
أعلن الاتحاد الأوروبي الخميس، فرض عقوبات على ستة مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في قضية تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني.
وطالت عقوبات الاتحاد الأوروبي، رئيس جهاز الأمن الفيدرالي ألكساندر بورتنيكوف، والنائب الأول لرئيس الديوان الرئاسي سيرغي كيريينكو، فضلاً عن رئيس مديرة السياسة الداخلية بالرئاسة أندريه يارين، ونائبي وزير الدفاع، بافيل بوبوف وأليكسي كريفوروتشكو، ومبعوث الرئيس فلاديمير بوتين إلى منطقة سيبيريا الاتحادية سيرغي مينيايلو.
وتشمل العقوبات التي انضمت إليها بريطانيا، حظراً على الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وعلى المعاملات المالية، وكذا تجميد الأصول.
كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على معهد الأبحاث العلمية للكيمياء الحيوية والتكنولوجيا التابع للدولة الروسية، والذي يفترض أنه المسؤول عن تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية التي ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفييتي.
وأفاد بيان لوزراة الخارجية البريطانية، بأن لندن "ستطبق العقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوروبي ضد ستة أفراد وكيان على صلة بتسميم ومحاولة قتل نافالني، بموجب نظام الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات (على استخدام) الأسلحة الكيميائية".
أدلة أوروبية
وأشار نص القرار الذي نشر في الجريدة الرسمية للاتحاد، إلى أن العقوبات تستند إلى الأدلة التي توصلت إليها مختبرات متخصصة في أوروبا، بدءاً بألمانيا التي أعلنت في الثاني من سبتمبر، أن مختبراً متخصصاً للقوات المسلحة "وجد دليلاً على أن أليكسي نافالني قد تعرض للتسمم بغاز أعصاب سام لمجموعة نوفيتشوك"، مشيراً إلى أن هذه النتيجة "جرى تأكيدها لاحقاً من قبل مختبرات في فرنسا والسويد، كما أُعلن في الـ14 من سبتمبر".
ودان المجلس الأوروبي، مطلع أكتوبر محاولة اغتيال أليكسي نافالني، وقال: إن استخدام الأسلحة الكيميائية "يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي". ودعا روسيا إلى التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لضمان إجراء تحقيق دولي محايد، وتقديم المسؤولين عن ذلك للعدالة.
وكانت فرنسا وألمانيا قد طالبتا روسيا مراراً بالتحقيق في عملية التسميم التي وقعت على الأراضي الروسية، لكن وزيري الخارجية الفرنسي والألماني، جان إيف لودريان وهايكو ماس، قالا في بيان مشترك إن الكرملين لم يقدم "أي تفسير ذي مصداقية".
وتأتي خطوة معاقبة روسيا غداة إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، العثور في عيّنات أخذت من نافالني على مادة شبيهة بنوفيتشوك، وهي مادة سامة للأعصاب صممها متخصصون سوفييت لأغراض عسكرية.
وسمّ نوفيتشوك هو تركيبة خطيرة تؤثر في الأعصاب قالت بريطانيا إنها استُخدمت في عام 2018 لتسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزبوري.
روسيا تحذر الأوروبيين
ونفى الكرملين مسؤوليته في هذه القضية التي أثارت أزمة دبلوماسية، وقال الخميس، إن عقوبات الاتحاد الأوروبي على معاوني بوتين "تضر بعلاقات التكتل وموسكو".
واعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريح صحافي، أن "الاتحاد الأوروبي بهذه الخطوة أضر بالعلاقات مع بلادنا"، واصفاً الإجراء بأنه "خطوة غير ودية عن قصد"، من جانب الاتحاد الأوروبي وتعهد بأن روسيا سترد.
وأضاف بيسكوف أنه "لا يوجد منطق في هذه الخطوة". وفي إشارة إلى نافالني، أعرب عن أسفه للقرار الذي "يضع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وموسكو على المحك، بسبب شخص تعتقد أوروبا أنه زعيم معارضة ما".
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد وافقوا الاثنين في لوكسمبورغ مبدئياً على فرض عقوبات على روسيا على خلفية تسميم نافالني.
ورحّب وزير الخارجية الألماني بالخطوة قائلاً: "أعتقد أنه من المهم للغاية في ضوء جريمة خطيرة كهذه تعد انتهاكاً للقانون الدولي ولمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، أن يظهر الاتحاد الأوروبي موقفه الموحّد، وهذا ما فعله".
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، التدابير الأوروبية، متّهماً الاتحاد الأوروبي بالرضوخ للضغط الأميركي، وبـ"استبدال فن الدبلوماسية بالعقوبات". وفي مؤتمر صحافي عقده في موسكو قال لافروف: "بالطبع لن تمر سياسة الاتحاد الأوروبي الحالية من دون عواقب".