إيران: المفاوضات مع واشنطن تهدف لتخفيف التوتر ونرحب بأي مبادرة عملية لرفع العقوبات

المتحدثة باسم الحكومة: "لسنا متفائلين ولا متشائمين" حيال المفاوضات النووية

time reading iconدقائق القراءة - 6
صحيفة إيرانية تحمل صورة غلاف لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. طهران. 12 أبريل 2025 - Reuters
صحيفة إيرانية تحمل صورة غلاف لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. طهران. 12 أبريل 2025 - Reuters
دبي -الشرق

قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، الأحد، إن المفاوضات الإيرانية-الأميركية "إيجابية حتى الآن وتهدف إلى تخفيف التوتر"، فيما أعربت عن ترحيب طهران بأي "مبادرة عملية" لرفع العقوبات، وضمان حقوق الشعب.

وأضافت مهاجراني في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن هذه المفاوضات ستتم في إطار مهام وواجبات وزارة الخارجية، وأن الحكومة لن تحيد عن المسار الرئيسي لإدارة البلاد.

وأوضحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية أن المحادثات التي تجرى بوساطة سلطنة عُمان وفي "أجواء بناءة"، تهدف إلى استكشاف الخطوات العملية لتخفيف التوترات، وتوفير منصة للمحادثات الفنية المستقبلية.

وأشارت مهاجراني إلى أنه وبموافقة الطرفين، سيتم عقد المزيد من المشاورات على مستوى الخبراء في الأيام المقبلة، ثم على مستوى أعلى في مسقط.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن إيران والولايات المتحدة اتفقتا، السبت، على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، وذلك بعد جولة ثانية من المحادثات، التي وصفها مسؤول أميركي بأنها أحرزت "تقدماً جيداً للغاية".

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية خلال ولايته الأولى في عام 2018، بمهاجمة إيران ما لم تتوصل إلى اتفاق جديد على وجه السرعة يمنعها من تطوير سلاح نووي.

ووصفت إيران وسلطنة عمان المحادثات بـ"البناءة"، فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني إجراء محادثات فنية على مستوى الخبراء بدءاً من الأربعاء، قبيل الاجتماع الثالث المرتقب الأسبوع المقبل.

"لسنا متفائلين ولا متشائمين"

وردا على سؤال بشأن توقعات الحكومة بشأن المفاوضات، قالت مهاجراني إنه "وفقاً لوزارة الخارجية الإيرانية فإن عملية المفاوضات كانت إيجابية حتى الآن، ولكن كما قال المرشد علي خامنئي لسنا متفائلين ولا متشائمين بشأن المفاوضات".

وفي ختام حديثها، أكدت على النهج المبدئي للحكومة في السياسة الخارجية، قائلة: "مع استمرارنا في مسار المفاوضات، سنرحب بأي مبادرة عملية تهدف إلى رفع العقوبات وضمان حقوق الشعب الإيراني".

وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، أن "الأجواء الإيجابية نسبياً في روما أدت إلى تقدم في مبادئ وأهداف اتفاق محتمل".

وكتب عبر منصة "إكس": "لقد أوضحنا كيف أن خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) لم تعد كافية و جيدة برأي الكثير من الإيرانيين، حيث إنه بالنسبة لهم، ما تبقى من خطة العمل المشترك الشاملة هو فقط أخذ الدروس المستفادة منها، وأنا شخصياً أميل إلى تأييد هذا الرأي".

برلماني إيراني: "لن نوقف تخصيب اليورانيوم"

من جانبه، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) إبراهيم رضائي، إن طهران لن توقف تخصيب اليورانيوم، ومن السابق لأوانه القول ما إذا كانت المفاوضات مع الولايات المتحدة ستنتهي باتفاق أم لا، وفق ما أوردت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء.

ونقلت الوكالة الإيرانية عن رضائي قوله: "كانت الأجواء العامة التي سادت الجولة الثانية من المفاوضات إيجابية، وقد تقدمت المفاوضات إلى الأمام".

وأضاف رضائي، أن "الاتفاق على أن المحادثات الفنية ستبدأ قريباً يشير إلى أن المفاوضين لم يتوقفوا وأنهم على طريق التقدم".

واعتبر أنه "من المبكر جداً إجراء تقييم نهائي للمفاوضات وما إذا كانت ستؤدي إلى اتفاق، ولا تزال لدينا شكوك جدية بشأن أفكار ونوايا الأميركيين واستعدادهم للتوصل إلى اتفاق"، مضيفاً: "يجب أن ننتظر حتى تتقدم المفاوضات المقبلة في مسقط والمناقشات الفنية حتى نتمكن من إجراء تقييم أكثر دقة في ذلك الوقت".

محادثات "بناءة" في روما

وفي اجتماعهما غير المباشر الثاني في غضون أسبوع، أجرى عراقجي مفاوضات لمدة 4 ساعات تقريباً في روما مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من خلال مسؤول عماني نقل الرسائل بينهما.

وفي تصريح للتلفزيون الإيراني بعد المحادثات، قال عراقجي: "لقد تمكنا من تحقيق بعض التقدم بشأن عدد من المبادئ والأهداف، وفي نهاية المطاف توصلنا إلى تفاهم أفضل".

فيما أكد مسؤول في الإدارة الأميركية أن الجانبين اتفقا على الاجتماع مجدداً الأسبوع المقبل، مضيفاً: "أحرزنا تقدماً جيداً للغاية في مناقشاتنا المباشرة وغير المباشرة".

في غضون ذلك، قال مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان إن إسرائيل، التي عارضت الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، لم تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة.

وانتهكت طهران منذ عام 2019 قيود اتفاق عام 2015 المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بل وتجاوزتها بشكل كبير، إذ أنتجت مخزونات تفوق بكثير ما يقول الغرب إنه ضروري لبرنامج طاقة مدني.

وقال مسؤول إيراني كبير إن "الخطوط الحمراء" لإيران تعني أنها لن توافق أبدا على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم أو وقف التخصيب تماماً أو خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون المستويات المتفق عليها في اتفاق عام 2015.

ودأبت طهران على التأكيد على سلمية برنامجها النووي، وتقول إنها مستعدة لمناقشة فرض قيود محدودة على أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية.

تصنيفات

قصص قد تهمك