
أعلنت روسيا، اليوم الجمعة، استعدادها للوساطة بين أرمينيا وأذربيجان، لإنهاء المواجهات الحدودية المتواصلة منذ أيام، فيما أعربت تركيا عن جاهزيتها لمساعدة أذربيجان، مؤكدة أن "كل الصناعات الدفاعية تحت تصرفها دائماً".
وعبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، خلال اجتماع مجلس الأمن القومي في موسكو عن "قلقه العميق من التصعيد الحالي"، وفقاً لما نقلته وكالة "إنترفاكس" عن المتحدث باسمه ديميتري بيسكوف.
وأوضوح بيسكوف أن بوتين شدد على "الحاجة العاجلة لضمان وقف إطلاق النار، والاستعداد للوساطة"، مشيراً إلى أن روسيا المقربة من البلدين، توسطت خلال مواجهات سابقة بينهما.
وقال مسؤول تركي رفيع، الجمعة، إن بلاده على استعداد لمساعدة أذربيجان التي شهدت اشتباكات حدودية مع أرمينيا، سقط فيها 16 شخصاً، مؤكداً أن "كل صناعتنا الدفاعية تحت تصرفها دائماً".
وأكد إسماعيل دمير مدير هيئة الصناعات الدفاعية التركية أن "صناعتنا الدفاعية، بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها، من طائراتنا المسيرة إلى ذخائرنا وصواريخنا وأنظمتنا الحربية الإلكترونية، تحت تصرف أذربيجان دائماً!".
وأضاف دمير، الذي التقى مع نائب وزير الدفاع وقائد سلاح الجو الأذري، رامز طاهروف في أنقرة، أن تركيا ستساعد في تحديث جيش أذربيجان.
جاءت هذه التصريحات على خلفية التصعيد العسكري الحاد الذي تشهده منطقة قره باغ، المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان منذ 12 يوليو الجاري، بينما يلقي كل طرف بالمسؤولية على الطرف الآخر.
وتخوض أذربيجان وأرمينيا نزاعاً منذ عقود للسيطرة على إقليم ناغورني قره باغ الجبلي جنوب غربي أذربيجان، الذي سيطر عليه سكان منحدّرون من أصل أرميني خلال الحرب التي دارت في تسعينات القرن الماضي (بعد انهيار الاتحاد السوفياتي)، وأدت إلى مقتل 30 ألف شخص.
وعلى الرغم من وساطة دولية بدأت قبل نحو 30 عاماً، لم يتمكن البلدان من التوصل إلى حل للنزاع على هذا الإقليم، الذي تهدد باكو باستمرار باستعادة السيطرة عليه بالقوة.
وعلى الرغم من اتفاق وقف النار، الذي أبرم في عام 1994، فإن أذربيجان وأرمينيا لا تزالان تتبادلان الاتهامات بشن هجمات في الإقليم وعلى الحدود بينهما.
أرمينيا تتهم تركيا بالانحياز
ولدى تركيا علاقات تاريخية وثقافية قوية مع أذربيجان، فضلاً عن مشروعات الطاقة المشتركة.
وذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء الماضي، أنه لن يتردد في "الوقوف ضد أي هجوم" على أذربيجان، وأن أرمينيا "في موقف صعب لا يمكنها التعامل معه" في الصراع.
كما قال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إن "أرمينيا ستدفع ثمن اعتداءاتها على أراضي أذربيجان، وستغرق في مكائدها"، بحسب تعبيره.
ورداً على التصريحات التركية، قالت وزارة الخارجية الأرمينية إن "المواقف الاستفزازية والمنحازة لأنقرة تضعف على نحو خطير أي تسوية سلمية للصراع حول ناقورني قره باغ، وتثبت عدم أحقية تركيا بالانخراط في أي جهد دولي متعلق بالنزاع".
واتهمت الخارجية الأرمينية تركيا بأنها تمثل تهديداً أمنياً لأرمينيا، ولإقليم منطقة القوقاز كله، داعية إلى تحالف دولي أوسع لمواجهة الحضور التركي في الإقليم.