توقيف متهم بقتل الناشطة العراقية شيلان واعترافات صادمة

time reading iconدقائق القراءة - 5
الناشطة الكردية شيلان دارا رؤوف - "فيسبوك"
الناشطة الكردية شيلان دارا رؤوف - "فيسبوك"
بغداد-الشرق

كشفت قوات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، الأربعاء، عن هوية أحد المتهمين بقتل الصيدلانية والناشطة الكردية شيلان دارا رؤوف وعائلتها، في واحدة من الجرائم التي أثارت جدلاً كبيراً في المجتمع العراقي، خصوصاً العاصمة بغداد، حيث وقعت أحداثها الدامية.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول عبر "توتير" إن قوة بإمرة وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، وبالتنسيق مع قوات أسايش (قوات الأمن الداخلي الكردية) في إقليم كردستان، وبإشراف من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وبمتابعة وزير الداخلية عثمان الغانمي، نفذت عملية استخباراتية تمكنت خلالها من اعتقال منفذ الجريمة. 

من جهته، أفاد مصدر أمني في تصريحات لوسائل إعلام محلية بأن "القوات الأمنية ألقت القبض على أحد منفذي الجريمة، وهو من مواليد بغداد، ويسكن حالياً في القرية اللبنانية في أربيل"، لافتاً إلى أن المتهم "سيسلم إلى الجهات القضائية المعنية في بغداد".

 

اعترافات صادمة

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي اعترافات للمتهم يسرد فيها وقائع الجريمة، ويشير إلى أنه أقدم عليها بدافع السرقة.

ولفت إلى أنه يعمل في وزارة الداخلية وتحديداً سلك حماية السفارات، وتم فرزه كعنصر لحماية السفارة الروسية قرب مكان الحادث. 

وأضاف أنه تعرّف قبل 4 سنوات إلى أحد الأشخاص في المنطقة، وهو والد شيلان. ولفت إلى أنه اضطر للحصول على مبلغ من المال قبل أيام، فتوجه إلى شقة والد شيلان لطلب المال منه، وعندما رفض إعطاءه ما أراد، تطور الموقف إلى مشادة كلامية، ليقوم المتهم بطعنه بسكين كانت موجودة بقربه، ما أدى إلى وفاته. 

وأضاف أن الزوجة دخلت أثناء محاولة المتهم التخلص من آثار الجريمة وتفاجأ بها، خصوصاً أنها بادرت إلى الصراخ بعد رؤية المنظر، ما دفعه إلى طعنها هي الأخرى فتوفيت. 

ولفت إلى أنه قام بسحب الجثتين إلى الحمام وقام بفتح المياه لغسل الدماء، في محاولة لإخفاء معالم الجريمة، لتدخل شيلان في هذه اللحظة وتبدأ بالصراخ، مشيراً إلى أنه حاول تهدئتها، ولكنها ضربته بمنفضة السجائر، ليبادر إلى ضربها مرتين على وجهها فوقعت وقام بخنقها بمخدة حتى أزهق روحها. 

وأضاف أنه حاول إخفاء الجرائم مجدداً وعمد إلى تنظيف المكان، والبحث عن مال أو أي شيء يمكن بيعه، فوجد مبلغاً من المال تصل قيمته إلى 10 آلاف دولار، كما قام بأخذ الهواتف الذكية، وتوجه إلى أربيل حيث أقام في أحد الفنادق التي يعرفها. 

وفكر المتهم في السفر إلى خارج العراق، وحاول الحصول على تأشيرة إلى تركيا في اليوم الثاني، ولكنه لم يتمكن من ذلك، وعند رجوعه إلى الفندق تم إلقاء القبض عليه. 

الداخلية تباشر التحقيقات

بعد إلقاء القبض على المتهم، أعلنت وزارة الداخلية العراقية بدء التحقيقات، ونقلت "وكالة الأنباء العراقية" الرسمية عن المتحدث باسم الوزارة اللواء خالد المحنا قوله إن "مديرية مكافحة الإجرام باشرت العمل على القضية اليوم الأول"، مؤكداً الحاجة إلى فترة يومين لاستكمال التحقيقات.

يشار إلى أن العائلة الكردية كانت تعيش في شقة بحي المنصور في بغداد قرب السفارة الروسية، والذي يعد منطقة آمنة ولم يشهد أي حادث مماثل منذ 3 أعوام.

وبدأت فصول الحادث الأربعاء الماضي، مع إعلان مصادر أمنية عن إقدام مسلحين مجهولين على اقتحام منزل العائلة الكردية في منطقة المنصور، وقيامهم بنحر الأب والأم وابنتهما التي تعمل صيدلانية وناشطة.

ووفقاً لوسائل الإعلام المحلية، فإن الجناة الذين تجمعهم صلة ما بالضحايا، كانوا ضيوفاً في بيت المجني عليهم، ونهبوا نحو 240 ألف دولار أميركي، قبل أن يتم القبض عليهم من قبل قوة أمنية.

وأكد أحد أقارب العائلة أن الضحايا لم يكونوا على خلاف مع أي أحد، مبيناً أنهم من أهالي السليمانية في إقليم كردستان، ولفت إلى أنه من المقرر مواراتهم الثرى في مدينتهم الأم، عقب إكمال التحقيقات.

شبهة اغتيال

وتخرجت شيلان دارا رؤوف في كلية الصيدلة ـ بغداد عام 2016، وهي من سكان منطقة المنصور، وكانت تعمل صيدلانية في مدينة الطب ببغداد، في قسم الأمراض السرطانية.

وأثار مقتل شيلان وعائلتها ضجة كبيرة في العراق بسبب الطبيعة العنيفة للحادث، ولكونها شاركت في التظاهرات كمسعفة، ما أثار شكوكاً باحتمال تعرضها للاغتيال، على غرار ناشطين آخرين قتلوا أخيراً.

وقال مصدر أمني إن التحقيقات "لم تستبعد فرضية الاغتيال السياسي"، على الرغم من وجود دلائل على أشياء فقدت من منزل العائلة.