الاتحاد الإفريقي يدعو لقمة حول أزمة سد النهضة غداً الثلاثاء

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس جنوب إفريقيا، والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، سيريل رامافوسا  - AFP
رئيس جنوب إفريقيا، والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، سيريل رامافوسا - AFP
جوهانسبرغ - وكالات

يعقد قادة الاتحاد الإفريقي قمة الثلاثاء لمناقشة أزمة سد النهضة الإثيوبي، وسط تصاعد للتوتر بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم بسبب إصرار إثيوبيا على المضي قدماً في ملء خزان السد دون اتفاق.

وتنعقد القمة، بدعوة من رئيس جنوب إفريقيا رسيريل رامافوزا بصفته رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي، وذلك عقب فشل المفاوضات الثلاثية الأخيرة بين الدول الأطراف ووصولها إلى الطريق المسدودة.

محاولة جديدة

وأعلنت المتحدثة باسم الرئيس الجنوب إفريقي، الاثنين،  أنّ مكتب مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي سيعقد "اجتماعاً افتراضياً" لمناقشة أزمة السد يوم غد الثلاثاء.

وقالت المتحدثة في حديث لوكالة "فرانس برس" إن "الاجتماع سيكون متابعة لاجتماع المكتب بخصوص السد والذي عقد في 26 يونيو".

وتابعت "خلال الاجتماع (الأخير) تم الاتفاق على أن يقيم المؤتمر التطورات باستمرار ويحدد المسار للمضي قدماً في العملية التي يقودها الاتحاد الإفريقي لمفاوضات سد النهضة".

وكانت جولة المفاوضات الأخيرة بين الدول الثلاث قد انعقدت بين الـ 3 والـ 13 من يوليو الجاري برعاية من الاتحاد الإفريقي. لكنها اختتمت دون اتفاق.

ورفعت الدول الثلاث تقاريراً منفصلة حول المحادثات إلى الاتحاد الإفريقي، في وقت قالت فيه السودان إنها أرفقت تقريرها بمسودة اتفاق"متوازن وعادل يصلح لأن يكون أساساً لاتفاق شامل ومقبول بين الدول الثلاث".

وقالت الخارجية السودانية في بيان إن مسودة الاتفاق الجديدة هي "تحديث لمسودة الاتفاق، التي سبق للسودان أن طرحها على الأطراف، في نهاية الجولة التفاوضية السابقة" في يونيو الماضي، والتي انعقدت بوساطة سودانية.

طريق مسدودة 

ويسعى الاتحاد الإفريقي إلى إقناع الدول الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات بهدف توقيع اتفاق شامل يرضي طموحات الدول الـ 3، في وقت وصلت فيه سنوات من التفاوض إلى الطريق المسدودة.

ويمثل السد حجر الأساس الذي تبني عليه إثيوبيا طموحها في أن تصبح أكبر دولة مصدرة للكهرباء في إفريقيا. لكنه في الوقت ذاته، يشعل المخاوف في القاهرة من الضغط على إمدادات المياه الشحيحة أصلاً من النيل، والتي يعتمد عليها أكثر من 100 مليون نسمة بشكل شبه كامل.

وفشل مسؤولو الدول الثلاث في التوصّل إلى اتّفاق طيلة مسار المفاوضات التي دامت لسنوات، لا سيّما على آليّة ملء وتشغيل خزان السدّ بشكل لا يضرّ بحصص دول المصب من المياه. واتهمت مصر إثيوبيا بـ"التعنت".

وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية عقب جولة المفاوضات الأخيرة إن "المطالب التي لا تتغير و المطالب الإضافية والزائدة من مصر والسودان حالت دون التوصل لاتفاق بختام جولة المفاوضات".

في المقابل، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في تصريح تلفزيوني إن بلاده تعول على القمة الإفريقية المصغرة بهدف التوصل إلى اتفاق، فيما أشار وزير الإعلام السوداني فيصل صالح إلى أن القضية "يجب أن تحل عبر الحوار وأن من الضروري التوصل لحل عادل للحد من التأثيرات السلبية للسد".

توتر متصاعد

وتصاعد التوتر بين الدول الـ 3 عقب انتهاء جولة المفاوضات الأخيرة بسبب تضارب في تصريحات المسؤولين الإثيوبيين بشأن عملية ملء السد، التي تصر مصر والسودان على عدم البدء فيها قبل التوصل إلى اتفاق ملزم، حول قواعد الملء والتشغيل. 

وأعلن  وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سلشي بيكيلي، الأسبوع الماضي، بدء إثيوبيا ملء خزان سد النهضة بقرار أحادي، من دون اتفاق مع مصر والسودان، قبل أن يتراجع في وقت لاحق عنه، معتذراً عما أسماه "سوء التفسير" لتصريحاته السابقة، فيما طلبت القاهرة توضيحات رسمية من أديس أبابا.

وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، الجمعة الماضية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تباحث هاتفياً مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، في أزمة سد النهضة، وموقف مصر الحالي من ملف السد والمفاوضات الثلاثية التي تمت أخيراً.

وجدّد السيسي، بحسب المتحدث باسم الرئاسة، التأكيد على "الموقف المصري الذي يستند إلى ما تمثله مياه النيل من قضية وجودية لشعب مصر"، مشدداً على "حتمية بلورة اتفاق قانوني شامل بين كل الأطراف المعنية حول قواعد ملء وتشغيل السد، ورفض الإجراءات المنفردة أحادية الجانب التي من شأنها إلحاق الضرر بحقوق مصر في مياه النيل.

ترامب على الخط

وفي سياق متصل، بحث الرئيس  عبد الفتاح السيسي اليوم، الاثنين، مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، الصراع في ليبيا، ومستجدات سد النهضة.

وصرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بسام راضي، بأن السيسي استعرض في اتصال هاتفي مع ترامب، موقف مصر الثابت تجاه القضية الليبية "الهادف إلى استعادة توازن أركان الدولة والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، ومنع المزيد من تدهور الأوضاع الأمنية، وذلك بتقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة، التي زادت القضية تعقيداً حتى باتت تداعيات الأزمة تؤثر في الأمن الإقليمي".

وبحسب بيان للرئاسة المصرية، فقد أبدى الرئيس الأميركي "تفهمه للشواغل المتعلقة بالتداعيات السلبية للأزمة الليبية على المنطقة، وأشاد بالجهود المصرية الحثيثة تجاه القضية الليبية، والتي من شأنها أن تعزز مسار العملية السياسية في ليبيا".

وذكر المتحدث باسم الرئاسة أن الاتصال تناول كذلك تبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة، فضلاً عن بعض موضوعات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين.