
ذكر مصدر قضائي، أن 5 أشخاص آخرين أوقفوا ليل الجمعة - السبت بعد مقتل مدرّس بقطع الرأس قرب معهد في الضاحية الغربية لباريس، ما يرفع العدد الإجمالي للموقوفين في إطار هذا الاعتداء إلى 9 أشخاص.
وأوضح المصدر القضائي أن بين الموقوفين الخمسة الأخيرين والدي تلميذ في مدرسة "كونفلان سانت أونورين" حيث كان يعمل المدرّس، وأشخاص في المحيط غير العائلي للمهاجم، موضحاً أنه شاب في الثامنة عشرة من العمر من أصل شيشاني ومولود في موسكو.
وحصل خلاف بين هؤلاء الأشخاص والمدرّس، بعدما عرض صوراً للنبي محمد خلال إحدى الحصص. كما تم إلقاء القبض على 3 أشخاص لا ينتمون إلى أسرة المهاجم.
منفذ هجوم باريس طلب من التلاميذ إرشاده لضحيته
وقال ممثل الادعاء الفرنسي المختص بمكافحة الإرهاب فرانسوا ريكارد السبت، إن الشاب الذي قطع رأس المدرس، تحدث إلى تلاميذه في الشارع، وطلب منهم أن يشيروا له نحو ضحيته.
وأضاف ريكارد خلال مؤتمر صحفي أن المهاجم المولود في روسيا، نشر صورة لجسد المدرس على تويتر بعدما قطع رأسه، وأرفقها برسالة يقر فيها بقتله.
وقال المتحدث باسم السفارة الروسية في باريس سيرجي بارينوف، لوكالة "تاس" الروسية، إن "شاباً شيشانياً يبلغ من العمر 18 عاماً، متهم بقطع رأس مدرس بالقرب من مدرسته في إحدى ضواحي باريس، وكان حصل على حق اللجوء في فرنسا، وليس له صلات بروسيا".
وأكد أن "هذه الجريمة لا علاقة لها بروسيا، لأن هذا الشخص يعيش في فرنسا منذ 12 عاماً".
وكان 4 أشخاص آخرين، بينهم قاصر، ينتمون إلى عائلة المعتدي، أوقفوا في وقت سابق في إفرو (شمال غرب).
وكان للمشتبه به سجل نظيف لدى السلطات ولم يكن معروفاً لديهم.
وكانت الشرطة الفرنسية عثرت، الجمعة، على رجل قُطعت رأسه شمال العاصمة باريس، فيما تم القضاء على المهاجم بمدينة إرانيي، القريبة من مكان الحادث.
ولقي المهاجم حتفه بعد أن حاصرته الشرطة وهو يصرخ "الله أكبر"، لتطلق عليه النار وترديه في الحال. ووفقاً لصحيفة "لوباريزيان"، عُثر إلى جانبه، على سكين وبندقية من طراز "آر سوفت".
ووقع الحادث الجمعة، في حدود الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، بالقرب من إحدى المدارس في المدينة.
ماكرون: عمل إرهابي
وفي أول تعليق له على الحادثة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الهجوم يمثل "عملاً إرهابياً"، مؤكداً أنه سيحمي الفرنسيين من "الإرهابيين والظلاميين".
وجاءت تصريحات ماكرون أمام المدرسة، التي كان يعمل فيها ضحية الهجوم، إثر لقاءه مع مدرسين ومسؤولين في إدارة المؤسسة التعليمية.
وأضاف ماكرون للصحافيين، إن "مواطناً فرنسياً تم اغتياله اليوم فقط، لأنه كان يدرّس التلاميذ حرية التعبير وحرية الاعتقاد"، مضيفاً أن "هذا المواطن تم الهجوم عليه بكل جبن، وذهب ضحية هجوم إرهابي".
وعلى أثر الهجوم، أعلن رئيس الحكومة الفرنسي، جان كاستيكس، انتقاله إلى مكان وقوع الحادث وفق وسائل إعلام محلية، فيما قَطع وزير الداخلية، جيرالد زيارته إلى المغرب لمتابعة التطورات.
ودعت شرطة منطقة "فال دواز" إلى عدم الاقتراب من شارع "بلدية باريس"، وبعض المناطق بشارع "سالينغرو" في مدينة إرانيي.
رسوم كاريكاتورية
ويأتي هذا الاعتداء بعد 3 أسابيع، من هجوم بآلة حادة نفذه شاب باكستاني يبلغ 25 عاماً، أمام المقرّ القديم لـ"شارلي إيبدو"، أسفر عن إصابة شخصين بجروح بالغة.
وقال منفذ الاعتداء للمحققين، إنه قام بذلك رداً على إعادة نشر "شارلي إيبدو" للرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد.
وكانت الصحيفة أعادت نشر الرسوم في الأول من سبتمبر، مع بداية محاكمة شركاء مفترضين لمنفذي الاعتداءات التي تعرضت لها الصحيفة في يناير 2015، وأسفرت عن مصرع 12 شخصاً.
وتظاهر الآلاف في عدة مدن باكستانية احتجاجاً على إعادة نشر الرسوم. كما هدد تنظيم "القاعدة" الصحيفة بهجوم مماثل لذلك الذي حدث عام 2015 بعد إعادة النشر.
ومنذ موجة الاعتداءات التي شهدتها فرنسا عام 2015، وأسفرت عن وفاة 258 شخصاً، سُجلت عدة اعتداءات بالسلاح الأبيض، خاصة في مقر شرطة باريس في أكتوبر 2019، وفي رومان-سور-إيزير في أبريل.