دبي/موسكو/كييف-رويترزالشرق
دعا الكرملين السلطات الأوكرانية إلى "إزالة العقبات القانونية" من أجل إجراء محادثات ثنائية بين البلدين، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انفتاحه على "محادثات ثنائية" مع كييف، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه مستعد لهذه المحادثات بشرط سريان وقف النار.
وبينما يستعد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف لزيارة موسكو هذا الأسبوع، تواجه أوكرانيا وروسيا ضغوطات من واشنطن لإنهاء الحرب، التي دخلت عامها الرابع، إذ هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانسحاب من جهود الوساطة إذا لم يتم تحقيق تقدم في المفاوضات.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، إن بوتين مستعد لدراسة مقترح زيلينسكي لوقف الهجمات على البنية التحتية المدنية، مشدداً على ضرورة "مناقشته عبر الاتصالات الثنائية مع كييف"، وسط ترحيب أميركي بهذه الخطوة بوصفها "إشارة جيدة جداً".
واعتبر بيسكوف أن كييف بحاجة إلى "إزالة العقبات القانونية لمثل هذه الاتصالات" للسماح بالمحادثات. ولم يوضح المزيد، لكن موسكو تشكو بانتظام من مرسوم وقّعه زيلينسكي يحظر المفاوضات مع بوتين.
ووصف بيسكوف، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الروسية، الموضوع بـ"المعقد"، مشيراً إلى أن بوتين "مستعد لمناقشته"، لكن "موسكو لم تتلق رداً من كييف خلال الـ24 ساعة الماضية على اقتراح الرئيس الروسي بإجراء اتصالات بشأن هذه الفكرة".
وشدّد بيسكوف على أن بوتين "يؤكد مراراً انفتاحه على التواصل مع الجانب الأوكراني، وهذا مقترح آخر من جانبه"، مضيفاً، أن "مقترح وقف الهجمات على الأهداف المدنية يجب مناقشته عبر الاتصالات الثنائية، قاصداً أوكرانيا".
ورداً على سؤال بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاقات بشأن التسوية في أوكرانيا، أجاب بيسكوف: "العمل جار بالفعل".
"لا عقبات من أوكرانيا"
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف، الثلاثاء، إن أوكرانيا ستكون مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا "بأي شكل من الأشكال"، بمجرد "سريان وقف إطلاق النار"، لكنه اعتبر أن "من المستحيل الاتفاق على جميع شروط السلام بسرعة".
وفي وقت سابق، نفى زيلينسكي وضع "عقبات" أمام روسيا، وقال إنه ""لا توجد، ولن تكون هناك أي عقبات في الجانب الأوكراني".
وكتب زيلينسكي على منصة "إكس": "اقتراحنا بوقف الضربات على البنية التحتية المدنية لا يزال مطروحاً على الطاولة أيضاً، المطلوب هو استعداد حقيقي من روسيا للمشاركة في هذا الحوار".
واقترح بوتين، الاثنين، إجراء "محادثات ثنائية" مع كييف لأول مرة منذ الأيام الأولى للحرب، فيما قال نظيره الأوكراني إن كييف تتطلع إلى مناقشة وقف الهجمات على الأهداف المدنية.
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور، إن أوكرانيا مستعدة لأي شكل من أشكال المناقشة من أجل إنهاء الهجمات على المنشآت المدنية.
وتابع: "تصر أوكرانيا على اقتراحها بعدم ضرب الأهداف المدنية على الأقل. ونتوقع رداً واضحاً من موسكو... نحن مستعدون لأي حوار حول كيفية تحقيق ذلك".
مقترح ترمب
وبشأن مقترح ترمب للوصول إلى تسوية، والذي يتضمن نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، قال بيسكوف، إن "الكرملين يجهل محتوى خطة الرئيس الأميركي.. وحتى لو كنا على علم، فلن يُعلن أحد عن ذلك"، بحسب ما نقلته وكالة "تاس" الروسية.
وأشار إلى أن روسيا "مستمرة في التواصل مع الولايات المتحدة عبر القنوات المتاحة.. ولسنا مستعدين للضغط على أي شيء من أجل الوفاء بمواعيد نهائية صارمة".
ولم يحدد بيسكوف العلاقة بين الأمرين، فيما يتهم كل طرف الآخر بانتهاك هدنة عيد الفصح لعدد لا يُحصى من المرات، وبعدم الالتزام بوقف جزئي لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة، الشهر الماضي، يتعلق بمهاجمة أهداف للطاقة، مثل شبكات الكهرباء ومصافي النفط.
وأشار بيسكوف إلى أن بوتين "شرح مدى تعقيد هذا الموضوع أمس (الاثنين) حين أجاب على أسئلة الصحافيين. أي أنه إذا تحدثنا عن منشآت البنية التحتية المدنية، فعلينا التمييز بوضوح بين الحالات التي يمكن أن تعتبر فيها هذه المنشآت هدفاً عسكرياً، والحالات التي لا يمكن أن تكون كذلك فيها".
ونقل عن بوتين قوله، إن "منشأة مدنية قد تصبح هدفاً عسكرياً إذا اجتمع فيها مقاتلون أعداء". وأضاف بيسكوف: "لذلك، هناك تفاصيل دقيقة هنا من المنطقي مناقشتها".
ترحيب أميركي بتصريحات بوتين
من جهتها، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس استعداد روسيا للمفاوضات مع كييف، بأنه "إشارة جيدة جداً".
وقالت بروس في تصريحات لشبكة FOX BUSINESS، إن "هذه إشارة جيدة جداً بأن بوتين يقول إنه منفتح على هذا، لكن كلنا نعلم .. بأن أفعالهم هي التي نراقبها، وما الذي يفعلونه".
وقال يوري أوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية في الكرملين، الثلاثاء، إن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سيزور موسكو هذا الأسبوع، وفقاً لما نقلته وكالة إنترفاكس.
في غضون ذلك، أعلن زيلينسكي، إرسال وفد إلى لندن للقاء مسؤولين من الولايات المتحدة وأوروبا، الأربعاء، مشيراً إلى أن "المحادثات التي ستجري في لندن لها مهمة أساسية، وهي الضغط من أجل وقف إطلاق نار غير مشروط. يجب أن تكون هذه نقطة البداية".
ومحادثات لندن هي امتداد لاجتماع عقد في باريس الأسبوع الماضي، ناقشت فيه الولايات المتحدة والدول الأوروبية سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
تصنيفات
