مدير "إف بي آي" السابق: ترمب كان رئيساً ديماغوجياً ومعتلاً اجتماعياً

time reading iconدقائق القراءة - 4
المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي جيمس كومي - REUTERS
المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي جيمس كومي - REUTERS
دبي-الشرق

شنّ المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "إف بي آي"، جيمس كومي، هجوماً لاذعاً على الرئيس السابق دونالد ترمب، ووصفه برجل "ديماغوجي وكاذب ومعتل اجتماعي قوّض الثقة بالمؤسسات".

وقال كومي الذي عيّنه الرئيس الأسبق باراك أوباما مديراً لـ"إف بي آي" في عام 2013، قبل أن يعزله ترمب عام 2017، إنه يأمل أن يُخرج تنصيب جو بايدن الأميركيين من "ضباب الأكاذيب". 

وصرّح كومي في مقابلة على شبكة "إيه بي سي نيوز" بأن "جزءاً كبيراً من تراجع الثقة بمؤسساتنا ومجتمعنا المدني كان بسبب ممارسة رئيس ديماغوجي للكذب بلا هوادة".

وأضاف: "إنه أمر محبط ألا نقبل سوى بالأكاذيب عندما تأتي من أعلى منصب في البلاد، ثم ترددها وسائل الإعلام وغيرها من أدوات التمكين داخل الحكومة وخارجها".

وأشار إلى أن "الناس يصدقون ما يقوله الرئيس في دولة ديمقراطية، وهذا أمر صحي بطبيعة الحال؛ ولكنه يصبح غير صحي إطلاقاً عندما يكون الرئيس معتلاً اجتماعياً، ويشكل للأسف وجدان ملايين الأشخاص بصورة ضارة". 

استعادة الثقة

وقال كومي إن بالإمكان إعادة بناء الثقة في المؤسسات، مثل وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، إذا اختار الرئيس الجديد "قادة عظماء يعبّرون عن قيم هذه المؤسسات". 

وأوضح أن "دونالد ترمب لم يمكث في السلطة فترة طويلة ليغيّر ثقافة مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل، لذا كل ما تحتاج إليه القيادة الجديدة هو السماح للناس بأن يتصرفوا كما هو محفور في قلوبهم".

واعتبر أن "الأصعب سيكون استعادة ثقة أولئك الذين تعرّضوا للكذب فترة طويلة، لكن هذا سيتحقق بمرور الوقت من خلال القيام بالعمل ثم إعلانه للشعب الأميركي بكل تفاصيله، انتصاراً كان أم انكساراً". 

الخروج من الضباب 

ورأى كومي أن تغيير الرأي العام و"إخراج الأميركيين من ضباب الأكاذيب" سيكون أمراً صعباً، خصوصاً أن هذه الآراء تعززت "من خلال غرف الصدى التي يمكننا جميعاً أن نخلقها لأنفسنا" عبر الإنترنت. 

وقال: "أصعب ما يمكن أن تفعله كإنسان هو أن تقرّ بأنك خُدعت، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بأشياء مهمة حقاً، مثل الفيروس أو الانتخابات أو مؤساساتنا"، في إشارة إلى استهزاء ترمب بوباء كورونا، وزعمه أن الانتخابات كانت مزورة، وتحريضه أنصاره على اقتحام مبنى الكابيتول.

وقال كومي إن الوسيلة لفعل ذلك ليست بالصراخ في وجوه الناس أو إرباكهم، وإنما "بإتاحة الفرصة لهم بصدق وأمانة ليخبروا أنفسهم قصة مختلفة، وليجدوا طريقة تخرجهم من ركام الضباب". 

وقال: "أعتقد أننا بدأنا ذلك بالفعل.. في حفل التنصيب، عندما تحدث جو بايدن مباشرة إلى الشعب الأميركي، وقدم له رؤية قيادة كفوءة وصادقة ومتعاطفة. أعتقد أن ذلك سيساعد الملايين على الخروج من الضباب".

"حرق" الحزب الجمهوري

وأعرب كومي عن اعتقاده بأن "الوقت حان لإجراء تغيير جذري داخل الحزب الجمهوري. يجب حرقه بالكامل.. إنه لا يمثل شيئاً قيّماً لبلدنا. هذا إلى جانب عبادة الشخص التي مارسها لرجل ديماغوجي وكاذب"، في إشارة إلى ترمب.

ورأى أنه "إذا كان لهذا الحزب أن يستمر، وإذا كنا بحاجة إلى حزبين قويين لنتمتع بديمقراطية قوية، فيجب إعادة بنائه بطريقة ما".  

وختم بالقول: "أعتقد أن بإمكانك رؤية الجمهوريين ذوي المبدأ ينفصلون أو يبحثون عن طريقة لطرد الترمبيين (أنصار ترمب)، حتى يتمكنوا من إعادة تأسيس حزبهم على أساس حزمة من القيم الحقيقية". 

اقرأ أيضاً: