استطلاع: تراجع النظرة "السلبية" للأميركيين تجاه الصين مع تصاعد الحرب التجارية

10% من العينة تعتقد أن واشنطن تستفيد من بكين.. و52% يرون أن الرسوم ستضر الولايات المتحدة أكثر

time reading iconدقائق القراءة - 5
نموذج مصغر مطبوع ثلاثي الأبعاد للرئيس الأميركي دونالد ترمب والعلم الصيني وكلمة "رسوم جمركية". 17 أبريل 2025 - REUTERS
نموذج مصغر مطبوع ثلاثي الأبعاد للرئيس الأميركي دونالد ترمب والعلم الصيني وكلمة "رسوم جمركية". 17 أبريل 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

أظهر استطلاع رأي حديث، أن بعض الأميركيين بدأوا يعربون عن مواقف "أكثر مرونة" تجاه الصين، في ظل تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأشارت نتائج الاستطلاع، الذي أجراه مركز "بيو" للأبحاث إلى تراجع بنسبة 4% في نظرة الأميركيين السلبية تجاه الصين، إذ أعرب 84% من الأميركيين العام الماضي، عن رأي غير إيجابي تجاه الصين، مقارنة بـ77% من المشاركين في استطلاع عام 2025.

ويمثل هذا أول تراجع يُسجل منذ خمس سنوات.

ويأتي هذا التغير في وقت لا تزال فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مواجهة مع الصين بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة، والتي بلغت نسبتها 145% على السلع الواردة من الصين، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأميركية.

وفرضت بكين رسوماً جمركية بنسبة 125% على الواردات الأميركية، إضافة إلى رفض استيراد الغاز الأميركي، ومنتجات أخرى مصنعة داخل الولايات المتحدة، رداً على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب على السلع الصينية.

وأظهرت بيانات الاستطلاع أن أميركياً من كل أربعة يعتقد أن الصين تستفيد أكثر من الولايات المتحدة في العلاقة التجارية بين البلدين، بينما يعتقد 10% أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر، وقال 25% إن البلدين يستفيدان بشكل متساوٍ، و2% يرون أن الطرفين لا يحققان أي استفادة، في حين أعرب 16% عن عدم تأكدهم.

مع ذلك، قال غالبية المشاركين في الاستطلاع (52%) إنهم يعتقدون أن الرسوم الجمركية ستضر بالولايات المتحدة. وفي المقابل، رأى 24% أن هذه الرسوم ستكون مفيدة للبلاد، بينما قال 6% إنها لن تُحدث أي تأثير، وذكر 19% أنهم ليسوا متأكدين.

"مواجهة مشتعلة"

وأدى قرار ترمب تعليق الرسوم الجمركية القائمة على أساس المعاملة بالمثل مع جميع الدول باستثناء الصين لمدة 90 يوماً إلى إبقاء البلدين في مواجهة مشتعلة. وأعلن البيت الأبيض أن دولاً عدة تسارع إلى التفاوض على اتفاقات تجارية، رغم رفض بكين.

وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، عبر منصة "إكس"، الخميس: "العالم مستعد للعمل مع الرئيس ترمب لإصلاح التجارة العالمية، والصين اختارت الاتجاه المعاكس".

في المقابل، وصفت الصين الخطوة التي أقدمت عليها إدارة ترمب بأنها "تخدم مصالحها الذاتية"، معربة عن استعدادها للمضي بعيداً في هذه الحرب التجارية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، الأربعاء: "إذا قررت الولايات المتحدة عدم الاهتمام بمصالح الولايات المتحدة نفسها والصين والعالم بأسره، وتصر على خوض حرب جمركية وتجارية، فإن رد الصين سيستمر حتى النهاية".

وشهدت أسواق المال اضطرابات هذا الشهر، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي عن فرض رسوم جمركية شاملة على العديد من الدول في الثاني من أبريل. وبعد ذلك بأيام، علّق ترمب بشكل غير متوقع تطبيق الرسوم المرتفعة على أكثر من 10 دول، لكنه فرض رسوماً أشد بلغت 145% على الصين.

لا اتفاق يلوح في الأفق

وفيما يتوقع ترمب التوصل إلى اتفاق مع بكين بشأن الرسوم الجمركية "خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة"، إلا أن توقعه يبدو بعيد المنال في ظل جمود التواصل، إذ يُصرّ على إجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الصيني شي جين بينج، فيما فضل شي مواجهة الرسوم بتعزيز علاقات بلاده مع الدول الآسيوية المتضررة، وسط مخاوف بكين من تحويل ترمب لأي اجتماع ثنائي إلى "استعراض علني" تفقد فيه الصين اليد العليا.

وعقب إعلان ترمب رسومه الواسعة في 2 أبريل، تلقى البيت الأبيض عشرات المكالمات من دول العالم للتفاوض على الرسوم، إلا أن الصين لم تتواصل مع واشنطن، وقال مسؤولون إن واشنطن أبلغت بكين بأن الرئيس شي جين بينج يجب أن يطلب مكالمة مع ترمب، لكن الصين ردت برسوم انتقامية.

وقال مسؤولون سابقون في الخارجية الأميركية إن ترمب رفض السماح لمبعوثي البيت الأبيض بالتفاوض مع المسؤولين الصينيين في بكين بشأن تهدئة التوتر، وهو ما أعاق جهوداً دبلوماسية أخرى لوقف تصاعد الحرب التجارية بين القوتين العالميتين.

 
ولم يصادق مجلس الشيوخ بعد على تعيين سفير للولايات المتحدة لدى الصين، كما لم يعين ترمب أي شخص آخر لقيادة المحادثات مع بكين، في حين لم يتواصل البيت الأبيض مع السفارة الصينية لبدء مناقشات.

وأدى غياب أي جهود تواصل ملموسة إلى تجميد التواصل الجاد بين البلدين، كما هدد بإضعاف فرص التوصل إلى حل في المدى القريب.

تصنيفات

قصص قد تهمك