فيضان السودان: استنفار حكومي.. ودروع بشرية لمواجهة الطوفان

time reading iconدقائق القراءة - 5
سودانيون في جزيرة "توتي" بالخرطوم يشكلون دروعاً بشرية للتصدى لمياه الفيضان - Facebook
سودانيون في جزيرة "توتي" بالخرطوم يشكلون دروعاً بشرية للتصدى لمياه الفيضان - Facebook
دبي- حسام بيرم

غمرت مياه الفيضان في السودان جزيرة توتي، إحدى أكبر الجزر النيلية في السودان، أمس الخميس، ما دفع سكان الجزيرة لتكوين دروع بشرية للتصدي لتدفق مياه الفيضان.

أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نداءات لتقديم المساعدات لسكان جزيرة "توتي" التي توجد في منطقة "المقرن" (ملتقى النيل الأزرق والأبيض) في الخرطوم، ويعود تاريخها إلى ما يزيد على 500 عام.

ويعاني سكان المدينة من نقص المواد المستخدمة للتصدي لمياه الفيضان، وفقاً لروايات بعض سكان المنطقة لـ"الشرق" الذين طالبوا بتقديم الإمدادات الحكومية اللازمة لمواجهة تدفق مياه الفيضان.

خسائر كبيرة

وبلغت حصيلة ضحايا السيول والأمطار في السودان 88 حالة وفاة، و44 مصاباً حتى الآن، وتسببت السيول والأمطار في انهيار أكثر من 56 ألف منزل في مختلف ولايات السودان.

استعدادات طبية

من جانبها، أصدرت لجنة أطباء السودان المركزية بياناً طالبت فيه المواطنين بالتعاون مع السلطات الحكومية لإخلاء المنازل الآيلة للسقوط في محيط المناطق المتضررة.

وطالبت اللجنة في بيانها وزارة الصحة السودانية "برفع درجة الاستعداد في المستشفيات لتقديم الدعم الطبي المطلوب للمصابين"، كما وجهت الكوادر الطبية بتعزيز وجودها بالطوارئ في المستشفيات.

تغريدات حمدوك

وعلق رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على آثار الفيضانات والسيول في السودان قائلاً إن "مناسيب النيل وروافده هذا العام حققت أرقاماً غير مسبوقة منذ 1012.. فيضان هذا العام أدى لخسائر مفجعة وموجعة في الأرواح والممتلكات".

وأضاف حمدوك "أوجه باستمرار التنسيق الفعّال بين كُلّ مؤسسات وأجهزة الدولة وعلى رأسها المجلس القومي للدفاع المدني في هذا النفير الوطني الكبير الذي ظلوا يقومون به خلال الفترة الماضية".

منسوب قياسي 

ووصل منسوب نهر النيل في العاصمة السودانية الخرطوم إلى 17.48 مترا ليتجاوز الأرقام القياسية التي سجلها خلال الأعوام المئة الماضية.

وأوضح وزير الري السوداني، ياسر عباس خلال مؤتمر صحافي، أن "الارتفاع القياسي في مناسيب النيل بالعاصمة الخرطوم، يعود لزيادة التنمية العمرانية على ضفتي نهر النيل، ما أدى إلى ضيق مجرى النهر".

وجاء الارتفاع غير المسبوق في مناسيب مياه النيل، نتيجة للأمطار الكثيفة في الهضبة الإثيوبية التي تغذي النيل الأزرق (أحد الروافد الرئيسة لنهر النيل).

ويرتبط الفيضان في السودان بموسم الخريف، الذي يبدأ خلال الفترة من يونيو حتى نهاية سبتمبر من كل عام، ويكون مصحوباً بأمطار استوائية غزيرة وسيول في مناطق متفرقة من البلاد.

وتُسهم السيول والأمطار الكثيفة في ارتفاع مناسيب أنهار السودان الرئيسية (النيل الأزرق، النيل الأبيض، نهر عطبرة)، ما يتسبب في  الفيضانات.

وحذرت وزارة الري السودانية من أن مناسيب النيل ستواصل الارتفاع طيلة الأسبوع المقبل، داعية المواطنين إلى عدم الاقتراب من المناطق المتاخمة لضفاف النيل.

تحركات ميدانية 

وقامت أجهزة الدفاع المدني والطوارئ في ولاية الخرطوم ببناء حواجز ترابية، مستخدمة آليات ضخمة لمواجهة مياه الفيضان المرتقب، وسط مخاوف من انهيار الحواجز الترابية مع الاندفاع الكبير للمياه.

وقدمت حكومة ولاية الخرطوم المواد الغذائية، والمواد اللازمة لمواجهة تداعيات الفيضان على المواطنين في مناطق متفرقة من الولاية، من بينها 30 ألف جوال لاستخدامها كمصدات في مواجهة مياه الفيضان.

ونشطت الحملات الشعبية لمواجهة آثار الفيضانات والسيول في السودان، وعلى رأسها حملة "نفير" الشبابية التي واصلت تحركاتها في مختلف مناطق الولايات لتقديم الدعم للمواطنين.

وقال عضو المكتب الإعلامي للمبادرة، رامي الشيخ، لـ"الشرق" إن الوضع الميداني سيئ جداً، نظراً لحجم الخسائر الكبيرة في بعض الولايات.

وذكر الشيخ أن متطوعي المبادرة وزعوا بعض المواد التي يحتاج إليها السكان المتضررون للتعامل مع الفيضان، بالإضافة إلى المواد الغذائية.