مصر.. خلافات وانقسامات تربك التحالفات الانتخابية

time reading iconدقائق القراءة - 6
انتخابات مجلس الشيوخ المصري في القاهرة. أغسطس 2020 - REUTERS
انتخابات مجلس الشيوخ المصري في القاهرة. أغسطس 2020 - REUTERS
القاهرة-منصور أحمد

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في مصر، أكتوبر المقبل، أثار عدد المقاعد المخصصة لكل حزب الخلاف داخل التحالفات السياسية، وأبرزها "القائمة الوطنية"، فيما لم يحدد "حزب النور" حتى الآن موقفه من خوض الانتخابات وفق نظام القائمة.

كما شهدت الساعات الأخيرة انقسامات داخل حزب الوفد الذي أعلنت هيئته العليا الانسحاب من تحالف القائمة الوطنية، فيما أعلن رئيسه الاستمرار في القائمة.

ومن المقرر أن يجرى الاقتراع في انتخابات مجلس النواب المصري في الخارج أيام 21 و22 و23 أكتوبر المقبل للمرحلة الأولى، بينما تجرى في الداخل يومي 24 و25 أكتوبر، فيما تقام المرحلة الثانية في الخارج أيام 4 و5 و6 نوفمبر، وفي الداخل  يومي 7 و8 نوفمبر المقبل، على أن يتم إعلان النتيجة الخاصة بالمرحلة الأولى في موعد أقصاه 1 نوفمبر لمحافظات المرحلة الأولى، و15 نوفمبر لمحافظات المرحلة الثانية.

خريطة التحالفات 

وأُعلن في الأيام الماضية عدد من التحالفات لخوض الانتخابات البرلمانية منها تحالف "القائمة الوطنية من أجل مصر"، برئاسة حزب "مستقبل وطن"، صاحب الأغلبية في البرلمان الحالي.

وتضم القائمة أحزاب مستقبل وطن، والوفد، وحماة الوطن، ومصر الحديثة، والمصري الديمقراطي، والشعب الجمهوري والإصلاح والتنمية، والتجمع، وإرادة جيل، والحرية المصرى، والعدل، والمؤتمر، بالإضافة لتنسيقية شباب الأحزاب.

كما أعلن حزب المحافظين عن خوضه الانتخابات البرلمانية على جميع المقاعد فردي وقائمة، لينافس "القائمة الوطنية"، من خلال  قائمة "الحركة المدنية"، وتضم أحزاب المحافظين، وتيار الكرامة، والدستور، والناصري، والاشتراكي، والتحالف الشعبي إلى جانب عدد من الشخصيات العامة والسياسية من المستقلين.

كما دشنت مجموعة القوى السياسية وبعض المستقلين، ائتلافاً جديداً تحت مسمى "تحالف المستقلين"، لخوض انتخابات مجلس النواب 2020، وأعلن عدد من الشباب عن تدشين  قائمة "الشباب الوطنية - قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا".

وأعلن ائتلاف التيار الوطني المصري الذي يترأسه اللواء طارق مهدي، محافظ الأسكندرية الأسبق وعضو المجلس العسكري، أنه سيخوض الانتخابات على الأربعة دوائر الخاصة بالقوائم، سواء دوائر الـ100مقعد أو الـ 42 مقعداً.

انقسامات الوفد

وأعلنت الهيئة العليا لحزب الوفد، الانسحاب من تحالف القائمة الوطنية لانتخابات مجلس النواب، كما أعلنت عقب اجتماع لها عن توجيه الخطابات الخاصة بهذا القرار للهيئة الوطنية للانتخابات ومسؤولي تحالف القائمة الوطنية، لإلغاء مرشحي الحزب.

وقرر الاجتماع الذي عقدته الهيئة، إلغاء التفويض السابق لرئيس الحزب، بهاء أبوشقة، بالتفاوض مع تحالف القائمة الوطنية، وإلغاء ما يترتب عليه من آثار، وسحب أسماء المرشحين عن حزب الوفد، وعدم الاعتداد بالقرار الصادر من قبل رئيس الحزب بشأن الترشح لعدم عرضه على الهيئة العليا.

