
صوت برلمان قرغيزستان، الجمعة، لمصلحة إنهاء حالة الطوارئ في العاصمة بيشكيك، بينما عزز رئيس الوزراء صدر جباروف سلطته بإعلانه تولي الرئاسة مؤقتاً بشكل رسمي، في البلد الحليف لروسيا، حسبما أفادت وكالة "رويترز"
وأوضح جباروف، الذي كان يمضي عقوبة بالسجن مدتها 11 عاماً، لكن المحتجين أخرجوه من السجن الأسبوع الماضي، أنه بعد استقالة الرئيس سورونباي جينبيكوف ورفض رئيس البرلمان تولي السلطة مؤقتاً، أصبح تلقائياً رئيساً للبلاد، معلناً: "لقد نقلت صلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء إليّ".
وكان الرئيس السابق سورونباي جينبيكوف، الذي استقال أمس، قد فرض حالة الطوارئ وأمر الجيش بالانتشار في بيشكيك الأسبوع الماضي، وسط اضطرابات نتجت عن الانتخابات البرلمانية التي جرت في الرابع من أكتوبر الجاري، ورفضت المعارضة نتائجها.
وتولى جباروف، الذي انتخبه البرلمان سريعاً رئيساً للوزراء بعد خروجه من السجن، الرئاسة بعدما رفض رئيس البرلمان، كانات بك عيساييف، الأول في ترتيب السلطة بموجب الدستور، في جلسة البرلمان اليوم الجمعة، الاضطلاع بسلطات الرئاسة.
وبموجب دستور الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، يتعين على جباروف حالياً أن يشرف على انتخابات رئاسية، في غضون ثلاثة أشهر لا يستطيع هو نفسه خوضها.
استقالة الرئيس
وأعلن الرئيس جينبيكوف، الخميس، استقالته في خطاب إلى الشعب القرغيزستاني، قال فيه: "أنا لا أتمسك بالسلطة. لا أريد أن يذكرني تاريخ البلاد بأني الرئيس الذي أراق الدماء، وأطلق النيران على مواطنيه. لذلك، اتخذت القرار بالاستقالة".
ودعا الرئيسُ المستقيل، رئيسَ الوزراء صدر جباروف، وبقية السياسيين إلى سحب أنصارهم من العاصمة بيشكيك.
ووفقاً لجينبيكوف، فإن الوضع في العاصمة يقترب من الصدام بين المتظاهرين وقوات الأمن، الذين يحرسون مقر الرئاسة. ويرأس جينبيكوف قرغيزستان منذ ثلاثة أعوام عقب انتخابه رئيساً في الـ15 من أكتوبر 2017.
إلغاء نتائج الانتخابات
وفي الـ6 من أكتوبر، ألغت لجنة الانتخابات المركزية في البلاد، نتائج الانتخابات النيابية التي نُظمت في الـ4 من أكتوبر، وحقق خلالها حزبان مواليان للرئيس سورونباي جينبيكوف فوزاً ساحقاً، بعد صدامات تلت الاقتراع، وأوقعت ضحية.
وأكد جينبيكوف أنه يسيطر على الوضع في بلاده، لكن المعارضة أعلنت استيلاءها على السلطة، بعد سيطرتها على مبانٍ حكومية في العاصمة بيشكيك.
وأشارت لجنة الانتخابات في بيان، إلى أن "بطلان نتائج الانتخابات النيابية اتُخذ لـتجنّب توتر" في البلاد، وفقاً لوكالة "إنترفاكس" الروسية.
وكانت نتائج أولية للانتخابات أظهرت أن الحزبين المؤيّدين للرئيس، "بيرمديك" و"مكينيم قرغيزستان"، يسيطران على البرلمان الجديد، فيما استُبعدت 3 أحزاب ممثلة في البرلمان المنتهية ولايته، كما أفادت وكالة "فرانس برس".
وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن مراقبين غربيين تحدثوا عن شراء أصوات خلال الاقتراع، معتبرين نتائج الانتخابات "غير عادلة".
وفي الساعات الأولى من الـ6 من أكتوبر، بدأ ممثلو الأحزاب التي فشلت في دخول البرلمان بالاحتجاجات، واستولوا على المباني الحكومية، وأطلقوا سراح الرئيس السابق ألماظ بيك أتامباييف وسياسيين آخرين من بينهم جباروف، من مراكز الاحتجاز.