لبحث مقترحات ترمب.. لندن تستضيف محادثات سلام بشأن أوكرانيا

"التخلي عن القرم" أبرز الملفات.. وواشنطن تضغط بورقة "إنهاء الوساطة"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يسار) ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يمين) يستعدون لعقد اجتماع في لندن. 2 مارس 2025 - REUTERS
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يسار) ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يمين) يستعدون لعقد اجتماع في لندن. 2 مارس 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

تستعد العاصمة البريطانية لندن، الأربعاء، لاستضافة اجتماع يضم ممثلين عن أوكرانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة من أجل إيجاد طريقة لإنهاء الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا منذ 3 سنوات، وسط ضغوط أميركية متصاعدة لتسوية الوضع بأقرب وقت.

وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن الاجتماع سيبحث مقترحات أميركية عدة لإنهاء الحرب منها "الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم" و"تجميد خطوط الجبهة الحالية كجزء من اتفاق سلام".

وذكرت الصحيفة، أن حلفاء أوكرانيا يأملون في الحصول على "ضمانات أمنية"، و"برامج لإعادة إعمار أوكرانيا" مقابل أي تنازلات من جانب كييف.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن الوفد الأوكراني الذي سيجتمع مع مسؤولين من الدول الغربية في لندن "سيكون مفوضاً بمناقشة وقف إطلاق النار سواء كامل أو جزئي".

ومع ذلك، ذكر زيلينسكي للصحافيين، الثلاثاء، أن أوكرانيا لن تعترف بالقرم كجزء من روسيا، مشيراً إلى أن القيام بذلك سيكون انتهاكاً لدستور البلاد.

عرض نهائي

وعرضت الولايات المتحدة الخطوط العريضة لمقترحاتها على أوكرانيا خلال محادثات في باريس، الأسبوع الماضي، حيث فسّر الأوكرانيون ذلك على أنه "العرض النهائي" من واشنطن قبل أن تقرر التخلي عن عملية السلام، وفقاً لشخصين مطلعين على الأمر.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في ذلك الوقت أنه إذا لم يتم إحراز تقدم قريباً، فمن المرجح أن "يمضي الرئيس دونالد ترمب قدماً". وفي إشارة محتملة إلى إحباط الإدارة من المحادثات، قرر روبيو عدم السفر إلى لندن لحضور المحادثات، الثلاثاء، وذلك قبل ساعات فقط من موعد مغادرته المتوقع.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس: "الوزير روبيو رجل مشغول". وأضافت: "رغم أن الاجتماعات في لندن لا تزال قائمة، إلا أنه لن يحضر، وهذا لا يعني شيئاً بشأن الاجتماعات، بل يتعلق فقط بمشكلات لوجستية في جدول أعماله".

كما أن المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، لن يحضر الاجتماعات أيضاً، لكنه سيسافر إلى روسيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمواصلة العمل على خطة السلام.

وسيكون المسؤول الأميركي الأعلى تمثيلاً هو المبعوث الرئاسي إلى أوكرانيا كيث كيلوج. وتخطط أوكرانيا لإرسال مسؤولين على مستوى أعلى، منهم وزير الخارجية أندريه سيبيها، ورئيس مكتب الرئيس أندريه يرماك.

مقترحات أميركية

ونفى الكرملين، الثلاثاء، صحة تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية قال إن بوتين قدماً مقترحاً للولايات المتحدة يتضمن وقفاً للحرب في أوكرانيا وذلك على طول خط المواجهة الحالي كجزء من جهود التوصل إلى اتفاق سلام مع ترمب.

وأضافت مصادر الصحيفة، أن بوتين أعرب خلال اجتماعه، في وقت سابق خلال الشهر الجاري، مع ويتكوف، في سانت بطرسبرج، عن استعداد موسكو لـ"التخلي عن مطالبها بالسيادة على مساحات في 4 مناطق أوكرانية محتلة جزئياً لا تزال تحت سيطرة كييف"، في إشارة إلى مناطق لوجانسك ودونيتسك وزابوروجيا وخيرسون.

