بيان قمة بغداد الختامي يؤكد على تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني في بغداد - 27 يونيو 2021 - REUTERS
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني في بغداد - 27 يونيو 2021 - REUTERS
دبي- الشرق

اختتمت أعمال القمة الثلاثية التي عُقدت في بغداد، الأحد، وجمعت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، بالتأكيد على تعزيز وتكامل الجهود المشتركة بين البلدان الثلاثة في المجالات كافة، عبر البناء على ما تم الاتفاق عليه من مخرجات في القمم السابقة.

وجاء في البيان الختامي للقمة، الصادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، أن الرئيس المصري وملك الأردن أشادا بالجهود الدبلوماسية المتوازنة التي بذلتها الحكومة العراقية على صعيد تدعيم الأمن والاستقرار الإقليمي، ومحاولاتها تقريب وجهات النظر، لحل الخلافات وإنهاء الأزمات التي تعاني منها المنطقة.

وأشار إلى أن قادة الأردن ومصر، أشادوا بـ"إجراءات وخطوات الحكومة العراقية نحو تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتطبيق برنامجها الحكومي، والتي ساهمت بشكل فعّال في التغلب على الأزمة المالية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط وتداعيات تفشي وباء كورونا"، وكذلك دعم استعدادات الحكومة العراقية في التهيئة للانتخابات البرلمانية المقبلة. 

دعم مصر والسودان

ولفت البيان إلى دعم قادة العراق والأردن، مواقف مصر والسودان في قضية سد النهضة، وأكدوا على ضرورة الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية، بما في ذلك الاستمرار في ملء سد النهضة، من دون التوصل لاتفاق عادل وشامل وملزم قانوناً حول قواعد ملء وتشغيل السد، وبما يحقق مصالح الدول الثلاث، ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان.

حق الشعب الفلسطيني

وأكد القادة ضرورة تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ونيل مطالبه المشروعة للحصول على دولته المستقلة.

وشدد قادة القمة الثلاثية، على أن حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، مؤكدين ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات التي تقوّض فرص تحقيق السلام العادل، بما فيها تلك التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وأكدوا على أهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية والإسلامية والمسيحية.

وثمّن قادة العراق والأردن الدور المصري في إنهاء جولة التصعيد الأخيرة في غزة، ورحبوا بالإعلان المصري عن مبادرة إعادة إعمار غزة، وكذلك بالدور المصري الفاعل في المصالحة الفلسطينية باعتبارها مسألة لا غنى عنها في سبيل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

حل سياسي في سوريا

واستعرض القادة المستجدات الإقليمية والدولية الراهنة، وجهود التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في المنطقة، وخصوصاً في سوريا، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمرجعيات المعتمدة.

وفي هذا السياق، قرر القادة ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بناءً على قرار مجلس الأمن 2245، على أن يحفظ أمن واستقرار سوريا وتماسكها، ويتيح الظروف المناسبة للعودة الطوعية للاجئين.

وفي الشأن الليبي، رحب القادة بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة المؤقتة وبالتقدم المحرز، وأكدوا على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وبما يسهم في استعادة سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها.

واستعرض القادة المستجدات وجهود التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في اليمن، وفق المرجعيات المعتمدة، ودعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي يحقق الأمن والاستقرار بهذا البلد الشقيق.

وأكد القادة على التمسك بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والسعي لتحقيق المصالح المشتركة.

التعاون المشترك

وحول التعاون المشترك بين الدول الثلاث، أكد القادة على ضرورة اعتماد أفضل السبل والآليات لترجمة العلاقات الاستراتيجية بين البلدان الثلاثة على أرض الواقع، وخاصة الاقتصادية والحيوية، والسعي لتكامل الموارد وتوفير جميع التسهيلات الممكنة لزيادة حجم التبادل التجاري بينها، وتعزيز الجهود في المجالات الصحية والصناعية والدوائية.

وأعرب القادة عن أهمية التنسيق الأمني والاستخباري بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، وتبادل الخبرات في مجال الأدّلة الجنائية ومكافحة الجريمة الإلكترونية والتسلل، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب.

وأكد قادة العراق ومصر والأردن على ضرورة السير بالإجراءات اللازمة للبدء بتنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية العراقية - الأردنية المشتركة، واستكمال المتطلبات اللازمة لذلك، وإعطاء الأولوية للشركات من الدول الثلاث للمشاركة بعطاءات إنشائها.

مشروع الربط الكهربائي

واتفق القادة على ضرورة تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث، وربط شبكات نقل الغاز بين العراق ومصر عبر الأردن، وإتاحة منفذ لتصدير النفط العراقي عبر الأردن ومصر، من خلال المضي باستكمال خط الغاز العربي، وإنشاء خط نقل النفط الخام "البصرة - العقبة".

كما أكدوا على التعاون في مختلف مجالات مشروعات الطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة والبتروكيمياويات وبناء القدرات وتبادل الخبرات، والعمل على تهيئة مناخ الاستثمار لدعم شركات القطاع الخاص لتنفيذ المشروعات في الدول الثلاث.

وقال البيان الختامي إن قادة الدول الثلاث اتفقوا على ضرورة التعاون في المجال الزراعي والأمن الغذائي من خلال استكمال مشروع إنشاء شركة إقليمية لتسويق المنتجات الزراعية وتوقيع بروتوكول التعاون في المجالات الزراعية.

وأوضح القادة أهمية تشجيع الاستثمار في قطاع الإسكان والطرق والجسور ومشاريع البنى التحتية في الدول الثلاث، وبناء شراكات بين أصحاب الأعمال والمستثمرين وشركات المقاولات والاستشارات الهندسية للمساهمة في البناء والتشييد وتقديم التسهيلات اللازمة لتعزيز تبادل المنتوجات والمواد الداخلة في قطاع الإنشاءات.

تفعيل حركة النقل

وفي ضوء انحسار وباء فيروس كورونا المستجد، شدد القادة على أهمية استمرار الجهود المشتركة للبلدان الثلاثة في إعادة تفعيل حركة النقل والشحن عبر ميناء نويبع/ العقبة حتى معبر الكرامة/ طريبيل.

ووجّه القادة، في إطار سعيهم لتعزيز ورفع مستويات التعاون الاقتصادي بين البلدان الثلاثة، بعقد ملتقى أعمال على هامش أول اجتماع قادم لوزراء الصناعة والتجارة في الدول الثلاث، وذلك بعد تعذر عقده خلال العام الماضي بسبب ظروف جائحة كورونا.

واتفق القادة على التعاون في مجال النقل من خلال ما تم الاتفاق عليه مسبقاً حول نقل المسافرين بين الدول الثلاث بتذكرة شاملة موحدة، وتسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول فيما بينهم. كما اتفقوا على توأمة الأكاديميات البحرية بين الدول الثلاث.