السعودية تدعو إلى موقف حازم من أنشطة إيران النووية

time reading iconدقائق القراءة - 6
 خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترأسه مجلس الوزراء عبر الاتصال المرئي - واس
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترأسه مجلس الوزراء عبر الاتصال المرئي - واس
دبي - الشرق

جدد مجلس الوزراء السعودي، خلال اجتماع افتراضي الثلاثاء، دعوة المملكة السعودية إلى اتخاذ موقف دولي حازم من الأنشطة النووية لإيران، وأكد تأييد الرياض لكل المبادرات الرامية إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن وزير الإعلام المكلف ماجد بن عبدالله القصبي قوله إن الاجتماع الذي ترأسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تطرق إلى عدد من الموضوعات حول مستجدات الأحداث وتطوراتها على الساحتين الإقليمية والدولية.

وأضاف أن الاجتماع جدد "تأكيد المملكة خلال المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً تجاه إيران، والتعامل الجاد حيال تجاوزاتها المرتبطة ببرنامجها النووي".

كما تم التأكيد خلال الاجتماع، وفق وزير الإعلام، على "تأييد المملكة للمبادرات الإيجابية الداعية لإيجاد مناطق جغرافية خالية من الأسلحة النووية، والعمل مع المجتمع الدولي على جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من هذه الأسلحة".

وتداول المجلس أيضاً بشأن المعارك في إقليم ناجورنو قره باغ بين القوات الأرمينية والقوات الأذربيجانية المدعومة من تركيا.

وأشار المجلس إلى ما عبّرت عنه المملكة من قلق واهتمام بتطورات الأوضاع بين أرمينيا وأذربيجان، مجدداً حث الطرفين على وقف إطلاق النار وحل النزاع بالطرق السلمية وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

إشادة بتفكيك خلية مرتبطة بإيران

وثمّن مجلس الوزراء، وفقاً لوكالة "واس"، جهود رئاسة أمن الدولة "الحثيثة في متابعة وتعقب العناصر الإجرامية التي تشكل تهديداً لأمن البلاد ومقدراتها وسلمها الاجتماعي".

وأشار المجلس في هذا الصدد "إلى الإطاحة بخلية إرهابية تلقى عناصرها تدريبات عسكرية وميدانية داخل مواقع تابعة للحرس الثوري في إيران، من ضمنها طرق وأساليب صناعة المتفجرات، وضبط كمية من الأسلحة والمتفجرات المخبأة".

وعبّر المجلس عن تقديره لرئاسة أمن الدولة إثر تصديها لهذه "المخططات الإجرامية، ولكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن المملكة واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها".

وكان الناطق الرسمي باسم رئاسة أمن الدولة أعلن، الاثنين الماضي، أن عملية أمنية أسفرت عن القبض على عناصر الخلية وعددهم 10 متهمين، ثلاثة منهم تلقوا تدريبات في إيران، بحسب الناطق. وأوضح الناطق باسم رئاسة أمن الدولة أن بقية العناصر ارتبطوا مع الخلية بأدوار مختلفة، لافتاً إلى أن مصلحة التحقيق تقتضي عدم الكشف عن هويات المقبوض عليهم في الوقت الحالي.

دعوة للتحرك بشأن "صافر"

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن مجلس الوزراء تناول ما صدر عن الاجتماع الطارئ لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، الذي دعت إليه المملكة، من مطالبة بإجراءات عاجلة لتفادي كارثة بيئية محتملة جراء عدم صيانة الناقلة النفطية "صافر" الراسية قبالة ميناء رأس عيسى النفطي في البحر الأحمر منذ 5 أعوام.

ودعا المجلس جميع الدول العربية والإقليمية والدولية إلى "ضرورة التعاون واتخاذ الخطوات اللازمة المؤدية لمعالجة الوضع الذي يشكل تهديداً خطيراً لكل الدول المطلة على البحر الأحمر خاصة السعودية واليمن".

وكانت الأمم المتحدة حذرت من خطر انفجار الناقلة التي تحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام، وقالت إنها يمكن أن تسرّب ما يصل إلى 4 أمثال النفط الذي تسرّب من الناقلة "إكسون فالديز" في عام 1989 قبالة ألاسكا.

وتنتظر الأمم المتحدة تفويضاً رسمياً من جماعة الحوثي في اليمن، المسيطرة على المنطقة حيث ترسو الناقلة، لإرسال بعثة إلى الناقلة بهدف إجراء تقييم فني وأي إصلاحات أولية قد تكون ممكنة.

قمة الـ20 في موعدها

قال وزير الإعلام المكلف إن مجلس الوزراء رحب بإعلان المملكة انعقاد قمة قادة دول مجموعة العشرين للعام 2020 برئاسة خادم الحرمين الشريفين، بشكل افتراضي، في موعدها المحدد يومي 21 و22 من نوفمبر المقبل.

وثمّن المجلس الجهود الدولية التي قادتها دول مجموعة العشرين ونتج عنها الحصول على التزامات بأكثر من 21 مليار دولار أميركي لدعم إنتاج الأدوات التشخيصية والعلاجية واللقاحات وتوزيعها وإتاحتها، وضخ أكثر من 11 تريليون دولار لحماية الاقتصاد العالمي، وتوفير أكثر من 14 مليار دولار لتخفيف أعباء الديون في الدول الأقل تقدماً، لتمويل أنظمتها الصحية وبرامجها الاجتماعية.

ونوّه مجلس الوزراء أيضاً بمضامين كلمة المملكة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وما اشتملت عليه من "تأكيد على استمرار المملكة بوصفها رئيساً لمجموعة دول العشرين في الدفع بجهود الاستجابة الدولية للتعامل مع جائحة كورونا ومعالجة آثارها الإنسانية والاقتصادية، وترسيخ نهج المملكة في محيطها الإقليمي والدولي وسياستها التي تستند إلى احترام القوانين والأعراف الدولية، وسعيها المستمر لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار كخيار استراتيجي".

استعداد لاستئناف مناسك العمرة

وقالت وكالة "واس" إن مجلس الوزراء استعرض مستجدات جائحة كورونا على النطاقين المحلي والدولي، و"الجهود المبذولة من الجهات المعنية مع المنتجين للقاحات المضادة للفيروس، لتكون المملكة في مقدمة الدول الحريصة والمسارعة لتوفير لقاح فعال وآمن، والإسهام فيه حال اعتماده".

وأضاف أن المجلس أبرز أن "إحصاءات الحالات المسجلة في المملكة أظهرت اتجاهات إيجابية في المنحنيات والمؤشرات الخاصة بالفيروس، وتراجع أعداد الإصابات وانحسارها في المدن كافة".

وبيّن وزير الإعلام المكلف أن المجلس تابع الاستعدادات والخطط التنفيذية للجهات المعنية لتوفير أعلى المعايير الصحية وأدق الإجراءات الاحترازية، مع قرب بدء مراحل العودة التدريجية لأداء مناسك العمرة والدخول إلى المسجد الحرام وزيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي، وفق ترتيبات محددة ومراحل متعددة تخضع للتقييم المستمر حسب مستجدات الجائحة.

وأكد حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين "على تمكين ضيوف الرحمن من داخل المملكة وخارجها من إقامة الشعيرة بشكل آمن صحياً، وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد المكاني اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته، وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية".