلمية في أوكرانيا.