وذكرت المصادر، أن الولايات المتحدة طرحت مؤخراً أفكاراً لتسوية محتملة تتضمن "اعترافاً بملكية روسيا لشبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى الاعتراف بسيطرة الكرملين الفعلية على الأجزاء التي يسيطر عليها حالياً من المناطق الأوكرانية الأربع".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن "هناك عمل مكثف جارٍ، ونحن نتحدث إلى الأميركيين، والعمل صعب، ويستغرق وقتاً طويلاً، لذا من الصعب توقع نتائج فورية، ولا يمكن إنجازه أمام العلن".

واعتبرت الصحيفة، أن هذ المقترح "أول إشارة رسمية" من بوتين منذ بدء الحرب قبل 3 سنوات إلى أن روسيا قد تتراجع عن مطالبها القصوى لإنهاء غزو أوكرانيا، لكن مسؤولين أوروبيين مطلعين على جهود واشنطن لإنهاء الحرب حذروا من أن "بوتين قد يستخدم هذا التنازل الواضح كطُعم لإغراء ترمب بقبول بقية مطالب روسيا، وفرضها على أوكرانيا كأمر واقع". 

محادثات مباشرة.. بشرط

وقال زيلينسكي، الثلاثاء، إنه "لم يتسلم أي مقترح رسمي من ترمب يوضح خطوات محددة لإنهاء الحرب"، لكنه أعرب عن استعداده لـ"إجراء محادثات مباشرة مع بوتين بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق نار".

وأضاف زيلينسكي: "هناك إشارات، وأفكار، ونقاشات، لكنها ليست مقترحاً رسمياً، وإذا جاء مقترح رسمي، فسنرد عليه".

 وأعرب مسؤولون أوكرانيون رفيعو المستوى لـ"فايننشال تايمز"، عن انفتاحهم على بعض الأفكار التي طرحتها إدارة ترمب، دون تحديد أي منها بالتحديد.

وتتضمن المقترحات الأميركية التي طُرحت خلال اجتماع باريس، نشر قوة حفظ سلام أوروبية داخل أوكرانيا، بالإضافة إلى قوة عسكرية لا تتبع لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مهمتها المساعدة في مراقبة وقف إطلاق النار على طول منطقة منزوعة السلاح تمتد على كامل خط المواجهة الذي يزيد طوله عن ألف كيلومتر.

ووفقاً لـ"واشنطن بوست"، تضمنت المقترحات كذلك رفع العقوبات عن روسيا مستقبلاً ضمن اتفاق نهائي، مقابل إنهاء موسكو للعمليات القتالية في أوكرانيا. ومن المقرر أن تعمل هذه القوة بشكل مشترك مع القوات الأوكرانية والروسية لمراقبة وقف إطلاق النار على جانبي ما يُعرف بـ"خط التماس".

وذكرت الصحيفة، أنه بموجب الاتفاق المحتمل، ستتعهد أوكرانيا بـ"عدم استعادة السيطرة على الأراضي التي احتلتها روسيا بالقوة"، بينما "ستوافق موسكو على وقف التقدم البطيء لجيشها".

شبه جزيرة القرم

وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان ترمب قد طلب من أوكرانيا الاعتراف رسمياً بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، لكن زيلينسكي قال، إن "أوكرانيا لن تعترف بسيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم في إطار أي اتفاق، لأن مثل هذه الخطوة تتعارض مع الدستور الأوكراني".

كما رفضت روسيا بعض المقترحات الأميركية منها الوجود العسكري لدول حلف "الناتو" في أوكرانيا، بحسب "فايننشال تايمز".

وقالت مصادر مطلعة، إن "بوتين قد يكون مستعداً للتنازل عن مطلبه السابق بالسيطرة الكاملة على المناطق الأوكرانية الأربع الواقعة على خط المواجهة وهي دونيتسك، ولوجانسك، وخيرسون، وزابوروجيا، في حال قدمت الولايات المتحدة تنازلات جيوسياسية أوسع نطاقاً لموسكو، مثل الاعتراف بسيطرتها على شبه جزيرة القرم، ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى (الناتو)".

ونقلت "واشنطن بوست" عن مستشار لزيلينسكي قوله إن "المقترحات الأميركية تتضمن بعض الأفكار التي توافق عليها كييف، وأخرى ترفضها"، فيما وصف مسؤول غربي الضغط المفروض حالياً على أوكرانيا بـ"المذهل".

تصنيفات

قصص قد تهمك