
عبّر ناجون من استهداف مسجدين في نيوزيلندا العام الماضي، اليوم الثلاثاء، أمام محكمة كرايست تشيرش عن غضبهم بوجه الأسترالي برينتون تارانت، ووصفوه بـ"الإرهابي" الذي يستحق الموت و"ألا يرى نور الشمس مرة أخرى".
وللمرة الأولى يواجه الناجون الذين غمرهم الحزن واعتراهم الغضب، الأسترالي برينتون البالغ من العمر 29 عاماً، والذي بدا "غير متأثر"، على الرغم من أنه قد يصبح أول شخص في نيوزيلندا يواجه حكم السجن مدى الحياة دون منحه إمكانية الإفراج المشروط، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
بدوره، أوضح ميرويس وزيري، أحد الشهود لقاضي المحكمة كاميرون ماندر "لم أر ندماً ولا خجلاً في عيني الإرهابي الذي لم يتب، لذلك قررت ألا أدلي بشهادتي بشأن عواقب عملية القتل بل أن أظهر له الألم الذي تحملته". ووسط تصفيق الشهود قال وزيري "الآن، أنت إرهابي ونحن كمسلمين لسنا إرهابيين".
تصرف جبان
وعبّر زهير درويش الذي قُتل شقيقه أثناء الهجوم عن غضبه أمام الأسترالي برينتون قائلاً "أنت تتصرف كجبان وأنت جبان، وها أنت الآن ستموت وحدك مثل فيروس يتجنبه الجميع".
وأضاف زهير "إن العقاب العادل هو إنزال عقوبة الإعدام، أعلم أن القانون النيوزيلندي قد ألغاها، لكنه للأسف ليس من البشر، ولا يستحق أن يحاكم كإنسان".
وناشد زهير القاضي كاميرون بقوله "أريدك ألا تدع هذا الرجل يرى نور الشمس أبداً"، مضيفاً أنه "يجب أن يمكث في السجن إلى الأبد"، وطالب شاهد آخر تم شطب اسمه من قبل المحكمة بالحكم على القاتل "بأقسى عقوبة ممكنة".
وفي السياق ذاته عبّرت أمبرين نعيم التي فقدت زوجها نعيم رشيد وابنها طلحة خلال المذبحة عن حزنها، وكشفت أنه منذ "وفاة زوجها وابنها، لم تهنأ بنوم سليم وطبيعي"، مشيرة إلى أن ذلك يشكل لها "ضرراً لا يمكن إصلاحه، ولهذا السبب يجب أن تكون عقوبته أبدية".
ويعد نعيم رشيد، أحد أبطال الحادث، حيث ساعد تصديه للمهاجم في إنقاذ أرواح عدة قبل أن يقتل في مسجد النور وسط كرايست تشيرش.
الشيطان برينتون
وأشارت نوريني ميلن إلى الأسترالي الذي قتل ابنها سياد قائلة "أنت ميت بالفعل بالنسبة لي، أياً كانت عقوبتك، لن تكون أبداً كافية".
وتابعت نوريني "نعم، أنت شيطان لأنك دخل بيت الله محملاً بنوايا سيئة لقتل الأبرياء، لقد قتلت أحلام أصدقائي وعائلتي بعملك الجبان".
في حديثها لبرينتون قالت ميسون سلامة والدة عطا عليان المتوفى في الهجوم، "يصعب عليّ فهم الاعتداء الذي قمت به، ولا يمكنني أن أغفر لك".
وأضافت سلامة "منحت نفسك سلطة أخذ أرواح 51 شخصاً بريئاً، جريمتهم الوحيدة في نظرك هي أنهم مسلمون". وشددت سلامة على أن المهاجم الأسترالي لم ينجح في تحقيق المهمة التي أوكلها لنفسه وهي تقويض الجالية المسلمة الصغيرة في نيوزيلندا.
وأشار تمل عطا تشوكوغو التركي الأصل، والذي تظاهر بالموت بعدما تعرّض لتسع طلقات نارية في مسجد النور، إلى أنه "يستمد الأمل من الدعم الذي أظهره المجتمع في نيوزيلندا المسالم للمسلمين بعد الهجوم".
واكتفى تارانت الذي لم يرجف له جفن بمداعبة ذقنه عندما وصفه الشهود بأنه "شيطان وسفاح حاقد".
ويذكر أن الأسترالي قد أدين بارتكاب 51 جريمة قتل و40 محاولة قتل، ضحايا مذبحة مارس 2019 في مسجدين في كرايست تشيرش.
وأقر برينتون بفعلته في مارس الماضي، معلناً أنه أراد زرع الخوف بين أولئك الذين وصفهم بـ "الغزاة" في إشارة إلى الجالية المسلمة في نيوزيلندا.
واستدعت المحكمة النيوزيلندية 66 شخصاً للإدلاء بشهاداتهم حول عواقب هذه المذبحة على حياتهم، ابتداء من أمس الاثنين وعلى مدى 4 أيام. ومن المقرر أن يصدر رئيس محكمة العدل العليا في كرايست تشيرش الحكم يوم الخميس.