بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إسرائيل للسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة

غارات مكثفة على غزة تستهدف المنظومة الصحية والمعدات الهندسية

time reading iconدقائق القراءة - 6
برلين/ غزة/ دبي-الشرقرويترز

دعا وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك، الأربعاء، إسرائيل إلى السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق التزاماً بالقانون الدولي.

وقال الوزراء: "يجب ألا تُستخدم المساعدات الإنسانية مطلقاً كأداة سياسية، ويجب ألّا تقلَص مساحة الأراضي الفلسطينية أو يتم إخضاعها لأي تغيير ديموغرافي".

وحثّ الوزراء أيضاً جميع الأطراف على العودة إلى وقف إطلاق النار، وطالبوا حركة حماس بالإفراج الفوري عن المحتجزين المتبقين لديها.

وشنّ الجيش الإسرائيلي، على مدار يومين، واحدة من أكبر الغارات على قطاع غزة منذ أسابيع، ما أودى بحياة عدد من الفلسطينيين، كما دمر عشرات الجرافات والمركبات التي تُستخدم لرفع الأنقاض والمساعدة في انتشال الجثث المحاصرة من تحت الركام.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إن قصفاً إسرائيلياً على مناطق متفرقة من قطاع غزة قتل 19 شخصاً على الأقل، منذ فجر الأربعاء.

وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لـ"الشرق"، الأربعاء، أن قصفاً إسرائيلياً على مبنى بمدرسة يافا في حي التفاح بمدينة غزة، قتل 11 شخصاً وأصاب 17 آخرين بينهم عدد من الأطفال والنساء، وجرى نقلهم لمستشفى الشفاء في غزة.

وذكر أن المدرسة التي تعرضت للقصف كانت تؤوي آلاف النازحين، مشيراً إلى أن القصف أدّى إلى حريق هائل في المبنى، حيث جرى انتشال عدد من الجثامين "متفحمة".

وقال "بصل"، إن الغارات الإسرائيلية قتلت 4 أشخاص إثر استهداف منزل في حي التفاح، كما قتلت طفلاً في قصف على منزل بجباليا شمالي قطاع غزة، وأودت بحياة شخص بعد استهداف منزل في خان يونس.

ولفت إلى أن الدفاع المدني تلقى نداءات استغاثة بوجود عدد من المفقودين تحت الأنقاض في مناطق عديدة بالقطاع، مشيراً إلى أنه "لا يوجد لدى الدفاع المدني أي أدوات ولا معدات للإنقاذ وانتشال الضحايا".

وقال إن الجيش الاسرائيلي يواصل "المجازر الجماعية" بحق المدنيين، إذ نفذ غارات في مناطق مختلفة في قطاع غزة إضافة إلى القصف المدفعي المتواصل باتجاه مناطق الزيتون والشجاعية في مدينة غزة، وبلدات شرق خان يونس ورفح في جنوبي القطاع.

انهيار المنظومة الصحية

فيما أصدر مسؤولون في قطاع الصحة تحذيراً جديداً بأن منظومة الرعاية الصحية، تواجه انهياراً تاماً، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على جميع الإمدادات.

ووفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام، قصفت الطائرات الإسرائيلية، فجر الأربعاء، ألواح الطاقة الشمسية على سطح مستشفى الدرة للأطفال شرقي مدينة غزة.

واستنكرت وزارة الصحة الفلسطينية استهداف "الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى الدرة للأطفال"، مؤكدة أن القصف ألحق أضراراً كبيرة بقسم العناية المركزة ومنظومة الطاقة البديلة داخل المستشفى.

وتمنع إسرائيل وصول أي إمدادات إلى غزة منذ بداية مارس الماضي، واستأنفت عملياتها العسكرية في 18من الشهر الماضي بعد انهيار وقف إطلاق النار.

وقالت السلطات الصحية في غزة إنه "منذ ذلك الحين قتلت الغارات الإسرائيلية أكثر من 1600 فلسطيني، وأجبرت مئات الآلاف على ترك منازلهم مع سيطرة إسرائيل على ما تسميه منطقة عازلة من أراضي غزة".

وصارت جميع المباني تقريباً في غزة غير صالحة للسكن، بعد حملة القصف الإسرائيلية المستمرة منذ 18 شهراً.

ويعيش معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة الآن في العراء مستظلين بخيام مؤقتة، ومنذ فرض الحصار الشامل الشهر الماضي، أُغلقت جميع المخابز التي كانت تعمل بدعم من الأمم المتحدة وعددها 25.

 تعميق معاناة الفلسطينيين

وقال مسؤولون وسكان إن "الغارات الجوية دمرت جرافات ومركبات تُستخدم لرفع الأنقاض والمساعدة في انتشال الجثث المحاصرة".

وذكرت حماس أن "المركبات المدمرة من بينها تسع تلقتها من مصر"، مضيفة أن "التحرك يهدف إلى تعميق معاناة شعبنا في قطاع غزة".

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف 40 مركبة هندسية، مدعياً أنها استُخدمت في أفعال هجومية، معتبراً أن المركبات تعد عنصراً رئيسياً في قدرة حماس على تنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة خليل الدقران: "إذا لم تتوفر التطعيمات فنحن بصدد كارثة حقيقية، لا يجوز استخدام الأطفال والمرضى كأوراق ابتزاز سياسي"، معتبراً أن 60 ألف طفل تظهر عليهم الآن أعراض سوء التغذية".

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، تعليق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي تدعمها الأمم المتحدة، ما يعرض القطاع لخطر عودة ظهور المرض، الذي كاد أن يُقضى عليه تماماً، وكانت الحملة "تستهدف أكثر من 600 ألف طفل".

وفي السياق، كتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة "إكس" زاعماً أن "إسرائيل تتصرف وفقاً للقانون الدولي تماماً"، وذلك رداً على السيناتور الأميركي بيرني ساندرز الذي وصف الحصار الإسرائيلي الشامل على غزة منذ مارس، بأنه "جريمة حرب".

"عقاب جماعي لسكان غزة"

واعتبر كاتس في تغريدته أن "الأوضاع الإنسانية في غزة تخضع للمراقبة المستمرة، وقد وصلت كميات كبيرة من المساعدات، وكلما دعت الحاجة للسماح بدخول مساعدات إضافية، يجب التأكد من عدم مرورها عبر حماس، التي تستغل المساعدات الإنسانية للحفاظ على سيطرتها على السكان وتحقيق الربح على حسابهم".

من جانبه، وصف فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الحصار بأنه "عقاب جماعي لسكان غزة".

وقال لازاريني، الثلاثاء، في منشور على منصة "إكس": "تُستخدم المساعدات الإنسانية ورقة للمساومة وسلاحاً في الحرب، و يجب رفع الحصار وتدفق الإمدادات وإطلاق سراح المحتجزين واستئناف وقف إطلاق النار".

تصنيفات

قصص قد تهمك