الصين والهند تتفقان على فض الاشتباك الحدودي

time reading iconدقائق القراءة - 4
جنود خلال جنازة جندي من قوات الحدود الهندية توفي أثناء صدام مع وحدات صينية على الحدود - AFP
جنود خلال جنازة جندي من قوات الحدود الهندية توفي أثناء صدام مع وحدات صينية على الحدود - AFP
بكين/ نيودلهي - وكالات

قالت الصين والهند إنهما اتفقتا على تهدئة التوتر على حدودهما المتنازع عليها في منطقة الهيمالايا، واتخاذ خطوات لاستعادة "السلام والهدوء"، وذلك بعد اجتماع دبلوماسي رفيع المستوى في موسكو، على هامش اجتماع لمنظمة شنغهاي للتعاون.

وجاء الاتفاق إثر تبادل للاتهامات بإطلاق النار بين نيودلهي وبكين، في مواجهة جديدة على حدودهما في غرب الهيمالايا، بعد مواجهة سابقة بين جنود الطرفين في يونيو الماضي أسفرت عن مصرع 20 جندياً هندياً.

وقالت الدولتان في بيان مشترك إن عضو مجلس الدولة الصيني وانغ يي اجتمع مع وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام  جايشانكار في موسكو يوم الخميس، وتوصلا إلى توافق من خمس نقاط من ضمنها أن الوضع الحدودي الحالي ليس في مصلحتهما، وأن قوات الجانبين يجب أن تفض الاشتباك بسرعة، وتهدئ التوتر.

"الكف عن الاستفزازات"

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، الجمعة، إن وانغ أبلغ جايشانكار خلال الاجتماع، بضرورة "الكف فوراً عن الاستفزازات مثل إطلاق النار وغيرها من الأعمال الخطيرة التي تنتهك الالتزامات التي قطعها الجانبان".

وقال وانغ أيضاً إنه يجب نقل جميع الأفراد والمعدات التي تخطت الحدود، ويتعين على القوات الحدودية على الجانبين "فض الاشتباك بسرعة" من أجل تهدئة الموقف.

وذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، المملوكة للدولة، في افتتاحية في وقت متأخر من الخميس، أن أي محادثات مع الهند يجب أن تقترن "باستعداد للحرب".

وقالت "يجب أن يكون الجانب الصيني مهيئاً تماماً للقيام بعمل عسكري عندما يفشل التواصل الدبلوماسي، ويجب أن تكون قواته في الخطوط الأمامية قادرة على التحرك في حالات الطوارئ، وجاهزة للقتال في أي وقت".

اتهامات متبادلة

وتبادلت الهند والصين اتهامات، الثلاثاء، بشأن تنفيذ تحرّكات استفزازية وإطلاق نار على الحدود المتنازع عليها في جبال الهملايا.

وأعلنت وزارة الدفاع الصينية، الثلاثاء، أن جنودها اتخذوا "إجراءات مضادة"، بعدما فتح جنود هنود النار في لاداخ، متهمة نيودلهي بممارسة "استفزاز عسكري" الاثنين، بعدما عبر جنودها خط المراقبة الفعلية في لاداخ، و"أطلقوا النار"، كما أفادت وكالة "فرانس برس".

في المقابل، أعلن الجيش الهندي أن جنوداً صينيين حاولوا الاقتراب من موقع هندي في لاداخ، وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء، عندما تصدّت لهم القوات الهندية.

وأشارت "فرانس برس" إلى أنها المرة الأولى التي يؤكد فيها الجانبان إطلاق النار عبر الحدود المتنازع عليها، علماً بأنهما يلتزمان بروتوكولاً قديماً لتجنّب استخدام الأسلحة النارية، لا سيما أن الحدود ليست مرسّمة، كما أن تضاريسها المرتفعة تكون غالباً مضلّلة.

ويحدد البروتوكول إجراءات سلمية لفضّ الاشتباك، إذا ضلّت الدوريات طريقها إلى مناطق يعتقد الطرف الآخر أنها أراضيه.

وجاء التصعيد الأخير في ظلّ توتر متفاقم بين الجانبين، بعد مصرع 20 جندياً هندياً في منطقة لاداخ الحدودية المتنازع عليها، في 15 يونيو الماضي، خلال صدام مع قوات صينية، استُخدمت فيه العصي والحجارة.

وخاضت بكين ونيودلهي حرباً حدودية في عام 1962، ولكن لم يُسجّل إطلاق نار في المنطقة منذ عام 1975، عندما أدى كمين إلى وفاة 4 جنود هنود.