السودان يطوي صفحة الصراع مع الحركات المسلحة

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ورئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال" عبد العزيز الحلو، 9 يناير 2020 - Getty Images
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ورئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال" عبد العزيز الحلو، 9 يناير 2020 - Getty Images
الخرطوم-مها التلب

تشهد عاصمة جنوب السودان جوبا، السبت، توقيع اتفاق السلام النهائي بين الحكومة الانتقالية في السودان والجبهة الثورية، بمشاركة إفريقية وعربية، لإنهاء سنوات من الحروب الداخلية، وهو ما يشكل أحد المطالب الرئيسية للحراك الشعبي الذي أطاح بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019.

وكشفت مصادر سودانية لـ"الشرق" عن لقاء جمع بين رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، ورئيس "الحركة الشعبية – شمال" عبدالعزيز الحلو في جوبا، قبل توقيع الاتفاق.

وقالت المصادر، إن "حمدوك انخرط في جلسة مباحثات مع الحلو امتدت ساعات ناقشا العملية السلمية وما تم توقيعه في وقت سابق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا". 

وشهدت المفاوضات مع "الحركة الشعبية – شمال" توتراً وخلافاً لأكثر من 10 أشهر، في ظل إصرار الحركة على تحقيق مبدأ "فصل الدين عن الدولة".

وفي سبتمبر الماضي، وقع حمدوك والحلو، على إعلان مبادئ في أديس أبابا ينص على فصل الدين عن الدولة،  كما نص الاتفاق بين الطرفين على بنود عدة، أبرزها احترام التعددية العرقية والإثنية والدينية والثقافية في السودان، والاعتراف الكامل بها واستيعابها، بالإضافة إلى المساواة السياسية والاجتماعية الكاملة بين جميع السودانيين، وفقاً للقانون.

وينص الاتفاق أيضاً على ضرورة إقامة دولة ديمقراطية في السودان، يقوم دستورها على مبدأ "فصل الدين عن الدولة"، كما وقعت الحكومة السودانية والجبهة الثورية اتفاقاً للسلام بالأحرف الأولى، بحضور عدد من القيادات الحكومية في السودان وقادة الحركات المسلحة. 

سلام شامل

ويعول السودانيون على توقيع اتفاق سلام شامل ينهي عقوداً من الحروب الداخلية، وهو ما يشكل أحد المطالب الرئيسية للحراك الشعبي الذي اندلع في ديسمبر من عام 2018 وأطاح بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019.

ويمهد اتفاق السبت، الطريق أمام "تقاسم السلطة والثروة" بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية، التي تضم مجموعة من الحركات المسلحة والتنظيمات السياسية، كما ينص على تخصيص 7 مليارات دولار، لإعادة إعمار المناطق المتأثرة بالنزاعات.

ومن أبرز الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام: حركة جيش تحرير السودان بقيادة أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة مالك عقار.

من جانبه، قال عضو المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول شمس الدين كباشي لـ"الشرق"، إن الوساطة في جوبا أجرت اجتماعات مكثفة مع الفرقاء السودانيين قبل التوقيع النهائي على اتفاق السلام.

وأضاف أن وفد الحكومة الانتقالية عقد اجتماعاً مع المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان، دونالد بوث، ناقش الترتيب لعملية توقيع وتنفيذ الاتفاق.

وفي نهاية أغسطس الماضي، وقعت الحكومة السودانية اتفاقاً بالأحرف الأولى مع الجبهة الثورية، تمهيداً للتوقيع على الاتفاق النهائي الذي سيشهد حضور الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، والرئيس التشادي إدريس ديبي، والرئيس الكيني أوهورو كينياتا، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بالإضافة إلى وزير الدولة السعودي للشؤون الإفريقية أحمد بن عبدالعزيز قطان، وممثلين عن الجامعة العربية، ودولة الإمارات، وعدد من البلدان الأوروبية.