
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيقوم بزيارة إلى الصين الثلاثاء، وذلك قبل جولة ثالثة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن من المقرر أن تُعقد السبت المقبل، في سلطنة عُمان.
وكان عراقجي قد صرح خلال زيارته إلى موسكو الأسبوع الماضي، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني، بأن طهران "دائماً ما تجري مشاورات وثيقة مع أصدقائها، روسيا والصين، بشأن الملف النووي".
بدورها، قالت الخارجية الصينية رداً على سؤال بشأن زيارة عراقجي، إن بكين وطهران "تحافظان على اتصالات على جميع المستويات وبشأن مختلف المجالات".
وأضافت أنه لا توجد لديها معلومات حالياً بشأن الزيارة.
وتأتي رحلة عراقجي إلى الصين، بعدما زار الخميس، موسكو على رأس وفد دبلوماسي، لإجراء محادثات ومشاورات مع كبار المسؤولين الروس بشأن البرنامج النووي، كما سلم رسالة خطية من المرشد الإيراني علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأجرت إيران والولايات المتحدة في 12 و19 أبريل، جولتي تفاوض في عمان وروما بشأن البرنامج النووي، بوساطة عمانية، وأعلن عراقجي السبت، أن الاتفاق مع واشنطن على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل.
ووصفت إيران وسلطنة عمان المحادثات بـ"البناءة"، وأعلن وزير الخارجية الإيراني إجراء محادثات فنية على مستوى الخبراء بدءاً من الأربعاء، قبيل الاجتماع الثالث المرتقب السبت المقبل.
مشاورات ثلاثية مع روسيا والصين
وكان عراقجي قد أشار في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، إلى عقد اجتماعات ثلاثية بين إيران والصين وروسيا بشأن البرنامج النووية الإيراني في الأشهر الأخيرة، وأعلن استعداد طهران لـ"توسيع المواضيع المدرجة على جدول أعمال هذه المحادثات الثلاثية"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا".
واعتبر أن "التعاون بين إيران والصين وروسيا ضرورة في الوضع العالمي الحالي".
وأضاف: "نجري محادثات ثلاثية بين إيران وروسيا والصين بشأن القضية النووية الإيرانية منذ بعض الوقت، وعقدنا عدة اجتماعات. نحن مستعدون لمواصلة هذه المناقشات".
وتابع عراقجي: "نحن مستعدون لتوسيع هذه المحادثات لتشمل مواضيع أخرى".
المحادثات تهدف لتخفيف التوتر
والأحد، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، إن المفاوضات الإيرانية-الأميركية "إيجابية حتى الآن وتهدف إلى تخفيف التوتر"، فيما أعربت عن ترحيب طهران بأي "مبادرة عملية" لرفع العقوبات، وضمان حقوق الشعب.
وأضافت مهاجراني في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن هذه المفاوضات ستتم في إطار مهام وواجبات وزارة الخارجية، وأن الحكومة لن تحيد عن المسار الرئيسي لإدارة البلاد.
ورداً على سؤال بشأن توقعات الحكومة بشأن المفاوضات، قالت مهاجراني إنه "وفقاً لوزارة الخارجية الإيرانية فإن عملية المفاوضات كانت إيجابية حتى الآن، ولكن كما قال المرشد علي خامنئي لسنا متفائلين ولا متشائمين بشأن المفاوضات".
وفي ختام حديثها، أكدت على النهج المبدئي للحكومة في السياسة الخارجية، قائلة: "مع استمرارنا في مسار المفاوضات، سنرحب بأي مبادرة عملية تهدف إلى رفع العقوبات وضمان حقوق الشعب الإيراني".
لا وقف لتخصيب اليورانيوم
وفي السياق، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) إبراهيم رضائي، إن طهران لن توقف تخصيب اليورانيوم، ومن السابق لأوانه القول ما إذا كانت المفاوضات مع الولايات المتحدة ستنتهي باتفاق أم لا، وفق ما أوردت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء.
ونقلت الوكالة الإيرانية عن رضائي قوله: "كانت الأجواء العامة التي سادت الجولة الثانية من المفاوضات إيجابية، وقد تقدمت المفاوضات إلى الأمام".
وأضاف رضائي، أن "الاتفاق على أن المحادثات الفنية ستبدأ قريباً يشير إلى أن المفاوضين لم يتوقفوا وأنهم على طريق التقدم".
واعتبر أنه "من المبكر جداً إجراء تقييم نهائي للمفاوضات وما إذا كانت ستؤدي إلى اتفاق، ولا تزال لدينا شكوك جدية بشأن أفكار ونوايا الأميركيين واستعدادهم للتوصل إلى اتفاق"، مضيفاً: "يجب أن ننتظر حتى تتقدم المفاوضات المقبلة في مسقط والمناقشات الفنية حتى نتمكن من إجراء تقييم أكثر دقة في ذلك الوقت".