رئيس قرغيزستان يستقيل بعد 10 أيام من الاحتجاجات

time reading iconدقائق القراءة - 5
أنصار لرئيس الحكومة القرغيزية صدر جباروف يتظاهرون في العاصمة بيشكيك، 15 أكتوبر 2020 - REUTERS
أنصار لرئيس الحكومة القرغيزية صدر جباروف يتظاهرون في العاصمة بيشكيك، 15 أكتوبر 2020 - REUTERS
بيشكيك-وكالات

أعلن رئيس قرغيزستان سورونباي جينبيكوف استقالته، الخميس، في محاولة لإخماد اضطرابات تشهدها الدولة الواقعة في آسيا الوسطى منذ 10 أيام، بعد انتخابات نيابية مثيرة للجدل.

وبات جينبيكوف ثالث رئيس قرغيزي تطيح به احتجاجات شعبية منذ 2005، بعد استقلال بلاده عن الاتحاد السوفياتي في عام 1991. وقرغيزستان حليف وثيق لروسيا، وتحاذي الصين.

ورفضت المعارضة نتائج الانتخابات النيابية التي نُظمت في 4 أكتوبر الجاري، بعد إعلان فوز حلفاء جينبيكوف بها، والذين اتُهموا بمخالفات وشراء أصوات. وأبطلت السلطات نتيجة الاقتراع، بعد تنظيم المعارضة احتجاجات وسيطرتهم على مبانٍ حكومية. لكن صدامات بين متظاهرين والشرطة أسفرت عن مقتل شخص وجرح أكثر من 1200، حسب ما أفادت وكالة "فرانس برس".

"استفزازات"

ووَرد في بيان أصدره مكتب جينبيكوف أن الأخير يخشى حصول عنف، إذا نفذ متظاهرون تهديدهم بالتوجّه إلى مقرّ إقامته. وأضاف: "ستكون القوات العسكرية والأمنية حينها ملزمة باستخدام أسلحتها، لحماية المقرّ الرسمي. ستُسفك دماء لا محالة. أحضّ الطرفين على عدم الوقوع في (فخّ) الاستفزازات"، وفق وكالة "رويترز".

وتابع: "أنا لا أتمسّك بالسلطة ولا أريد دخول تاريخ قرغيزستان بوصفي رئيساً سفك الدماء وأطلق النار على شعبه، لذلك قررت الاستقالة"، وفق "فرانس برس".

واعتبر جينبيكوف أن التمسّك بالسلطة "لا يستحق وحدة بلادنا والوئام في المجتمع"، وزاد: "بالنسبة إليّ، السلام في قرغيزستان، ووحدة البلاد وشعبنا، والهدوء في المجتمع، تسمو على كل شيء". ونبّه إلى أن الوضع في العاصمة بيشكيك "لا يزال متوتراً"، رغم تشكيل حكومة جديدة الأربعاء، مشدداً على أنه لا يريد تصعيد هذه التوترات، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس".

وأعلنت المعارضة خططاً لإطاحة بجينبيكوف وتشكيل حكومة جديدة، بعدما ألغت لجنة الانتخابات المركزية نتائج الانتخابات. في المقابل، أعلن الرئيس حالة طوارئ في بيشكيك، في خطوة صادق عليها البرلمان الثلاثاء.

وأشارت "أسوشييتد برس" إلى أن السلطات نشرت قواتها في بيشكيك خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفرضت حظر تجوّل. وخفّفت هذه الخطوة من التوتر في العاصمة، إذ خشي سكانها من نهب رافق انتفاضات سابقة، وبدؤوا بتشكيل مجموعات أهلية لحماية ممتلكاتهم. وأُعيد فتح المتاجر والمصارف، بعدما أُغلقت الأسبوع الماضي.

حكومة جديدة

وفي محاولة لوقف الاضطرابات، وافق جينبيكوف الأربعاء على تعيين صدر جباروف، وهو نائب سابق حرّره متظاهرون من السجن الأسبوع الماضي، رئيساً للوزراء، مع حكومته المقترحة.

ووعد جباروف أنصاره بالضغط من أجل استقالة جينبيكوف، وأجرى محادثات معه، بعد ساعات على تعيينه رئيساً للحكومة. وبعد المحادثات، أعلن جينبيكوف أنه سيبقى في منصبه، إلى أن يستقرّ الوضع السياسي في قرغيزستان.

لكن مئات من أنصار جباروف احتشدوا في العاصمة الأربعاء، مطالبين باستقالة الرئيس، ومهددين باقتحام مقرّ إقامته. وتعهد جباروف الأربعاء بأن يلتقي الرئيس مجدداً الخميس، لإقناعه بالتنحّي. وأفادت "أسوشييتد برس" بأن لا معلومات بشأن حصول الاجتماع، مستدركة أن الاحتجاجات المطالبة باستقالة جينبيكوف استمرّت صباح الخميس.

وبعد استقالة جينبيكوف، تولّى رئيس البرلمان كاناتبك إيساييف السلطات الرئاسية. وإذا استقال أيضاً، تؤول صلاحيات الرئيس إلى جباروف، وفق "رويترز".

وأشارت الوكالة إلى أن مئات من أنصار جباروف تظاهروا على بعد 700 متر من مقرّ الرئاسة، وهتفوا بعد إعلان استقالة جينبيكوف "البرلمان يجب أن يرحل" و"إيساييف يجب أن يذهب".

وأُطلقت يوم الجمعة الماضي أعيرة نارية على سيارة الرئيس السابق ألمظ بك أتامباييف، الذي أُخرج أيضاً من السجن خلال الفوضى التي تلت إعلان نتائج الانتخابات. لكنه أُعيد إلى السجن، حيث كان يمضي عقوبة لدوره في الإفراج عن زعيم عصابة إجرامية، علماً أنه خصم لجينبيكوف، بعدما كانا حليفين.