وقالت مصادر داخل الحزب لـ"الشرق"، إن سبب الانسحاب من التحالف هو "الاعتراض على عدد المقاعد في القائمة، إذ ترى الهيئة العليا للحزب الليبرالي، أن للحزب قاعدة كبيرة تؤهل لحصد مقاعد في الانتخابات تفوق المخصصة له في القائمة الوطنية".

وأضافت المصادر أن أعضاء الهيئة العليا "يدرسون قراراً لعقد اجتماع لإجراء انتخابات مبكرة على رئاسة الحزب وفقاً لأحكام اللائحة الداخلية".

من جانبه، أكد المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس "الوفد"، أن السكرتير العام للحزب أبلغه بأنه "أجرى تصويتاً تليفونياً على من لم يصوت في الهيئة العليا المنعقدة بتاريخ 16 سبتمبر، وانتهى التصويت على موافقة 25 عضواً على الاستمرار في القائمة الوطنية و15 عضواً بعدم الموافقة".

وأضاف أن "هناك خطاً ممنهجاً لإدخال الحزب في حالة من الفوضى لأغراض ذاتية وشخصية، سيكون الوفد هو الخاسر الوحيد فيها".

موقف التحالف

من جانبه، أكد حسام الخولي، نائب رئيس حزب "مستقبل وطن" ومنسق تحالف "القائمة الوطنية"، لـ"الشرق"، أنه حتى الآن لم تصل إلى التحالف أي خطابات من حزب الوفد للانسحاب من القائمة.

وأضاف: "التحالف يعمل على التوافق بين الأحزاب المشاركة لخوض الانتخابات البرلمانية، وعدد المقاعد لكل حزب".

وقالت مصادر بالتحالف لـ"الشرق": "لكل حزب في القائمة عدد مقاعد معين حسب قوته في الشارع المصري، وهو سبب اعتراض بعض الأحزاب لرغبتها في مقاعد أكبر".

وأضافت المصادر: "من ضمن المرشحين داخل القائمة عدد من رموز الحزب وبعض رجال الأعمال والإعلاميين المنتمين لحزب مستقبل وطن، مثل النائب محمد أبو العينين، وعلاء عابد، والنائب علي بدر، وعبدالله علي، والسيد الشريف وكيل المجلس الحالي والنائب عبلة الهواري، وطارق رضوان، وفرج عامر وأحمد السجيني، وسحر طلعت مصطفي، وسوزي ناشد، ومصطفي بكري".

غموض "النور"

 وتسود حالة من الغموض حول موقف حزب "النور" السلفي من المشاركة في الانتخابات المقبلة من عدمه.

وقالت مصادر بالحزب لـ"الشرق"، إن "النور" يدرس خوض انتخابات مجلس النواب بقائمة كما سيدفع بعدد من المرشحين الفردي في محافظات الأسكندرية ومطروح والبحيرة، وعدد من المحافظات التي يتمركز بها قيادات حزب النواب وقواعده.

وأضافت المصادر أن الحزب قرر "الدفع بمرشحين للفردي لتعويض عدم حصوله على مقاعد في انتخابات مجلس الشيوخ، لافتاً إلى أنهم الآن يبحثون في الدفع بالوجوه التي يعرفها أهالي الدوائر لحصد الأصوات. أما الترشح بقائمة فما زال قيد الدراسة".

حزب الغد

وقال موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، إن الحزب يستعد لانتخابات مجلس النواب مع باختيار الكوادر المدربة والمؤهلة للدفع بهم في المنافسة الانتخابية سواء في الدوائر الفردية أو في القائمة.

وأكد موسى لـ"الشرق"، أن الحزب مشارك في القائمة الوطنية من أجل مصر لخوض الانتخابات البرلمانية تحت راية التحالف، كما أنه سيعيد تنظيم صفوفه لدعم برنامج الحزب والتحركات الحزبية للمنافسة بقوة في المعركة الانتخابية، مشيراً إلى أنه يستهدف الدفع بنحو 25-30 مرشحاً على مستوى المحافظات في الفردي.