العراق.. تظاهرات بمدينة الصدر احتجاجاً على انقطاع الكهرباء

time reading iconدقائق القراءة - 5
متظاهرون يحتجون على الانقطاع المتكرر للكهرباء في مدينة الصدر العراقية، 2 يوليو 2021 - REUTERS
متظاهرون يحتجون على الانقطاع المتكرر للكهرباء في مدينة الصدر العراقية، 2 يوليو 2021 - REUTERS
بغداد -وكالاتالشرق

نظّم مئات العراقيين احتجاجاً في العاصمة بغداد، الجمعة، على زيادة انقطاع الكهرباء ونقص إمدادات المياه، بينما تجاوزت درجات الحرارة الـ50 درجة مئوية في بعض أنحاء البلاد، وخرجت نحو 8 محطات طاقة من الخدمة.

وأدى المصلون صلاة الجمعة في حي مدينة الصدر في بغداد وهم يتصببون عرقاً أسفل مظلات، ثم نظموا احتجاجاً ينتقد الحكومة لعدم توفير كهرباء كافية للمواطنين.

وقال عامل يدعي حيدر حسين (32 عاماً): "الأمر يزداد سوءاً. يمكننا تحمّل انقطاع الكهرباء ولو لعشر ساعات يومياً، لكن أعطونا شيئاً فحسب".

وقال السكان إن الكهرباء انقطعت تماماً في معظم المحافظات العراقية قبل الفجر في واحدة من أسوأ حالات الانقطاع هذا العام. وعادت بعض خطوط شبكة الكهرباء الرئيسية للعمل في بغداد بحلول الظهر.

وكسا الضباب الدخاني سماء بغداد، التي يحظى سكانها بإمدادات أفضل مقارنة بالمناطق الأكثر فقراً في جنوب البلاد، بعد شروق الشمس، إذ استخدمت المنازل مولدات الكهرباء التي تعمل بالديزل لفترات أطول من المعتاد.

وتعاني شبكة الكهرباء الرئيسية في العراق من انقطاعات تستمر ساعات يومياً على مدار العام، لكن الأمر يتفاقم خلال شهور الصيف عندما تسجل درجة الحرارة عادةً 50 مئوية ويزيد استخدام مكيفات الهواء.

واردات إيرانية

ويلقي العراقيون باللوم على حكومة تعتمد على واردات الطاقة من إيران، ويقولون إنها تقاعست عن تطوير شبكة كهرباء عراقية لخدمة السكان. واستقال وزير الكهرباء العراقي ماجد حنتوش، هذا الأسبوع تحت ضغط أزمة الكهرباء.

وكتب الباحث سجاد جهاد في تغريدة أن وزارة "الكهرباء تقول إن السبب النفط، والنفط تقول المالية، والمالية تقول إيران، وإيران تقول الحكومة (العراقية)، والحكومة تقول الشعب، والشعب يقول السياسيين، والسياسيون يقولون هذا ما هو موجود".

وأوقفت طهران التي تدين لها بغداد بـ6 مليارات دولار مقابل تصدير كهرباء وغاز للعراق، تصدير الغاز الذي يعتمد عليه العراق لتشغيل محطاته الكهربائية.

كما لم يستطع العراق، بحسب وكالة "فرانس برس"، دفع ديونه لإيران بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، وبسبب وضعه الاقتصادي الناتج من تراجع معدلات تصدير النفط الذي يمثل المورد الرئيسي لميزانية البلاد، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا.

"اتهامات للنخبة"

وحمّل حيدر السعيدي (52 عاماً)، وهو من شيوخ العشائر وكان يشارك في احتجاجات مدينة الصدر، المسؤولية للنخبة السياسية التي تحكم العراق منذ الإطاحة بصدام حسين في 2003.

وقال: "من نظام لآخر ما زلنا لا نملك ما يكفي من كهرباء. ماذا جلبت لنا الديمقراطية؟ الحال من سيئ لأسوأ".

وأدى انخفاض إمدادات الكهرباء من إيران هذا الشهر وسلسلة هجمات نفذها مسلحون على خطوط الكهرباء إلى تفاقم الأزمة. وتتهم السلطات "إرهابيين" يصعب معرفة من يقف وراءهم، بالوقوف وراء تلك الهجمات.

وقال المتحدث باسم وزارة النفط، أحمد موسى، في لقاء تلفزيوني مؤخراً: "هناك من يحاول إثارة الشارع لخلق حالة من الإرباك والفوضى" في البلاد.

وتعاني السلطات من صعوبة جباية فواتير الكهرباء التي لا يدفعها إلا عدد قليل جداً من العراقيين، ناهيك عن تجاوزات في أغلب مدن البلاد من عامة وحتى مسؤولين.

"خلية أزمة"

من جانبه، قرر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تشكيل "خلية أزمة" بعدما شهدت أغلبية المحافظات العراقية، الجمعة، انقطاعاً تاماً للتيار الكهربائي، فيما تسجل درجات الحرارة ارتفاعاً قياسياً في معظم مناطق البلاد.

وأشارت البيانات الأولية إلى أن 8 محطات لتوليد الطاقة الكهربائية خرجت من الخدمة، وتعد هذه المرة الأولى التي تشهد فيها العاصمة بغداد انقطاعاً للتيار الكهربائي منذ 30 عاماً. وأعلنت وزارة الكهرباء "تمكنها من إعادة التيار الكهربائي في وقت قياسي إلى الخدمة بعد توقف كامل".

وقال مصدر في وزارة الكهرباء لـ"الشرق"، إن "سبب انقطاع التيار الكهربائي في العراق، هو انفصال أسلاك الضغط العالي بمنطقة المسيب"، مشيراً إلى أن "أسلاك الضغط العالي تعرّضت إلى أضرار، على غرار المنظومة الرئيسية". وأضاف أن "شبكة الكهرباء الوطنية ستعاد إلى طاقتها الطبيعية خلال الساعات المقبلة".

وأسباب انقطاع الكهرباء متعددة، بينها استهداف أبراج الطاقة بشكل متزامن، وقلة توريد الغاز الإيراني بسبب الديون المتراكمة، بالإضافة إلى الأعطال الفنية التي طاولت شبكة نقل الكهرباء.

من جهتها، دعت قيادة العمليات المشتركة العراقية، الخميس، المواطنين إلى "الإبلاغ عن أي حالة استهداف للأبراج الكهربائية"، مشيرة إلى تخصيص مكافأة مالية مجزية للمتعاونين في هذا الإطار.