"كتاب الأسرار".. بولتون يفتح النار على ترامب

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس دونالد ترامب وفي الخلفية مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون بالبيت الأبيض  - REUTERS
الرئيس دونالد ترامب وفي الخلفية مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون بالبيت الأبيض - REUTERS
دبي-

أشعل نشر مقتطفات من كتاب جديد لمستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، جدلاً واسعاً في الأوساط الأميركية، لما تضمنه من اتهامات للرئيس دونالد ترامب بأنه طلب مساعدة جهات خارجية في انتخابه لولاية ثانية.

وفي الأجزاء التي نشرها عدد من الصحف الأميركية، يروي بولتون في كتابه "من قاعة الحدث: مذكرات من البيت الأبيض" أن ترامب طلب صراحة من الرئيس الصيني شي جين بينغ المساعدة في انتخابه لفترة ثانية، قائلاً  إن "الرئيس الأميركي عبّر عن استعداده لوقف تحقيقات جنائية وإسداء معروف شخصي لطغاة يحبهم".

وفي أشد هجوم على إدارة ترامب من جانب شخصية كانت تعمل معها يوماً، أشار بولتون إلى أن ترامب "حوّل دفة حديث مع الرئيس الصيني إلى الانتخابات الرئاسية القادمة في الولايات المتحدة، ملمحاً إلى قدرة الصين الاقتصادية ومناشداً شي أن يعمل على فوزه".

ويعتبر بولتون أحد صقور السياسة الخارجية الأميركية، وأقاله ترامب في سبتمبر من العام الماضي في خضم خلافات حول السياسات، ولكنه على ما يبدو أراد إحراج الرئيس بكشف أسرار كان شاهداً عليها. 

وبحسب ما ذكرت شبكة CNN يكشف بولتون في الكتاب أنه في عام 2018 عرض ترامب مساعدة الرئيس التركي في تحقيقات وزارة العدل الأميركية حول بنك تركي له صلة بأردوغان، وكان يشتبه بخرقه العقوبات الأميركية على إيران.

ويقول بولتون إن ترامب قال لأردوغان: "سأهتم بالأمور"، موضحاً أن المدعين العامين في المقاطعة الجنوبية ليسوا مقربين منه، وأن المشكلة ستحل عندما يتم استبدالهم من قبل جماعته.

ويرى بولتون في كتابه أنه "لو لم ينشغل الديموقراطيون المؤيدون للمساءلة بقضية أوكرانيا في 2019، ولو أنهم استغلوا الوقت في التقصي بأسلوب أكثر منهجية في مسار ترامب في مجمل سياساته الخارجية، لربما جاءت نتيجة المساءلة مختلفة تماماً".

ترامب يرد 

وفي أول رد فعل له بعد نشر مقتطفات من الكتاب، هاجم ترامب مستشاره الأسبق لشؤون الأمن القومي عبر حسابه في موقع "تويتر"، واصفاً الكتاب بأنه "ممل للغاية". وقال الرئيس الأميركي في تغريدته: "يتكون الكتاب من أكاذيب وقصص مزيفة، لقد كان بوتون يتحدث بكل خير عني إلى أن قمت بإقالته، إنه شخص أحمق وساخط يريد فقط الذهاب للحرب".

وقال ترامب لقناته التلفزيونية المفضلة "فوكس نيوز"، إن بولتون "خرق القانون بإدراجه معلومات في غاية السرية في الكتاب".

وكان البيت الأبيض رفع دعوى قضائية لمنع بولتون من نشر كتابه، لكن دار "سايمون آند شوستر" التي طبعت الكتاب رفضت الاتهامات وقالت إنها وزعت بالفعل "مئات الآلاف من النسخ". 

شهادة بولتون

تجدر الإشارة إلى أن مجلس الشيوخ الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون برّأ ساحة ترامب أوائل فبراير الماضي، وكان ترامب يواجه اتهامات بتعليق مساعدات عسكرية لأوكرانيا العام الماضي للضغط على رئيسها فولوديمير زيلينسكي، ليكشف معلومات تضر بمنافسه الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن.

ويشير منتقدو بولتون إلى أنه أحجم عن الشهادة خلال استجواب في مجلس النواب، في وقت ربما كان حديثه فيه بغاية الأهمية.

وشن النائب الديموقراطي آدم شيف، الذي قاد فريق الادعاء في قضية مساءلة الرئيس الجمهوري ترامب، هجوماً على بولتون الذي هدد في ذلك الوقت بأنه "سيقيم دعوى قضائية إذا استدعي للمثول أمام لجنة التحقيق".

وقال شيف عبر حسابه في "تويتر": "لقد فضل الاحتفاظ بالمعلومات من أجل كتاب. ربما كان بولتون مؤلفاً، ولكنه يفتقر إلى الحس الوطني".

على الجانب الآخر، نفى الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر في إفادة أمام مجلس الشيوخ صحة رواية بولتون، قائلاً: "كنت حاضراً في الاجتماع.. من المؤكد أن هذا لم يحدث قط خلال الاجتماع. هذا جنون مطلق".

"اسجنوا الصحافيين"

وعلى الرغم من انتقادات ترامب العلنية للصحافيين، نسب كتاب بولتون للرئيس الأميركي تصريحات من أكثر أحاديثه مدعاة للتوقف. فخلال اجتماع عُقد في نيوجيرسي صيف عام 2019، قال ترامب حسب رواية بولتون إن الصحافيين يجب إيداعهم السجون حتى يكشفوا عن مصادرهم: "هؤلاء يجب إعدامهم. إنهم حثالة"، حسبما ورد في مقتطفات أخرى نشرتها صحيفة "واشنطن بوست".

واستشهد بولتون بعدد لا يحصى من المحادثات التي أبدى فيها ترامب "سلوكاً غير مقبول على الإطلاق على نحو قوّض شرعية الرئاسة ذاتها".

وفي بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني، علّق المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة جو بايدن على مزاعم بولتون بالقول: "إذا صدقت هذه الروايات، فإنها لن تكون بغيضة أخلاقياً فحسب، بل تمثل انتهاكاً لواجب دونالد ترامب المقدس أمام الشعب الأميركي".