الحرب التجارية تتصاعد.. الصين توقف شراء الغاز المُسال من أميركا

time reading iconدقائق القراءة - 4
عمال يتفقدون خطوط الأنابيب في منشأة للغاز الطبيعي تديرها شركة سينوبك في داتشو بمقاطعة سيتشوان في الصين. 2 نوفمبر 2017 - Reuters
عمال يتفقدون خطوط الأنابيب في منشأة للغاز الطبيعي تديرها شركة سينوبك في داتشو بمقاطعة سيتشوان في الصين. 2 نوفمبر 2017 - Reuters
دبي-الشرق

أفادت أحدث بيانات شحن الطاقة العالمية، بأن واردات الصين من الغاز الطبيعي المُسال الأميركي، توقفت بشكل كامل منذ أكثر من 10 أسابيع، في مؤشر واضح على امتداد الحرب التجارية بين بكين وواشنطن إلى مجال التعاون في قطاع الطاقة، وفق "فاينانشيال تايمز". 

وقالت الصحيفة البريطانية، إنه منذ وصول ناقلة غاز طبيعي مُسال، حمولتها 69 ألف طن، قادمة من ميناء كوربوس كريستي بولاية تكساس الأميركية، إلى مقاطعة فوجيان الجنوبية الصينية في 6 فبراير الماضي، لم تُسجَّل أي شحنات أخرى بين البلدين. 

وأضافت أنه تمت إعادة توجيه ناقلة ثانية إلى بنجلاديش بعد تأخر وصولها، قبل أن تفرض الصين تعريفة جمركية بنسبة 15% على الغاز الطبيعي المُسال الأميركي في 10 فبراير الماضي، ومنذ ذلك الحين، ارتفعت هذه التعريفة إلى 49%، مما جعل الغاز الأميركي غير مجد اقتصادياً للمشترين الصينيين في المستقبل المنظور.

"تداعيات بعيدة المدى"

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التجميد لواردات الغاز الطبيعي المُسال من الولايات المتحدة هو تكرار لحظر الاستيراد، الذي استمر لأكثر من عام خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وتابعت: "لكن تأثير هذه المواجهة قد يكون له تداعيات بعيدة المدى، إذ أنها ستؤدي إلى تعزيز العلاقة بين الصين وروسيا في مجال الطاقة، وإثارة تساؤلات بشأن التوسع الكبير في محطات الغاز الطبيعي المُسال، التي تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات في الولايات المتحدة والمكسيك". 

ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن آن صوفي كوربو، المتخصصة في شؤون الغاز بمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، قولها: "ستكون هناك عواقب طويلة المدى، ولا أعتقد أن مستوردي الغاز الطبيعي المُسال في الصين سيتعاقدون على أي شحنات جديدة من الغاز الأميركي".

ومنذ غزو أوكرانيا، استوردت بكين نسبة منخفضة نسبياً من الغاز الطبيعي المُسال من الولايات المتحدة، حيث فضّلت الشركات الصينية إعادة بيع الغاز إلى أوروبا لتحقيق أرباح، وفي العام الماضي، جاء 6% فقط من واردات الغاز الطبيعي المُسال في بكين من الولايات المتحدة، مقارنةً بنسبة بلغت 11% في عام 2021، بحسب الصحيفة. 

ومع ذلك، فقد وقّعت شركات صينية مثل بتروتشاينا وسينوبك 13 عقداً طويل الأجل لشراء الغاز الطبيعي المُسال من محطات أميركية، وتمتد بعض هذه العقود حتى عام 2049، وفقاً لشركة "كبلر" لبيانات الشحن العالمية في مجال الطاقة.

"صفقات ضرورية"

واعتبرت الصحيفة أن هذه الصفقات الطويلة كانت ضرورية لتأمين تمويل مشاريع الغاز الطبيعي المُسال الضخمة في الولايات المتحدة، رغم أن كوربو أشارت إلى أن المطورين حاولوا مؤخراً إعادة التفاوض على الشروط لمراعاة ارتفاع التضخم وتكاليف التعريفات الجمركية الأميركية.

وقالت جيليان بوكارا، وهي محللة في "كبلر"، إنها لا ترى أي مُبرر لاستئناف التجارة بين البلدين على المدى القصير.

وأضافت: "في المرة الأخيرة التي حدث فيها هذا، كان هناك توقف تام حتى منحت السُلطات الصينية إعفاءات للشركات، ولكن ذلك كان في وقت كان فيه الطلب على الغاز في ذروته، أما الآن، فنحن نشهد تباطؤاً في النمو الاقتصادي، ونعتقد أن بكين قادرة على تحمل فقدان هذه الشحنات لفترة طويلة".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرَّح السفير الصيني لدى روسيا، تشانج هانهوي، بأن بكين ستزيد على الأرجح من وارداتها من الغاز الطبيعي المُسال الروسي، قائلاً: "أعلن أن هناك الكثير من المشترين، والعديد منهم يطلبون من السفارة المساعدة في إقامة اتصالات مع الموردين الروس، وأعتقد أنه سيكون هناك بالتأكيد المزيد من (الواردات)".

وأصبحت روسيا ثالث أكبر مورد للغاز الطبيعي المُسال إلى الصين، بعد أستراليا وقطر، كما يتفاوض البلدان على خط أنابيب غاز جديد، يُعرف باسم "قوة سيبيريا 2". 

تصنيفات

قصص قد تهمك