مسؤولون: إدارة ترمب مستعدة للاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود روس في أسطول البحر الأسود الروسي يشاركون في احتفال في سيفاستوبول، بشبه جزيرة القرم. 23 فبراير 2025 - Reuters
جنود روس في أسطول البحر الأسود الروسي يشاركون في احتفال في سيفاستوبول، بشبه جزيرة القرم. 23 فبراير 2025 - Reuters
دبي-الشرق

أعربت الولايات المتحدة عن استعدادها للاعتراف بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014، كأراض روسية، في إطار اتفاق سلام أوسع بين موسكو وكييف، بحسب ما نقلته "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة.

واعتبرت "بلومبرغ" هذا "التنازل المحتمل" أحدث إشارة على حرص الرئيس الأميركي دونالد ترمب على إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين. وذكرت المصادر، أنه "لم يُتخذ قرار نهائي بشأن هذه المسألة بعد".

وسبق أن نقل موقع "سيمافور" الإخباري الأميركي عن مصدرين مطلعين، قولهما، في مارس، إن إدارة ترمب تدرس احتمال الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأراض روسية. وناقش مسؤولون في الإدارة حينها احتمال حثّ واشنطن للأمم المتحدة على اتخاذ خطوة مماثلة، وهو ما قد ينسجم مع موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعتبر القرم أرضاً روسية منذ فترة طويلة.

وكانت روسيا ضمّت شبه جزيرة القرم في عام 2014 وأجرت استفتاء لسكانها، ولكن المجتمع الدولي رفض  الاعتراف بالسيادة الروسية.

وكان ترمب أثار فكرة الاعتراف بالقرم كأرض روسية قبل سنوات من بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في 2022. وخلال حملته الانتخابية عام 2016، وكذلك خلال ولايته الأولى، قال مراراً إنه "مستعد للنظر في هذه المسألة". 

وفي مقابلة أجراها عام 2018 مع شبكة ABC News، قال ترمب: "من خلال ما سمعته، فإن سكان القرم يفضلون أن يكونوا مع روسيا على أن يكونوا حيث كانوا"، مضيفاً: "يجب النظر في ذلك أيضاً".

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مراراً، أنه لن يتنازل عن أي أراضٍ لموسكو، والتي تسيطر أيضاً على 4 مناطق في غرب أوكرانيا بغد الغزو الأخير.

اجتماعات باريس

وذكر تقرير "بلومبرغ"، أن الولايات المتحدة طرحت على حلفائها الأوروبيين مقترحاً لدفع جهود السلام بين روسيا وأوكرانيا، يتضمن تخفيفاً للعقوبات على موسكو.

وجرى عرض ملامح المبادرة الأميركية في اجتماعات شهدتها باريس، الخميس، بحسب مسؤولين أوروبيين مطلعين على تلك المحادثات.

وتهدف الخطة إلى "تجميد" الحرب فعلياً، مع بقاء المناطق الأوكرانية الخاضعة لروسيا حالياً "تحت سيطرة موسكو"، واستبعاد انضمام أوكرانيا إلى الناتو من جدول الأعمال.

وشملت محادثات باريس اجتماعاً بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى مشاورات بين روبيو ومستشارين أمنيين ومفاوضين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأوكرانيا.

ووفق "بلومبرغ"، تسعى الولايات المتحدة إلى التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار خلال أسابيع، ومن المقرر عقد جولة ثانية من المحادثات في لندن الأسبوع المقبل.

وأكد أحد المسؤولين أن هذه الخطة "لا تمثل تسوية نهائية"، وأن الحلفاء الأوروبيين "لن يعترفوا بالمناطق المحتلة كأراضٍ روسية". وشدد على أن المفاوضات "لا طائل منها إذا لم توافق موسكو على وقف القتال"، كما أن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا "سيكون ضرورياً لضمان استمرار أي اتفاق".

"فرصة جيدة لإنهاء الحرب"

وجاءت هذه التصريحات ساعات من قول الرئيس الأميركي، الجمعة، إن هناك "فرصة جيّدة لإنهاء الحرب" بين روسيا وأوكرانيا، ولكنه شدد على ضرورة التوصل سريعاً إلى اتفاق، مهدداً بالانسحاب من الوساطة إذا صعّبت موسكو أو كييف وضع حد للصراع. 

وجاء حديث ترمب بعد ساعات من تصريحات وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو، بأن واشنطن ستنسحب من الوساطة خلال أيام إذا ما لم تكن هناك مؤشرات واضحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق.

وأضاف ترمب، خلال حديث للصحافيين في البيت الأبيض، أنه "سيتجاهل" محاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا إذا صعّب البلدان وضع حد للصراع، مشيراً إلى أن روبيو "كان محقاً في تصريحاته"، لأن هناك ضرورة للتوصل إلى اتفاق في "أسرع وقت".

ولكن ترمب اعتبر أن هناك "فرصة جيّدة حقاً لإنهاء الحرب" بين روسيا وأوكرانيا، مضيفاً أن "المحادثات بلغت ذروتها الآن".

ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا تتلاعب به، قال ترمب: "لا أحد بوسعه فعل ذلك"، مجدداً التأكيد على "عدم رغبته" في الانسحاب من المحادثات.

وبعد اجتماعاته في باريس مع مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين، قال روبيو: "لن نواصل جهود الوساطة لأسابيع وأشهر متواصلة. لذلك، علينا أن نحدد بسرعة، وأنا أتحدث عن مسألة أيام، ما إذا كان هذا ممكناً أم لا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.. إذا كان ممكناً، فسنكون مستعدين.. أما إذا لم يكن كذلك، فلدينا أولويات أخرى نركز عليها أيضاً".

تفاؤل روسي

وفي المقابل، قال الكرملين، الجمعة، إنه جرى إحراز بعض التقدم في المحادثات الرامية إلى التوصل لتسوية سلمية محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه وصف الاتصالات مع الولايات المتحدة بأنها معقدة.

وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، أن "الاتصالات معقدة للغاية، لأن الموضوع بطبيعة الحال ليس سهلاً"، مضيفاً: "روسيا ملتزمة بحل هذا الصراع، وضمان مصالحها، وهي منفتحة على الحوار. ونحن مستمرون في ذلك".

وعند سؤال بيسكوف عما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة الانسحاب من البحث عن تسوية سلمية في أوكرانيا، أجاب: "هذا سؤال يجب توجيهه إلى واشنطن".

وأعرب عن اعتقاد بلاده أنه "يمكن بالفعل ملاحظة بعض التقدم"، مشيراً إلى التعليق المؤقت لقصف البنية التحتية للطاقة، لكنه قال إن أوكرانيا لم تلتزم به.

ومضى قائلاً: "لذلك، فقد شهدنا بعض التطورات بالفعل، ولكن بالطبع لا تزال تنتظرنا مناقشات كثيرة معقدة".

وعبّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف عن موافقته على التصريحات الأميركية في منشور له على منصة "إكس"، وقال: "يذكر مسؤولون أميركيون أنه في حالة عدم إحراز أي تقدم في الأزمة الأوكرانية، فإن الولايات المتحدة ستتخلى عنها. تصرف حكيم".

وأضاف: "على الاتحاد الأوروبي أن يحذو حذو (الولايات المتحدة). حينها ستحل روسيا الأمر بسرعة أكبر".

تصنيفات

قصص قد تهمك