محدّث
سياسة

مفاوضات أميركا وإيران إلى جولة ثالثة.. وطهران: محادثات روما كانت بناءة

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والوفد المرافق له خلال اجتماع مع نظيره الإيطالي أنتونيو تاياني في روما. 19 أبريل 2025 - REUTERS
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والوفد المرافق له خلال اجتماع مع نظيره الإيطالي أنتونيو تاياني في روما. 19 أبريل 2025 - REUTERS
دبي/ روما -الشرق

قال مسؤولون في إيران إن الجولة الثانية من المفاوضات بين الولايات التحدة وإيران، والتي جرت في روما بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، كانت "إيجابية" و"بناءة".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي: "عقدنا اليوم محادثات غير مباشرة بناءة مع أميركا، أدارها وزير الخارجية العماني في أجواء بناءة".

وأضاف بقائي: "اتفق الجانبان على مواصلة هذه المحادثات على المستوى الفني خلال أيام، ثم جولة أخرى السبت المقبل".

وذكر التلفزيون الإيراني أن الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة في سفارة سلطنة عمان في روما انتهت في موعدها المحدد وجرت في أجواء "ايجابية".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قال إن إيران غير مستعدة للتفاوض بشأن انجازاتها التقنية والنووية، وأضاف عبر منصة إكس: "حماية الإنجازات التقنية والنووية الإيرانية أمر ضروري وغير قابل للتفاوض".

ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عنه قوله: "لا تزال طريقة المفاوضات كما هي في الجولة الأولى، والوفدان متمركزان في قاعات منفصلة".

وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في وقت سابق السبت، عبر منصة إكس: "اليوم ستعقد الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في مدينة روما التاريخية بوساطة وزير الخارجية العماني سيد بدر البوسعيدي".

وأكد بقائي أن إيران "بحسن نية ونهج مسؤول أظهرت دائماً التزامها بالدبلوماسية كوسيلة حضارية لحل المشاكل، مع احترام المصالح العليا للأمة الإيرانية".

وكتب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني على منصة إكس، إلى جوار صورة تجمعه بنظيره الإيراني، أن "روما أصبحت عاصمة السلام والحوار".

وأضاف: "استقبلت وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وشجعته على اتباع مسار التفاوض بشأن الأسلحة النووية، وتأمل الحكومة الإيطالية أن نتمكن جميعاً معاً من التوصل إلى حل إيجابي من أجل الشرق الأوسط".

واستقبل وزير الخارجية الإيطالي نظيره العماني بدر البوسعيدي في روما، الجمعة، و"رحّب بجهود الوساطة التي تقوم بها سلطة عمان"، مؤكداً دعم إيطاليا لـ"مساعي السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

وتريد الولايات المتحدة أن تُختتم الجولة الثانية من المحادثات بـ"إطار عمل" للخطوات التالية بشأن المفاوضات.

وقال مسؤولون إيرانيون إن التفاوض بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يجري بشكل غير مباشر عبر مسؤول عماني سينقل الرسائل بين الجانبين، وذلك بعد أسبوع من جولة أولى في مسقط وصفها الجانبان بأنها "بناءة".

"اتفاق نووي معقول"

وقال عراقجي، في اجتماع مع نظيره الإيطالي قبيل المحادثات، إن إيران التزمت دوماً بالدبلوماسية، ودعا "جميع الأطراف المشاركة في المحادثات إلى اغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق نووي معقول ومنطقي".

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن عراقجي قوله: "ينبغي أن يحترم هذا الاتفاق حقوق إيران المشروعة وأن يؤدي إلى رفع العقوبات الجائرة المفروضة عليها مع معالجة أي شكوك حول أنشطتها النووية".

وكان عراقجي حذر، الجمعة، من أن أي طلبات أميركية "غير واقعية" في المفاوضات ستؤدي إلى تقليص فرص التوصل لاتفاق، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي في موسكو أن إيران ستبرم اتفاقاً إذا كانت الولايات المتحدة جادة في سعيها للتوصل إلى اتفاق.

وقال عراقجي، في وقت سابق السبت، إن إسرائيل هي العائق الوحيد أمام تحقيق شرق أوسط خال من الأسلحة النووية.

في غضون ذلك، قال مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان إن إسرائيل لم تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة.

"صلاحيات كاملة"

وقال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، السبت، إن المفاوضين في روما "بكامل الصلاحيات" للتوصل لاتفاق شامل مع الولايات المتحدة.

وكتب شمخاني في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "غادر مفاوضو إيران إلى روما بصلاحيات كاملة للتوصل إلى اتفاق متوازن".

ووفقا لوكالة إرنا، أضاف مستشار المرشد الإيراني أن الوفد الإيراني يسعى إلى اتفاق شامل يستند إلى مبادئ، من بينها الجدية، والضمان، والتوازن، ورفع العقوبات، وتجنب التهديدات، والسرعة، وتسهيل الاستثمار.

وشدد في المنشور نفسه على أن إيران ذهبت إلى روما "من أجل اتفاق متوازن، وليس الاستسلام".

ومع ذلك، تسعى طهران إلى تقليص التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق سريع بعد أن تكهن بعض المسؤولين الإيرانيين بإمكانية رفع العقوبات قريباً. وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، الأسبوع الماضي، إنه "ليس متفائلاً ولا متشائماً بشكل مفرط".

انسحاب ترمب وعودته

كان ترمب انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية خلال ولايته الأولى عام 2018، وأعاد فرض عقوبات صارمة على طهران. واستأنف سياسة "أقصى الضغوط" على إيران منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير.

وتريد واشنطن من إيران وقف إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، الذي تعتقد أن الهدف منه هو صنع قنبلة ذرية.

ودأبت طهران على التأكيد على سلمية برنامجها النووي، وتقول إنها مستعدة للتفاوض على بعض القيود مقابل رفع العقوبات، لكنها تريد ضمانات قاطعة بأن واشنطن لن تتراجع عن التزاماتها مرة أخرى.

وانتهكت إيران منذ عام 2019 قيود اتفاق عام 2015 لتخصيب اليورانيوم بل وتجاوزتها بشكل كبير، إذ أنتجت مخزونات تفوق بكثير ما يقول الغرب إنه ضروري لبرنامج طاقة مدني.

وقال مسؤول إيراني كبير إن الخطوط الحمراء لإيران تعني أنها لن توافق أبداً على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم أو وقف التخصيب تماماً أو خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون المستويات المتفق عليها في اتفاق عام 2015.

وترفض إيران أيضاً التفاوض على القدرات الدفاعية مثل برنامجها للصواريخ الباليستية والمدى الذي يمكن أن تصل إليه الصواريخ الإيرانية محلية الصنع.
              
وعرضت روسيا، وهي من الدول الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، المساعدة والتوسط والاضطلاع بأي دور "يعود بالنفع على إيران والولايات المتحدة"

تصنيفات

قصص قد تهمك